انتهى العام الدراسيّ بسرعة للبعض، وببطء للبعض الآخر. ومع بداية الإجازة الصيفيّة، في عدد كبير من البلدان العربيّة، قد يبتعد المدرّسون والتلاميذ وأولياء الأمور عن صلتهم بالمدرسة، أما أنا، فأمارس بعض الطقوس والعادات التي أرغب أن أشارككم بها على أمل أن تنال إعجابكم:
1. تقييم الذات
أُخصّص أسبوعًا خلال الإجازة الصيفيّة وأبتعد عن كلّ وسائل التواصل الاجتماعيّ والضغوطات اليوميّة، أُسافر إلى بلد جديد أو أجلس وحدي في أي مكان في الطبيعة يبعد عن ضغوطات المدينة، وأتأمّل وأحدّد أهدافًا جديدة للعام الدراسيّ القادم، وأطرح على نفسي بعض الأسئلة: ماذا حقّقت خلال هذا العام الدراسيّ؟ من ساعدني؟ ما هي المهارات التي أرغب بتطويرها؟ ما هي الدورات التي أرغب بحضورها؟
هذا الوقت مهم جدًّا لتحديد الأولويّات وتحويلها إلى خطّة عمل مكتوبة. أنصح من لا يستطيع الابتعاد لأسبوع تخصيص عطلة نهاية أسبوع للتقييم الذاتيّ والمراجعة. تُعطي هذه اللحظات من التأمّل معنى جديدًا للحياة المهنيّة، وتجعلك تخطّط لتحقيق أهدافك، وتفكّر في كلّ العقبات التي قد تواجهك وطريقة تخطّيها.
2. القراءة
اختار كتابًا تربويًّا صدر حديثًا، وأقرّر أن أقرأه، فالاطلاع على كلّ ما هو جديد في عالم التربية والتعليم مهمّ بالنسبة لي، والقراءة يجب أن تكون جزءًا لا يتجزّأ من حياتنا اليوميّة، حتى خلال أيّام الإجازة الصيفيّة. ولمن لا يرغب بقراءة كتب تربويّة خلال العطلة، يمكن قراءة روايات أو قصص الأطفال، فالقراءة، بكلّ أنواعها، تشكّل غذاءً للعقل والروح معًا، وحبّذا لو يُخصّص وقت يوميّ للقراءة ينضم إليه جميع أفراد الأسرة خلال هذه الاجازة.
3. وقت في الطبيعة
أُخصص وقتًا للجلوس في الطبيعة، والذهاب إلى البحر أو ممارسة رياضة المشي. يحتاج الجسد، كما العقل، إلى الهواء النظيف للعمل بنشاط وبطاقة إيجابيّة. يقوم الأطباء، في بعض البلدان الأوروبّيّة، بالطلب من أولياء الأمور بقضاء وقت في الطبيعة، وبالطلب من الأطفال اللعب في الطبيعة كوصفة علاجيّة.
4. مصادر جديدة
أبحث عن ورش عمل جديدة، أو مؤتمرات، أو ندوات، أو دورات قد تضيف إلى خبرتي كتربويّ. لقد أصبحت كمّيّة الورش المتوفرة بشكلٍ مجّانيّ على الإنترنت لا تُعدّ ولا تُحصى وباللغة العربّية أيضًا. المصادر، كذلك، متوفّرة والتطبيقات، ويتوفّر عدد كبير منها ضمن قسم مصادر على موقع منهجيّات، بالاطلاع على تلك المصادر، يساعدك على تطبيق أفكار جديدة داخل فصلك والابتعاد عن التكرار والروتين.
5. تحديث الملف المهنيّ
أُراجع ملفّي المهنيّ الخاصّ، portfolio، وأقوم بتحديثه. أستخدم هذا الملف مع التلاميذ في بداية العام الدراسيّ، وأُطلعهم عليه ليفهموا ما معنى ملفّ الإنجاز وليكون نموذجًا لهم.
6. اللعب مع الأولاد والتعلّم المستمرّ
لقد بدأتُ، منذ مدّةٍ، باستخدام تطبيق لتعلّم اللغات، وأقوم باللّعب على هذا التطبيق بشكلٍ يوميٍّ تقريبًا مع ابنتي، وسنستمر باللّعب خلال الصيف، لأنّ التعلّم من خلال اللّعب ممتعٌ ولا يتوقّف مع انتهاء العامّ الدراسيّ.
7. أخطط لورش عمل جديدة
كلّنا يعلم أنّ الدماغ البشريّ لا يهدأ حتى خلال النوم يفكّر ويحلّل ويبتكر، لذا، من المهم جدًّا تخصيص دفتر للتأمّلات أو لتدوين الأفكار العابرة، والتي قد تصبح في يومٍ ما فكرة ثوريّة، قد تغير العالم، كما يقول الكاتب كوبي يمادا، Kobi Yamada، في كتابه للأطفال "ماذا تفعل بالفكرة؟".
وأنتم، كيف تمضون الإجازة الصيفيّة؟ أرغب بسماع تعليقاتكم وملاحظاتكم.