التنمّر ظاهرة اجتماعيّة خطيرة تؤثّر في جميع أفراد المجتمع. وهو أحد أشكال العنف والسلوك السلبيّ الذي يمارسه شخص أو مجموعة ضدّ شخص آخر، إذ يتم إيذاؤه بشكل متعمّد ومتكرّر بقصد الإهانة، أو التهديد، أو الإيذاء العاطفيّ والنفسيّ، ويتضمّن ذلك استخدام العنف أو السخرية. هناك ثلاثة معايير تجعل التنمّر مختلفًا عن غيره من السلوكيّات السلبيّة: التعمّد، التكرار، اختلال القوّة.
أنواع التنمّر
1. التنمّر اللفظيّ: الشتائم، التحقير، السخرية، إطلاق الألقاب، التهديد.
2. التنمّر الاجتماعيّ: عزل الشخص أو نشر شائعات عنه.
3. التنمّر الجسديّ: العنف البدنيّ، مثل الضرب، اللكم، الركل، إتلاف الأغراض.
4. التنمّر الإلكترونيّ: استخدام وسائل التواصل الاجتماعيّ والإنترنت للسخرية والتهديد.
5. التنمّر النفسيّ: النظرات السيّئة، التربّص، التلاعب، إشعار الطفل بأنّ التنمّر من نسج خياله.
ما أسباب انتشار التنمّر في المدارس؟
هناك عدّة أسباب، مثل الضغط الاجتماعيّ والغيرة والانتماء إلى مجموعة والاختلافات الشخصيّة والثقافيّة، والبيئة والمناخ المدرسيّ.
ما سمات الطلبة المعرّضين إلى التنمّر؟
بعض العلامات التي تمكن ملاحظتها على الطلبة المتنمَّر عليهم:
1. علامات القلق أو الاكتئاب.
2. تغيّرات في سلوكهم أو أدائهم الأكاديميّ.
3. سعادة الطالب بالعطل، وخوفه عند بداية الأسبوع.
4. قد يبدون أكثر انعزالًا أو تجنبًا للمواقف الاجتماعيّة.
5. انخفاض في مستواهم الأكاديميّ.
6. تجنّب الركوب بالحافلة، أو تقديم مبرّرات لعدم ركوبه.
7. ازدياد الغياب المدرسيّ.
8. شعور بالخوف من الذهاب إلى المدرسة.
9. إصابات بدنيّة غير مبرّرة.
أما المتنمِّر...
هو الشخص الذي يمارس التنمّر على الآخرين، من خلال سلوك سلبيّ متعمّد يهدف إلى إيذاء الآخرين نفسيًّا أو جسديًّا. قد يشمل ذلك السخرية، والإهانة، والتهديد، والعنف أو العزلة الاجتماعيّة. ويتميّز بصفات، مثل العدوانيّة والقوّة البدنيّة.
ما الأسباب التي تدفع الأشخاص إلى التنمّر؟
1. انعدام الثقة بالنفس والشعور بالضعف.
2. استخدام التنمّر وسيلةً للسيطرة على الآخرين ورفع معنويّاته.
3. مشاكل شخصيّة أو اجتماعيّة تدفعه إلى التصرّف بشكل سلبيّ تِجاه الآخرين.
4. الغيرة أو الانتقام أو محاولة إظهار القوّة عبر إيذاء الآخرين.
5. التنمّر ليس سلوكًا مقبولًا، وعلينا جميعًا العمل على إيجاد حلول لمكافحته وتعزيز الاحترام بين الناس.
علاج المتنمِّر
يتطلّب علاج المتنمِّر جهودًا مشتركة من العديد من الأطراف المعنيّة، ويحتاج إلى صبر وتفهّم. ومن النقاط المهمّة للتعامل معه:
1. التواصل معه بشكل ودّيّ ومفتوح والاستماع إلى قصّته ومشاعره.
2. توضيح أضرار التنمّر وأثره السلبيّ في الضحايا والمجتمع.
3. تشجيعه على تطوير مهارات التواصل الإيجابيّ، وكيفيّة التعامل بشكل صحيح مع الآخرين.
4. توجيهه إلى المصادر المناسبة لتساعده في فهم تأثير التنمّر، وكيفيّة التعامل معه.
5. تشجيعه على طلب المساعدة المهنيّة من مستشار مدرسيّ أو متخصّص.
كيف تمكن المساعدة في التقليل من ظاهرة التنمّر في المدارس؟
1. تعزيز الوعي والتثقيف حول التنمّر.
2. وضع قوانين وقواعد موجّهة إلى الطلبة للالتزام بها.
3. مشاركة أولياء الأمور بما يحدث في المدرسة لفحص السلوك وعلاجه.
4. تشجيع الثقة بالنفس وتعزيز العلاقات الإيجابيّة بين الطلّاب.
5. توفير بيئة آمنة ومساندة من قبل المعلّمين والإدارة المدرسيّة.
6. تنظيم برامج توعويّة وتدريبيّة للطلّاب والمعلّمين.
ما دور المعلّم في التقليل من ظاهرة التنمّر؟
يمتلك المعلّم القدرة على مراقبة العلاقات بين الطلبة، والتدخّل لتقديم الدعم اللازم. كما يمكنه تعزيز الوعي حول التنمّر، وتعليم الطلّاب مهارات التعامل معه. وهُنا بعض الاستراتيجيّات التي يمكن للمعلّم اتّباعها:
1. تشجيع المشاركة الفعّالة والإيجابيّة في الصفّ وخلق جوّ تعاونيّ.
2. التركيز على القيم الاجتماعيّة وأهمّيّتها.
3. تعزيز الثقة بالنفس لدى الطلبة، وتعليمهم مهارات التعامل الاجتماعيّ.
4. تعليم الطالب المتنمَّر عليه كيفيّة الدفاع عن نفسه.
5. حثّ الطالب على الاشتراك في الأنشطة المدرسيّة، وبناء علاقات إيجابيّة.
6. مراقبة السلوك في الصفّ والتدخّل الفوريّ لحلّ المشكلات.
***
كما قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده". يتطلّب التنمّر جهودًا مشتركة من المدرسة والأسرة والمجتمع، لبناء بيئة آمنة للطلّاب خالية من التنمّر، وتعزيز القيم الدينيّة والاجتماعيّة، وزيادة الوعي لدى الأهل والطلّاب بخطورة التنمّر وأهمّيّة بناء لغة إنسانيّة عاطفيّة تتّسم بالودّ والمساعدة والتسامح.