أفادت منظّمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بأنّ نحو 30 مليون طفل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا محرومون من حقّهم في التعليم في الوقت الراهن، ولا سيّما في الدول التي شهدت نزاعات وأزمات، في مقدّمتها السودان وقطاع غزّة الفلسطينيّ.
وبيّنت منظّمة يونيسف أنّ النزاعات والأزمات في السودان وفلسطين وسوريا وبلدان أخرى تؤدّي إلى "تراجع هائل" في المكاسب التي حُقّقت في مجال التعلّم بالمنطقة. وحذّرت من أنّ هؤلاء الأطفال المشار إليهم معرّضون لخطر عواقب طويلة المدى على تعلّمهم ورفاههم.
وتُظهر البيانات الخاصّة بـ 12 دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أنّ عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس (من خمسة أعوام إلى 18 عامًا) ارتفع إلى 30 مليونًا على الأقلّ، الأمر الذي يعني أنّ طفلًا واحدًا على الأقلّ من بين كلّ ثلاثة أطفال في هذه البلدان غير ملتحق بالمدرسة.
وفي السودان، ثمّة 16.5 مليون طفل خارج المدرسة بسبب النزاع العنيف في البلاد الذي يستمرّ منذ أكثر من 21 شهرًا، والذي دمّر عددًا كبيرًا من المباني المدرسيّة، وأدّى إلى تعطيل العمليّة التعليميّة، وعرّض منظومة التعليم لخطر الانهيار، بحسب منظّمة يونيسف.
يُذكر أنّ سبعة ملايين طفل (من أصل 16.5 مليون) على الأقلّ كانوا خارج المدرسة قبل الحرب التي اندلعت في منتصف إبريل/ نيسان 2023 بين الجيش السودانيّ وقوات الدعم السريع والتي خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة والسلطات المحلّيّة، علمًا أنّ بحثًا أعدّته جامعات أمريكيّة قدّر عدد القتلى ضحايا الحرب بنحو 130 ألف شخص، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
وفي قطاع غزّة الذي شنّ عليه الاحتلال الإسرائيليّ في السابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023 حرب إبادة جماعيّة استمرّت أكثر من 15 شهرًا، ثمّة 645 ألف طفل خارج المدرسة، ولا سيّما مع إغلاق كلّ المدارس بالكامل منذ ذلك الحين.
أضافت منظّمة يونيسف، في بيانها، أنّ بعد "النزاع العنيف في قطاع غزّة، تحتاج 84% من المدارس إلى إعادة بناء كاملة أو إعادة تأهيل كبيرة قبل إعادة فتحها". وأشارت إلى أنّ "أطفالًا كثيرين أُصيبوا في النزاع، الأمر الذي أثّر على قدرتهم على الوصول إلى فرص التعلّم".
وكانت الأمم المتحدة قد أطلقت، في 18 إبريل/ نيسان 2024، مصطلح "الإبادة التعليميّة" لوصف هذا الوضع، علماً أنّه يشير إلى المحو المنهجيّ للتعليم من خلال اعتقال أو احتجاز أو قتل المعلّمين والتلاميذ والموظفين، وتدمير البنيّة التحتيّة التعليميّة، محذّرةً من وقوع ذلك.
وفي تعليق على تأزّم الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قال المدير الإقليميّ لمنظّمة يونيسف إدوارد بيغبيدير إنّ "على مدى الأعوام الخمسين الماضية، تحسّنت إمكانيّة الالتحاق بالمدارس في المنطقة، خصوصًا بالنسبة إلى الفتيات، لكنّ سلسلة الأزمات الأخيرة أدّت إلى تراجع هائل في هذه المكاسب". أضاف بيغبيدير، في بيان: "إذا نشأ الأطفال من دون المهارات التي يحتاجون إليها للمساهمة في بلدانهم واقتصاداتهم، فإنّ ذلك يؤدّي إلى تفاقم الوضع اليائس بالفعل بالنسبة إلى ملايين الأسر". وشدّد على "وجوب بذل مزيد من الجهود، على وجه السرعة، لإعطاء الأولويّة للتعليم في حالات الطوارئ، سواءً من أجل مستقبل الأطفال أو مستقبل بلدانهم".
المصدر (العربي الجديد)