يارا قسّوس- مستشارة تعليميّة- الأردن
يارا قسّوس- مستشارة تعليميّة- الأردن
2024/09/12

ما الاستراتيجيّة الأكثر فعاليّة التي استخدمتها في الغرفة الصفّيّة، وكيف تجاوب الطلبة معها؟

من أفضل الاستراتيجيّات التي كانت تؤتي أكلها، وتؤثّر في سير العمليّة التعليميّة بشكل إيجابيّ وفعّال، هي مجموعات العمل التعاونيّ. ولا سيّما عندما يستخدم المعلم التصميم العكسي Backward design، حيث سيتمكّن من خلال المجموعات، أن يؤدّي دور الميسّر للمعلومة، ويعطي المساحة الأكبر لطلبته بغرض البحث والاستقصاء معًا في التفكّر والتأمّل وبناء الاستنتاجات، وتعلّم المفاهيم الجديدة بشكل ممتع ونقاش ثريّ.

 

كيف توازنين بين توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ، والحفاظ على الجوانب الإنسانيّة والتفاعل الشخصيّ في التعليم؟

يمكن للمعلّمين اعتماد نهج مختلط يدمج التعلّم بوساطة التكنولوجيا، مع التفاعلات وجهًا لوجه. ويمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام التكنولوجيا لتكملة التعليم، وتقديم ردود فعل شخصيّة، وتوفير مسارات تعليميّة مرنة، مع الحفاظ على التفاعلات بين البشر، من أجل التفكير النقديّ، وحلّ المشكلات، وتنمية الذكاء العاطفيّ. وبتحقيق هذا التوازن، يستطيع المعلّمون الاستفادة من فوائد التكنولوجيا، مع الحفاظ على العناصر البشريّة الأساسيّة التي تعزّز التعاطف والإبداع والتفكير النقديّ. أمّا بالنسبة إلى أدوات الذكاء، فأعتقد أنّنا حاليًّا بحاجة إلى تنمية مهارات المعلّمين في هذا الجانب، لأنّ أدوات الذكاء الاصطناعيّ في التعليم، أصبحت من أهمّ العوامل الإثرائيّة للتعلّم، وتحفيز قدرات الطالب والمعلّم لتحقيق نتاجات المنهاج بطرق ابتكاريّة، وتوسّع في المعرفة المرتبطة بجميع مجالات الحياة.

 

في بداية المسار المهنيّ في التعليم، يكتشف المعلّمون ممارسة خطأ يرتكبونها عن حسن نيّة، فماذا اكتشفت؟ وماذا فعلت في ذلك؟

من الممارسات التي كنت أندم عليها في بداية سني خدمتي في التعليم، نهج الالتزام بالطريقة التقليديّة في التلقين، والاستحواذ كمعلّمة على شرح المفاهيم والمعارف الجديدة للطلبة، واعتماد الاختبارات والتقييمات المستندة على الحفظ والتذكّر.

 

افترضي أنّك تقوم بإعداد ورشة عمل للمعلّمين، ما الموضوعات التي تشعرين بأهمّيّتها لتطوير مهاراتهم التعليميّة، والتفاعل مع الطلّاب؟

في الوقت الحالي، يحتاج المعلّمون والمعلّمات بشكل كبير إلى تعلّم استخدام أدوات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ داخل الغرفة الصفّيّة، وأدوات للتقييم والقياس ذات فعّاليّة كبيرة، بالإضافة إلى تعلّم تقنيّات مبتكرة للإدارة الصفّيّة مع الجيل الجديد (z generation).

