منذ صغري أعشق القراءة، وخصوصًا القصص والروايات البوليسيّة. عندما كنت في الصفّ التاسع الأساسيّ، أذكر أنّني اشتريت 25 كتابًا، وزيّنت بها رفًّا صغيرًا داخل غرفتي الصغيرة. كنت أدّخر من مصروفي اليوميّ لشراء الكتب التي أحبّ. وفي العام التالي، أصبحت أكثر انتقائيّة واشتريت ضعفها، وكنت أقرأ الكتاب نفسه بين حين وآخر. في الأعوام اللاحقة، كبرت مكتبتي الصغيرة وزاد عدد الرفوف. وحين انتهيت من دراستي الجامعيّة، أصبحت لدي مكتبة صغيرة. كبرت مكتبتي وأطلقت عليها لقب مكتبتي العامرة. جمعت مكتبتي أصنافًا كثيرة من الكتب، منها العلميّ ومنها القصصيّ ومنها دواوين الشعر والروايات الأدبيّة باللغتين العربيّة والإنجليزيّة، كتبٌ أهدانيها أصدقائي الأعزاء من الكُتّاب، وكتب تربويّة أصيلة، وكتب دينيّة وتاريخيّة أحببتها وأحبّتني. أمّا زاوية الطبخ وفنّ الإتيكيت، فكان لها نصيب وفير في مكتبتي.
لم تعزّ عليّ الكتب، هي رخيصة أمام صمود أهلنا في شمال غزّة الصابرين الحامدين لله على مصابهم الجلل. هناك أشخاص نتمنّى أن نقدّم إليهم ما نستطيع، لكنّنا عاجزين أمام تضحياتهم. تعزّ علينا استحالة الوصول إليهم، وتعزّ علينا أكثر صعوبة وصول الماء والغداء والدواء إليهم. عجزت كلّ منظّمات حقوق الإنسان الدوليّة عن فعل ذلك، ولكن الله على كل شيء قدير.
كانت الكتب تشعل أفكارنا، صارت الكتب تطعم صغارنا...
اللهم استر عوراتهم وعوراتنا، وآمن روعاتهم وروعاتنا، اللهم أطعمهم وأطعمنا من جوع، وآمنهم وآمنّا من خوف.