ملفّ العدد الثامن عشر: التعليم التحرّريّ.. بدائل واستراتيجيّات
فيما تستمر المقتلة بحقّ غزّة وأهلها، والجرائم المتتالية بحقّ الفلسطينيين في الضفة الغربية، يشهد العالم على جرائم غير مسبوقة في حجمها ووضوحها وقسوتها، في حرب همجيّة على الطفولة والإنسانيّة والأجساد والبيوت والأرض.
ملفّ العدد الثامن عشر: التعليم التحرّريّ.. بدائل واستراتيجيّات
فيما تستمر المقتلة بحقّ غزّة وأهلها، والجرائم المتتالية بحقّ الفلسطينيين في الضفة الغربية، يشهد العالم على جرائم غير مسبوقة في حجمها ووضوحها وقسوتها، في حرب همجيّة على الطفولة والإنسانيّة والأجساد والبيوت والأرض.

فيما تستمر المقتلة بحقّ غزّة وأهلها، والجرائم المتتالية بحقّ الفلسطينيين في الضفة الغربية، يشهد العالم على جرائم غير مسبوقة في حجمها ووضوحها وقسوتها، في حرب همجيّة على الطفولة والإنسانيّة والأجساد والبيوت والأرض. وتطال كلّ معالم البنى المعرفيّة والتاريخيّة تاريخا وحاضرا. وصحيح أنّ هذا العنف عاد بالزمن إلى القرون الوسطى في الحصار والوحشيّة، إلّا أنّ منطقتنا العربيّة، بوصفها جزءًا من العالم الذي يقع في دائرة الاستغلال، لم تخلُ من العنف والمآسي، من ليبيا إلى سوريا واليمن ولبنان، إلى مأساة السودان المنسيّة في الإعلام. كما لا ننسى أنّ المجتمعات التي لم تتعرّض مباشرة إلى العنف المباشر وقعت تحت ضغوط وأعباء اقتصاديّة ومجتمعيّة تعود إلى أسباب مختلفة.

 

وفي كلّ هذه الأمكنة، وجد التربويّون أنفسهم بلا معين، يبحثون عن أمان شخصيّ لهم ولعائلاتهم، يلتقطون الأنفاس، ثمّ يمارسون التعليم بمَن وما تيسّر مستحدثين أساليب مبدعة تتجاوب مع هذا الواقع: فمعلّمة تتهجّر أكثر من مرّة، لا تستسلم، تجمع الأطفال وتبدأ من جديد؛ ومعلّم لم يجد في المنهاج ما يرتقي بتفكير متعلّميه النقديّ، فأدخل نشاطات وعدّل في المطلوبات، بما يضمن أن متعلّميه يفهمون واقعهم ويقدرون على تحليله؛ ومدرسة تتّخذ قرارًا بفتح أبوابها على محيطها، وتعمل بأشكال من المجاورة والتعليم الشعبيّ...

 

ممارسة التعليم في الظروف المختلفة التي وجد المعلّمون أنفسهم فيها، هي موضوع الملفّ وهدفه؛ حيث نرى أنّ هذه الممارسات تعيد إنتاج مفهوم التعليم التحرّري وتطوّره، وتشكّله بديلًا من البدائل التي ما تزال خيارات فرديّة، أكان على صعيد بعض المؤسّسات، أو على صعيد معلّمات ومعلّمين لم ترضهم الموادّ أو المناهج أو الاستراتيجيّات الجاهزة المفروضة عليهم. من هنا نتطلّع إلى قراءة أشكال التعليم المختلفة والبديلة التي مارسها التربويّون العرب في ظلّ أوضاع فرضت عليهم الاتّساق مع محيطهم، والاتّكال على ما بين أيديهم لاستنباط طرائق واستراتيجيّات، والنحو باتّجاه فرض قيم تعبّر عن الرغبة في الحياة وموقف الصمود وسط توقّع الانسحاق.

 

في هذا العدد،والذي تشارك في تحريره عضوتا الهيئة الاستشاريّة في منهجيّات، د. جمانة الوائلي ود. نضال الحاج سليمان، نستلهم الأمل من تضحيات أهلنا وزملائنا المعلمين والطلاب في غزة وجنوب لبنان واليمن والسودان، بل في معظم الدول العربيّة، ونستحضر سرديّاتنا ومصطلحاتنا التاريخيّة والمحلّيّة والتوجّهات التعليميّة التحرّريّة. يعالج الملفّ عدّة مواضيع، منها:

  • - أساليب واستراتيجيّات مستجدّة، طرق ومنهجيّات التعليم التحرريّ والمقاوم: أصول وطرق التدريس العملانيّة والفنّيّة (التقنية) التي تلائم التعليم النقديّ في مختلف أنواع المدارس، بما فيها اللغات والفنون والإنسانيّات والعلوم؛ ما الاستراتيجيّات التعليميّة التي أوجدتُها في مسيرتي التعليميّة لأغطّي النقص الحاصل عن التعليم في ظروف غير معتادة؟ ما الموادّ التي استخدمتها في تعليم مستجدّ خارج جدران المدرسة؟ ما النشاطات النقديّة من خارج المنهج التي نفّذتها مع طلّابي؟ ما العلاقة التي نشأت بيني وطلابي مع المحيط المفتوح الذي ندرس فيه؟
  • - منظومة القيم والأفكار: المناهج ودورها في المقاومة والتحرّر والوعي النقديّ والمعرفة النقديّة التحرّريّة أو العكس؛ دور المناهج في طمس السرديّة وبناء حالة تعلّم وظيفيّة آليّة أو عنصريّة تفوّقيّة؛ المنهج التحرريّ في إعداد المعلّمين وقادّة المدارس من خلال برامج التنمية المهنيّة أو جماعات التعلّم المهنيّ أو ممارسات مهنيّة أخرى غير تقليديّة؛ ما القيم التي يجب أن تتضمّنها المناهج التعليميّة في مجتمعات تتعرّض للهيمنة؟ هل يمكن استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ في تعليم تحرّريّ بديل...؟
  • - قصص المعلّمين والمتعلّمين وتساؤلاتهم في ظلّ تعليم بديل...

 

للإسهام والكتابة في هذا العدد، نستقبل مقالاتكم عبر البريد الإلكتروني: [email protected]

في موعد أقصاه 5 أيلول/ سبتمبر 2024.