نشرت صحيفة نيويورك تايمز حول أنّ الآثار المترتبة على مستقبل غزّة لا تقل عمقًا عن الدمار الحاليّ، مُضيفة أنّ الطلّاب عانوا بالفعل من فجوة طويلة في تعليمهم، ويواجهون الآن مستقبلًا مع عدد قليل من المدارس السليمة للعودة إليها بعد انتهاء الحرب.
ووفق مجموعة التعليم العالميّة، وهي مجموعة بحثيّة تعمل مع الأمم المتّحدة، فقد كان في غزّة 813 مدرسة توظّف حوالي 22 ألف معلّم قبل الحرب، وأدارت وكالة الأمم المتّحدة للّاجئين الفلسطينيّين، الأونروا، العديد منها.
وقالت الأمم المتّحدة الشهر الماضي إنّها وثّقت ما لا يقل عن 5479 طالبًا و261 مدرّسًا و95 أستاذًا جامعيًّا استشهدوا في غزّة منذ تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي، فضلًا عن إصابة ما لا يقل عن 7819 طالبًا و756 مدرّسًا.
وضمن السياق ذاته، قالت مجموعة مكوّنة من 25 خبيرًا من الأمم المتّحدة في بيان لها الشهر الماضي: "قد يكون من المعقول التساؤل عمّا إذا كانت هناك جهود متعمّدة لتدمير نظام التعليم الفلسطينيّ بشكل شامل، وهو عمل يُعرف باسم "قتل المدارس"".
ولكن بحلول الأسبوع الماضي، تعرّض أكثر من 85٪ من تلك المدارس إلى لأضرار أو الدمار، وفقًا لدراسة أجرتها مجموعة التعليم، بناءً على صور الأقمار الصناعيّة. وقالت إنّ أكثر من ثلثي مدارس غزّة ستحتاج إمّا إلى إعادة البناء من الألف إلى الياء، أو إلى إصلاحات واسعة النطاق قبل أن يتم استخدام مبانيها بأمان مرّة أخرى.
وقد وجدت الدراسة التي أجرتها مجموعة التعليم أنّ أكثر من 320 مبنى مدرسيًّا استُخدمت كملاجئ للنازحين من غزّة، وأنّ أكثر من نصفها تعرض إلى ضربات مباشرة أو لحقت بها أضرار جسيمة بسبب الانفجارات القريبة.
وأضافت أنّ "هذه الهجمات ليست حوادث معزولة"، و"أنّهم يقدّمون نمطًا ممنهجًا من العنف يهدف إلى تفكيك أساس المجتمع الفلسطينيّ".
يُذكر أنّ سبعة أشهر من الحرب على غزة أثّرت كلّ مستويات التعليم هناك، وتعرّضت أكثر من 80٪ من مدارسها إلى أضرار جسيمة أو دمرت بسبب القتال، وفقًا للأمم المتّحدة، بما في ذلك جامعاتها الـ12.
وقد دفع ذلك وزارة التربية والتعليم الفلسطينيّة وأكثر من عشرين مسؤولًا في الأمم المتّحدة، إلى اتهام الاحتلال بنمط متعمّد لاستهداف المرافق التعليميّة، بحسب ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكيّة.