تعدّ مرحلة المراهقة من أصعب المراحل التربويّة التي يواجهها الأهل. هذا ما أظهرته الدراسات التي تؤكِّد على أنّ أهل المراهقين يعانون مستويات عالية من التوتِّر في معظم الوقت، لأنّ سنوات المراهقة تتميّز بتغيّرات عاطفيّة وجسديّة وهرمونيّة تؤثِّر في سلوكيّات المراهق. والعناد من السلوكيّات التي تبرز في هذه المرحلة، وهو أمر طبيعيّ، علينا تقبّله مرحلةً عابرةً في حيوات أبنائنا، إذ يساعد تقبّله على إيجاد حلول منطقيّة.
ما أساليب التعامل مع المراهق العنيد؟
التعامل مع المراهق صعب في جميع الأحوال، ولكنّه يصبح أكثر صعوبة عندما يطغى سلوك العناد على غيره من السلوكيّات في هذه المرحلة. يمكنك اتّباع بعض الأساليب التربويّة للتخفيف من صعوبة التعامل مع ابنك المراهق. أهمّها:
كن متوازنًا معه
واحدة من أكثر الخصائص شيوعًا لدى المراهقين الذين يصعُب التعامل معهم محاولتهم الضغط عليك، لدفعك إلى التفاعل السلبيّ مع المواقف، مثل استفزازك، وعصيان أوامرك، وعدم الاستماع إلى ما تطلبه، ومقاطعة كلامك، وصبّ غضبهم عليك، وخرق القواعد. تذكّر في هذه اللحظات أنّ انزعاجك يشعر المراهق بسلطته عليك. لذلك، ننصحك بأن تبقى متوازنًا وهادئًا قدر استطاعتك.
احترم خصوصيّاته
نظرًا إلى أنّ معظم المراهقين يرغبون في تجربة عيش الاستقلاليّة الذاتيّة، فإنّ ابنك المراهق يحاول خلق حالة من التحدّي لاختبار مدى تحمّلك. في هذه المواقف، من المهمّ جدًّا وضع حدود الحفاظ على علاقة بنّاءة معه. لذلك، ضع بعض القواعد والحدود التي عليكما الالتزام بها معًا.
حسِّن سبل التواصل
أصاب المؤلِّف جيمس هيومز عندما أشار بقوله: "فنّ الاتّصال هو لغة القيادة"، لأنّك إذا كنت تودّ أن تكون القائد في هذه المرحلة، فعليك أن تعرف كيف تتواصل مع ابنك بطريقة أفضل، وعليك أن تتعرّف إلى ما يحبّه ويكرهه حتّى تخلق سبيلًا للوصول إليه، وأن تجد عوامل مشتركة بينكما لتشدّه إليك وتشعره بالراحة في التعامل معك، ومشاركتك ما يفكِّر فيه.
أشعره بقيمته
ساعد ابنك المراهق على إدراك أنّ قيمته غير مرتبطة بالسلوكيّات العنيدة التي يلجأ إليها لإثبات وجوده. أشعره أنّه مرغوب، وأنّه لا يحتاج إلى خلق مواقف تشدّ انتباهك إليه.
تجنّب الحكم عليه
يميل ابنك المراهق إلى خوض تجارب جديدة لاكتشاف هويّته. حاول ألّا تحكم على اهتماماته مهما كانت صبيانيّة في نظرك، لأنّه عاجلًا أم آجلًا سيتخلّى عن هذه الاهتمامات. أعطه وقته في اكتشافها وادعمه. عليك أن تعلم أنّ ما تمنع ابنك عن تجربته في المراهقة يبقى معه حتّى سنّ الرشد. لذلك، دعه يعيش سنّه، واحصر دورك بالمراقبة والحماية.
كن متاحًا دائمًا من أجله
من الشائع أن يقلّ حديث الأطفال مع أهلهم عند بلوغهم سنّ المراهقة، لكنّ ذلك لا يعني أنّه لن يتحدّث معك أبدًا. سيحتاج ابنك إلى التحدّث معك في لحظة ما. لذلك، كن متاحًا من أجله في أيّ وقت، لأنّك لا تدري متى يحتاج إليك بالضبط.
كيف تتعامل مع مشكلات المراهقين النفسيّة؟
لا تنسحب
قد يكون الأمر محبِطًا عندما يتجاهل ابنك المراهق أوامرك، ولكن لا تغضب. كرِّر طلباتك بهدوء حتّى يمتثل لأوامرك، لأنّ انسحابك يعطيه الضوء الأخضر ليتمادى في العناد، ويخالف ما تأمره به الآن ولاحقًا.
حافظ على حسّ الفكاهة
في بعض المواقف التي يكون فيها المراهق صعبًا، أظهر بعضًا من التعاطف الممزوج بالدعابة، من دون المبالغة في ردّ الفعل، حيث يمكنك مثلًا الردّ بابتسامة، بدلًا من العبوس أو الغضب.
امنحه الفرصة في النقاش
يحاول المراهق بكلّ الوسائل لفت الانتباه ببعض التصرّفات، لاعتقاده أنّ البالغين لا يستمعون إليه. اعرض عليه خيار المشاركة في النقاشات واطلب رأيه دائمًا، وافتح موضوعات نقاشيّة جدّيّة معه من حين إلى آخر.
لا بأس بالاستعانة بأهلٍ آخرين
في بعض الأحيان، يتطلّب الأمر خبرة كبيرة لتربية طفل أو مراهق أو شاب. اطلب المساعدة من الأهل الآخرين الذين مرّوا بتجربة مشابهة سابقًا، أو يمرّون فيها الآن. حاول ملاءمة أساليبهم مع القواعد التربويّة التي تؤمن بها.
* * *
قد تكون مرحلة التعامل مع ابنك المراهق هي الأصعب في مسيرتك التربويّة، ولكنّ مهمّتك لا تنتهي بانتهائها أبدًا. نعلم أنّ الأبوّة والأمومة هي الوظيفة الأعظم والأصعب، ولكنّ اختيارك أن تكون أبًا أو أمًا يلزمك بمعرفة أهميّة بقائك سند طفلك، حتّى يأتي الوقت الذي يصبح فيه سندك.
أقرأ أيضًا
أهمّيّة تنظيم وقت الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)
كيفيّة التعامل مع الطفل العنيد | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)
المراجع
https://www.wikihow.com/Deal-With-a-Stubborn-Teenager