أحلام بنت محمد المعمريّة- طالبة دكتوراه بجامعة ستراثكلايد(غلاسكو)- سلطنة عمان
نورة بنت الغابشيّة- معلّم أوّل رياضيّات- سلطنة عُمان
يقدّم كتاب "لكي يتعلّم الجميع" ملخّصًا وافيًا لنظريّتي Howard Gardner في الذكاءات المتعدّدة، وCarl Jung في أساليب التعلّم، ويربط بين النظريّتين معًا. في ما يلي أهمّ الأفكار الرئيسة، والآراء التي تناولها الكتاب.
تقديم الذكاءات المتعدّدة
بدأ الكاتب بطرح الجدل القائم حول مفهوم الذكاء في التاريخ، حيث بدأ بتعريف الذكاء كما ورد في القاموس، إذ يُعرَّف بأنّه "القدرة على اكتساب المعرفة وتطبيقها، ملكةِ الفكر والمنطق وقوى العقل العليا". يجد الكاتب هنا قصورًا في هذا التعريف الذي لا يوفِّر معلومات وتفاصيل كافية، ممّا دعاه إلى طرح طريقة Gardner للتوصّل إلى مفهوم الذكاء البشريّ الذي أشار إلى وجود أنواع مختلفة من العقول والقدرات. وبالتالي، يمكن صياغة تعريف الذكاء بأنّه القدرة على حلّ المشكلات وتوليدها، والتي تواجه المرء في الحياة الحقيقيّة، والقدرة على صنع خدمة أو تقديمها تثمينًا لثقافة المرء. تعمّق Gardner أكثر في الذكاء وقسّمه إلى ثمانية أنواع:
1. ذكاء لغويّ - لفظيّ يتمثّل في القدرة على التحكّم بالكلمات لأغراض عديدة، مثل المناظرة والإقناع.
2. ذكاء رياضيّ - منطقيّ يظهر عادةً في قدرة الإنسان على إيجاد الأنماط، وربط السبب بالنتيجة، وإجراء التجارب المُتحكَّم بها، وإنشاء المتتابعات.
3. ذكاء مكانيّ - بصريّ يتضمّن قدرة عالية على الملاحظة والخلق.
4. ذكاء موسيقيّ يتطلّب القدرة على فهم الآراء الموسيقيّة وتقديرها وتشكيلها.
5. ذكاء حركيّ - جسمانيّ يتمتّع أصحابه بقدرتهم على تأدية حركات جسمانيّة دقيقة بسهولة نسبيًّة.
6. ذكاء اجتماعيّ نجده واضحًا لدى الأشخاص الاجتماعيّين القادرين على التعامل مع الآخرين والتفاعل معهم.
7. ذكاء شخصيّ يظهر في القدرة على الوصول إلى مشاعر المرء الذاتيّة وحالاته العاطفيّة أو الانفعاليّة.
8. ذكاء طبيعيّ يُعرَف الأشخاص الذين يتمتّعون به بملاحظة الأنماط والمعالم والأشياء الخارجة عن المألوف، وبمهارتهم في تبويب الأشياء الطبيعيّة وتصنيفها.
يشير Gardner إلى امتلاك جميع الناس هذه الذكاءات كلّها، واستخدامها في أوضاع وسياقات مختلفة. لكنّ معظم الناس يظهرون قدرة عالية في ذكاء واحد أو اثنين، وهذه الذكاءات قابلة للتعديل والتعليم. ويتطرّق بعدها Gardner إلى الحديث عن بعض الطرق لمعالجة الذكاءات المتعدّدة وتطبيقها في غرفة الصفّ، مثل إدخال برامج الألعاب الرياضيّة والموسيقيّة والفنّيّة ضمن مناهج المدرسة.