 

هل ترين أنّ التشبيك والحوار بين المعلّمات والمعلّمين في العالم العربيّ مهمّ في خضمّ ما يمرّ بهِ التعليم من أزمات؟ وهل تقترحين مبادرةً لتحقيق التشبيك بينهم؟

من واقع خبرتي الشخصيّة في تقديم الدبلوم المهنيّ للقيادة التعليميّة، عبر منصّات التعلّم الإلكترونيّة، ولجنسيّات مختلفة من وطننا العربيّ، شكّل هذا التواصل عبر هذه المنصّة فرصة رائعة للقادة التعليميّين لمشاركة خبراتهم وممارساتهم القياديّة المختلفة في سياقاتهم التعليميّة والمدرسيّة، والتي انعكست بشكل رائع على بعضهم البعض، أكثر حتّى من المادّة النظريّة.

أقترح أن تُوفّر منصّات تشبيك إلكترونيّة للمعلّمين في وطننا العربيّ، وتدريبات وجلسات نقاش وحوار وتبادل للآراء بطريقة ممنهجة ودوريّة.

 

كيف تتعاملين مع أولياء الأمور وتشجّعيهم على المشاركة في تعليم أطفالهم؟

يمكن لأولياء الأمور المشاركة في مدرسة أطفالهم بطرق متنوّعة. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يتطوّعوا بمساعدة المعلّمين في الغرف الصفّيّة في المراحل الابتدائيّة ورياض الأطفال. أو أن يكونوا أعضاء في لجنة المعلّمين وأولياء الأمور. كما يمكنهم تقديم المساعدة في صيانة المدرسة أو المشاركة في صنع القرار فيها.

 

كيف تُحافظين على عافيتك وصحّتك النفسيّة في ظلّ التحدّيات المستمرّة؟

لتحقيق ذلك، أعطي أنشطة الرعاية الذاتيّة الأولويّة، مثل التمارين المنتظمة والتأمّل والمشي والقراءة. بالإضافة إلى ذلك، أحدّد جدول نوم ثابتًا، وأعتمد نظامًا غذائيًا متوازنًا، وأشارك في الأنشطة التي تجلب السعادة والرضا. من الضروريّ أيضًا، وضع حدود واقعيّة، والابتعاد عن السلبيّة والسلبيّين، وأقول لا عند الحاجة، وأطلب الدعم من الأحبّاء أو الأصدقاء.

بإعطاء الأولويّة لرفاهيّتك، واتّخاذ خطوات استباقيّة لإدارة التوتّر، يمكن بناء المرونة والحفاظ على صحّتك الجسديّة والعقليّة، على الرغم من التحدّيات المستمرّة.

 

ما استراتيجيّاتك الشخصيّة لتنظيم الوقت عند تغطية الأعباء المتزايدة؟

أحدّد أولويات مهامي بناءً على مدى إلحاحها وأهمّيّتها. وأقسّم المهام الكبيرة إلى أجزاء أصغر، يمكن التحكّم فيها لتجنّب الشعور بالإرهاق. بالإضافة إلى ذلك، أتأكّد من نيلي فترات راحة منتظمة، لإعادة الشحن والحفاظ على التركيز.

 

اذكري أثرًا إيجابيًّا لمهنة التعليم في حياتك الشخصيّة، وآخر سلبيًّا.

أعتبر الذكاء الاجتماعيّ من أكثر الآثار الإيجابيّة التي كان للتعليم فضل كبير فيها على شخصيّتي؛ فبيئة المدرسة والطلبة والمعلّمين من أكثر البيئات تنوّعًا وحيويّة، وذات علاقات مختلفة وتفاعلات بشريّة مختلفة الاتّجاهات.

ومن الأمور السلبيّة للتعليم، الإرهاق الجسديّ، والتسبّب بمشاكل فقرات الظهر والركب.

 

ما أطرف حادثة حصلت معك في مسيرتك التعليميّة؟

بالإضافة إلى تكرار حوادث دخول حصص ليست لي، والبدء بالتدريس، ثمّ أتفاجأ بأنّي أخطأت الصفّ والموعد، من أطرف ما حصل لي، أنّني ذهبت في إحدى المرّات إلى المدرسة باكرًا، لأجدها مغلقة بسبب العطلة الرسميّة.