بدأت الدراسة في جميع مدارس ولاية الخرطوم السودانيّة يوم 11 شباط/ فبراير، بعد أنّ أقرّت لجنة أمن الولاية في اجتماع عُقد نهاية الأسبوع الماضي، برئاسة والي الولاية، أحمد عثمان علي، توصيّة من المدير العام لوزارة التربيّة والتعليم، باستئناف الدراسة بشكل كامل، وأمرت الجهات المعنيّة، باتخاذ كل التدابير الأمنية لتأمين سلامة التلاميذ.
واتّخذت حكومة الولاية القرار بعد دراسة تقول مديريّة التربيّة والتعليم إنّها أجرتها، واتّضح من خلال نتائجها ضرورة عودة التلاميذ إلى مدارسهم لضمان حفظ مستقبلهم بعد شهور طويلة من انقطاع الآلاف منهم عن الدراسة.
وكانت الخرطوم أوّل ولاية اندلعت فيها المعارك بين الجيش السودانيّ وقوات الدعم السريع في الخامس عشر من إبريل/نيسان 2023، وتسببت تلك المعارك في مقتل آلاف المدنيين، وتشريد الملايين، وتدمير البنى التحتيّة، وتوقفت الدراسة في جميع المراحل التعليميّة، واضطر تلاميذ السنوات النهائيّة في المراحل المختلفة إلى الجلوس للامتحانات في الولايات الآمنة مثل ولايات نهر النيل والشماليّة والبحر الأحمر وكسلا، بينما ترك بعضهم الدراسة نهائيًّا خلال العامين الماضيين، واتّجه بعضهم إلى سوق العمل في المهن الهامشيّة لمساعدة أسرهم على توفير القوت والمتطلبات خلال أشهر النزوح القاسيّة.
وقَدّرت منظّمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، بعد أشهر من اندلاع الحرب، عدد التلاميذ المتوقفين عن الدراسة بنحو 19 مليون طفل، لكنّ هذا العدد تناقص عقب تمكن ولايات عديدة من استئناف الدراسة خلال العام الماضي، وتنظيم امتحانات المرحلتين الابتدائيّة والمتوسطة، ونجاح الحكومة الاتحاديّة في عقد امتحانات الشهادة الثانويّة في نهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
بيد أنّ قرار استئناف الدراسة بولاية الخرطوم قوبل بتباين في الآراء والمواقف، فالبعض يؤيد الفكرة كليًّا، ويرى أنها خطوة مصيريّة لملايين الأطفال الذين انقطعوا عن الدراسة، بينما يرى فريق آخر أنّ القرار ينطوي على خطر كبير على حياة الأطفال والمعلّمين، لكون الوضع الأمنيّ في الولاية غير محسوم، وبعض المناطق لا تزال تشهد قصفًا مدفعيًّا، كما هو الحال في شمال أم درمان، التي استهدفت فيها قوات الدعم الأسواق والمرافق العامّة بما في ذلك المدارس.
المصدر (العربي الجديد)