صدر كتاب "الطريقة الناجحة في التقويمات الصفّيّة وتقدير العلامات" لمؤلِّفه روبرت مارزانو، ترجمة عزيزة مصطفى عادي، في طبعته الأولى، عام 2015.
تضمّن الكتاب سبعة فصول تمحورت حول التقويم الصفّيّ، ودور المعايير الرسميّة، ومقياس التعلّم مع مرور الوقت، وتصميم التقويم الصفّيّ، والتقويم الذي يُحفِّز التعلّم، والعلامات والدرجات النهائيّة، وكشوف العلامات، ومستقبل التعلّم القائم على المعايير أو الموضوعات، وهو بذلك يُعَدّ من ضمن أهمّ الكتب التي حلّلت ظاهرة التقويمات الصفّيّة وتقدير العلامات بوصفها مُكوِّنًا أساسيًّا للتعليم الفاعل. وقد سعى مؤلّف الكتاب إلى تحديد الظروف المثاليّة لإجراء التقويمات وتقدير العلامات، ولا سيّما حين يكمن الهدف في رفع وتيرة تعلّم الطلّاب، وشدّد على العلاقة الاطراديّة بين زيادة تحصيل الطلّاب وتحسّن مهارة المعلّمين في إجراء التقويمات الصفّيّة.
قارن الكتاب بين أهمّ تقويمين صفّيّين، التقويم التكوينيّ الذي يحدث أثناء التعلّم ويكون الهدف منه التعديل في عمليّة التعلّم وما تقتضيه من نشاطات، والتقويم الختاميّ الذي يحدث في نهاية عمليّة التعلّم ويكون من الصعب فيه إجراء تعديل أو تغيير لما حدث أثناء التعلّم. وعليه، ركّز الكتاب على التقويم التكوينيّ وضرورة إجرائه أكثر من مرّة بطريقة منتظمة، نظرًا لأهمّيّة التغيير الذي يُرجَى منه في العمليّة التعليميّة، حيث يفسح المجال لتزويد الطلّاب بتغذية راجعة تُقدِّم لهم صورة واضحة عن مدى تقدّمهم في تحقيق أهداف التعلّم وسبل تحسين أدائهم، كما تشجّعهم على تطوير مستوياتهم وتحفّزهم على تحقيق التقدّم. يقتضي ذلك إعادة تشكيل وثيقة المعايير الوطنيّة من حيث موضوعات القياس، ضمن عمليّة تدمِج ثلاث خطوات، تتمثّل في تحليل المعايير، وتحديد الأبعاد الضروريّة لتعليم الطلّاب كافّة، وتنظيم الأبعاد في فئات ذات صلة بالمعلومات أو المهارات.
أورد الكتاب، تكريسًا للاتجاه الجديد الذي يمهّد له، نماذجَ لأسئلة التقويم تتجاوز النماذج التقليديّة، من ضمنها: الاختيار من متعدّد، وأسئلة الإجابة القصيرة، وأسئلة المقالة، والأسئلة والتقارير ذات الإجابات الشفويّة، والعرض والأداء، الأمر الذي يوسّع مجال الخيارات أمام المعلّم حين يُصمِّم تقويمًا تكوينيًّا.
يشير الكتاب إلى الدور المزدوج للتقويم التكوينيّ الفاعل، والذي يكمن في تطوير التعلّم والتحفيز عليه، ولتحقيق هدف التحفيز على التعلّم يقترح الكتاب ثلاث طرائق، تتضمّن الطريقة الأولى متابعة تقدّم الطلّاب باعتماد موضوع قياس معيّن يستند إلى الرسوم البيانيّة، في حين تقتضي الطريقة الثانية إشراك الطلّاب في عمليّات مختلفة من التأمّل الذاتيّ في ما يتّصل بمدى تقدّمهم في موضوع قياس محدّد، أمّا الطريقة الثالثة فتُبيِّن تقدير علامة الطالب الحقيقيّة في نهاية فترة التقويم.
ونظرًا لتعدّد التقويمات التكوينيّة وضرورة حساب معدّل مجموع العلامات، قدّم الكتاب طرقًا مختلفة ناجعة من خلال برنامج يسمح للمعلّمين بإدخال علامات متعدّدة لموضوع ما، وتوفير أكبر قدر من الدقّة في ما يخصّ تقدير علامة الطالب النهائيّة في كلّ موضوع، وتزويد المعلّم بالرسوم البيانيّة التي توضِّح مدى تقدّم الطالب، كما اقترح الكتاب طرقًا فعّالة لجمع العلامات النهائيّة وحساب العلامة الكلّيّة.
تطرّق الكتاب أيضًا إلى كشوف العلامات ومستقبل التعلّم القائم على المعايير أو الموضوعات، فبيّن أنّ العلامة المُكوَّنة من حرف واحد ليست طريقة مثلى للإبلاغ عن تقدّم الطالب، لما تحويه من مساوئ، أهمّها أنّها لا تُقدِّم المستوى المطلوب من التغذية الراجعة المُفصَّلة والضروريّة لتعزيز تعلّم الطلّاب. مقابل ذلك، قدّم الكتاب وصفًا شاملًا لمنحى التقويم التكوينيّ الصفّيّ القائم على المعايير أو الموضوع، والذي يسهم في تعزيز تحصيل الطلّاب، نظرًا لدقّة التغذية الراجعة فيه وتناسب وقتها، مؤكِّدًا على دور هذا المنحى في تغيير اتجاه التعليم وتحويله من النظام الحاليّ الذي يرتكز تقدّم الطلّاب فيه على مدّة مكوثهم في المدرسة، إلى نظام يتقدّم فيه الطلّاب اعتمادًا على قدراتهم الفرديّة الخاصّة، نتيجة إظهارهم كفاءةً في معرفة المحتوى، بالإضافة إلى ما قدّمه الكتاب من أدوات فعّالة لتطبيق نظام التقويم وتقدير العلامات.
مارزانو، روبرت ج. (2015). الطريقة الناجحة في التقويمات الصفّيّة وتقدير العلامات. (ترجمة: مصطفى عادي، عزيزة). العبيكان للنشر.