عاد مئات الطلبة الفلسطينيّين في قطاع غزّة، أمس الأحد 23 شباط/ فبراير، إلى مقاعد الدراسة من جديد، بعد انقطاع طويل نتيجة العدوان الإسرائيليّ. وكانت باكورة افتتاح العام الدراسيّ بمدارس المحافظة الوسطى، كونها الأقلّ تضرّرًا، إضافة إلى مناطق أخرى جرى إصلاح بعض مدارسها، لتنطلق العمليّة التعليميّة بشيء من التنظيم، في محاولة لتعويض الطلبة عمّا فاتهم، على أنّ يكون موعد الاختبارات النهائيّة في حزيران/ يونيو القادم.
وتأتي عودة الدراسة ضمن المبادرة التعليميّة التي انطلقت مرحلتها الأولى في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، واختُتمت في نهاية شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، والتي استهدفت طلبة الثانويّة العامة الذين كان من المفترض أنّ يتقدموا للاختبارات النهائيّة في شهر حزيران/ يونيو 2024.
ووفق المكتب الإعلاميّ الحكوميّ في غزّة، فإنّ العدوان الإسرائيليّ حرم أكثر من 785 ألف طالب وطالبة من التعليم، ودمّر 132 مدرسة وجامعة بشكل كامل، وألحق أضرارًا جزئيّة بـ 348 مدرسة وجامعة، في حين تحولت مئات المدارس إلى مراكز لإيواء النازحين الذين كانوا يهربون من القصف الإسرائيليّ، ظنًّا منهم أنّ تلك المدارس ستكون ملاذًا آمنًا لهم.
يقول مدير مديريّة التربيّة والتعليم بالمحافظة الوسطى، محمّد حمدان، لمصادر صحفيّة "انطلق العام الدراسيّ الجديد، وفق الموعد المحدّد، بعدما جرى الانتهاء من تجهيز الفصول المدرسيّة، وإزالة الركام منها، وستشهد المحافظة الجنوبيّة عودة العمليّة التعليميّة أيضًا، في حين أنّ محافظتيّ غزة والشمال لا تزال مدارسهما غير مهيأة، ومن المتوقع أنّ تكون الدراسة فيهما داخل الخيام، لأنّ غالبيّة المدارس مدمّرة أو تضمّ نازحين".
ويشير حمدان إلى أنّ "عودة الطلبة إلى مقاعد الدراسة تأتي ضمن خطّة وضعتها وزارة التربيّة لمعالجة آثار العدوان، تتضمن تعويضهم عن العام الدراسيّ 2023- 2024، وقرار انطلاق الدراسة في هذا التوقيت جاء بعد إفراغ مدارس المحافظة الوسطى من النازحين، أو عودتهم إلى شمال القطاع، ما سهّل عودة الطلبة إلى المدارس، وقد بذلت وزارة التربيّة والتعليم جهودًا كبيرة بالتعاون مع البلديّات لتجهيز المدارس لبدء العام الدراسيّ".
يتابع: "يجري تجهيز المدارس وفق الإمكانيّات المتاحة نتيجة الظروف التي نعيشها، وتقرر أنّ يكون الدوام جزئيًّا، بواقع ثلاثة أيام أسبوعيًّا، حتى يتسنى لأكبر عدد من الطلبة الالتحاق بالمدارس، وفق الخطّة التي أعدتها وزارة التربيّة والتعليم مسبقًا، والتي تجعل دوام المدارس أكثر مرونة، وتجعل الطلبة غير محتاجين لمبان مدرسيّة كاملة. نأمل أنّ تشهد الفترة القريبة القادمة عودة العمليّة التعليميّة لجميع المراحل، كي يتسنى للطلبة متابعة المناهج الدراسيّة التي تعطّل استكمالها بسبب الحرب".
المصدر (العربي الجديد).