تقديم أساليب التعلّم
بدأ الكاتب هذا الفصل بتعريف مفهوم الأبعاد الرباعيّة، طريقةَ تفكير في الفروق الفرديّة بين الناس، وقدّم توضيحًا من العالم السويسريّ Carl Jung عن أبعاد الشخصيّة الأربعة المتمثّلة في الإحساس والتفكير والشعور والحدس، أطلِق عليه دالّة ماندالا. أمّا أساليب التعلّم الأربعة، وفق هذه النظريّة، فهي:
1. أسلوب الإتقان الذي يتّصف فيه المتعلّمون بالكفاءة والاهتمام بالنتائج ويفضلّون العمل على الكلام.
2. أسلوب الفهم الذي يتّصف فيه المتعلّمون بحبّهم استطلاع الأفكار، واهتمامهم بالنتائج بعيدة المدى.
3. أسلوب التعبير الذاتيّ الذي يتّصف فيه المتعلّمون بالجرأة، ورغبتهم باستكشاف حلول جديدة للمشكلات ومناقشة المعضلات الأخلاقيّة.
4. أسلوب بين - شخصيّ يتّصف فيه المتعلّمون بحساسيّتهم تجاه مشاعر الناس، وتفضيلهم التعلّم عن الأشياء التي تؤثّر مباشرةً في حياة الناس، بدلًا من الوقائع أو النظريّات غير الشخصيّة.
المنهج المتكامل والتدريس المتكامل
طرح الكاتب حقائق واقعة في المدارس، مثل شعور المعلّمين بالضغط الكبير نتيجة التفكير بضرورة إنهاء المنهج الدراسيّ، وتركيز المدارس على الذكاءين اللغويّ - اللفظيّ والرياضيّ - المنطقيّ. الأمر الذي يشكّل صعوبة أمام الطلبة ذوي الأساليب والذكاءات الأخرى في ربط ما يتعلّمونه بما يتحلّون به من ذكاءات وأساليب. وأولى خطوات التكامل هي تدقيق المنهج وإعادة ترتيبه، والتي تتمّ وفق خمس خطوات:
1. تحديد الأهداف المراد تحقيقها.
2. كتابة قائمة بمهمّات التقييم والأنشطة التعليميّة.
3. استخدام جدول أساليب التعلّم – الذكاءات المتعدّدة لتحليلها في المنهج.
4. تحديد أنواع الذكاءات والأساليب التي يحتاج إليها المعلّم في تعليمه.
5. مراجعة الأفكار وتنفيذها، والإفادة من التغذية الراجعة التي يقدّمها المعلّمون.
تطرّق الكاتب بعدها إلى تقييم الطلّاب السائد في معظم المدارس، والذي غالبًا ما يكون بالاختبارات التي تركِّز على معرفة مدى إلمام الطالب بالمعلومات المتضمّنة في المواد الدراسيّة. يؤكِّد الكاتب على ضرورة وجود نظام تقييم متكامل يوجِّه المشكلات والأسئلة الواقعيّة التي تمثّل ما تعلّمه الطلّاب في المدرسة.
تعليم الطلّاب أساليب التعلّم والذكاءات المتعدّدة
طرح الكاتب مجموعة من الطرق التي استخدمها المعلّمون في تعليم الطلّاب عن أساليب التعلّم، منها:
- - أسئلة في الأسلوب: حثّ المعلّم طلّابه على تجريب أنشطة أو أسئلة عن كلّ نوع من أساليب التعلّم (اتقان، فهم، بين - شخصيّ، تعبير ذاتيّ)، ثمّ الطلب إليهم أن يتأمّلوا في التفكير الذي استخدموه لإكمال الأنشطة أو الإجابة على الأسئلة.
- - عرض عمليّ: التعلّم بالحواس الخمس، كما يمكن التعلّم بالحاسّة السادسة (الحدس).
- - دراسة حالة: قراءة الطلّاب أوصاف أساليب التعلّم الأربعة.
أمّا الطرق التي استخدمها المعلّمون في تعليم الطلّاب عن الذكاءات المتعدّدة، فمنها تكليفهم بمهمّات تتطلّب استخدام ذكاءات مختلفة، ثمّ تأمّلهم في عمليّتهم التعلّميّة. يمكن كذلك استخدام أوصاف الطلبة ودراسة الحالة التي تؤكِّد الذكاءات، بدلًا من أساليب التعلّم.