صدر تقرير "فاقد التعلّم بسبب كوفيد-19: إعادة بناء التعلّم الجيّد للجميع في منطقة الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا"، بشكلٍ مشترك، عن اليونسكو واليونيسف والبنك الدولي، سنة 2022. وكان الغرض من وراء إصداره توفير دليلٍ مَنهجيّ يصفُ كيفيّة تأثّر تعلّم الطلّاب بالاضطرابات التي سبّبتها جائحة كوفيد-19، ويعرضُ مُخرجات تدابير الاستجابة التّعليمية التي أطلقتها الحكومات لاستعادة فاقد التعلّم، ويخلق تجربة تعليم جيّدة يختبرها جميع المتعلّمين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

قدّم التقرير مجموعة من البيانات، المُتعلّقة بإغلاق المدارس في منطقة الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا، وطبيعة الاستجابة التعليمية لكوفيد-19، وفاقد التعلّم المُحتَمل المرتبط بالجائحة. وأكّد أنّ هذه البيانات خُلاصةُ اعتماد نماذج محاكاة كوفيد-19 التي أصدرها البنك الدّولي سنة 2020، لمعاينة التأثير الذي يُحتمل أن يُخلفّه إغلاقُ المدارس في عددٍ من نتائج التعلّم، تمهيدًا لمواجهة تبعات فاقد التعلّم المُحتملة وتحليلها.

عرَضَ التقرير بشكل مُفصّل المنهجيّة التي اتبعتها برامجُ المُحاكاة والبارامترات المستخدمة فيها لرصد تداعيات إغلاق المدارس، ودرجة فعاليّة تدابير التخفيف التي نهجتها حكومات دُول منطقة الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقد اعتمدت المنهجيّة المُتّبعة ثلاثة سيناريوهات، هي: سيناريو تفاؤلي (إغلاق ملحوظ للمدارس على المستوى القطريّ، وتطبيق تدابير التّخفيف بفعالية عالية، وتوقّع أن يؤثر الإغلاق الجزئيّ في 50 بالمائة من الطلّاب). وسيناريو متوسّط (إغلاق ملحوظ للمدارس على المستوى القطريّ، وتطبيق تدابير التّخفيف بفعاليّة متوسّطة، وتوقّع أن يؤثّر الإغلاق الجزئي في 75 بالمائة من الطلّاب). وسيناريو تشاؤميّ (إغلاق ملحوظ للمدارس على المستوى القطريّ، وتطبيق تدابير التّخفيف بفعاليّة ضعيفة، وتوقّع غياب الإغلاق الجزئيّ، واعتبار الإغلاق تامّا).

رصَد التّقرير نتائج المُحاكاة، حيث توقّع أن يرتفع فقرُ التعلّم (عدم القدرة على قراءة نصّ بسيط وفهمه بحلول سنّ العاشرة) في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، جرّاء تفشّي جائحة كوفيد-19، بمقدار 9.4 نقطة مئويّة؛ ورجّح زيادة نسبة الأطفال دون المُستوى الأدنى من الكفاءة في برنامج التّقييم الدوليّ للطلّاب؛ وتوقّع أن يُسجّل فاقد المداخيل مدى الحياة ما يقارب 0.8 تريليون دولار أمريكيّ بسبب فاقد التعلّم الناتج عن انتشار كوفيد-19 في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وتطرّق التّقرير إلى مجموعة من الدّروس المُستفادة من تطبيق نماذج المُحاكاة، من بينها: أهمّية تعزيز مُختلف الأساليب لضمان وُصول جميع المُتعلّمين إلى التعلّم والخدمات على السواء، دعمًا لرفاههم؛ وحاجة المُعلّمين والأهل إلى الدعم لمواجهة التحدّيات الناشئة عن توقّف التعلّم الحضوري، والتحوّل نحو الأساليب الرقميّة وسواها من أساليب التعلّم عن بعد؛ وضرورة توفير بيانات شاملة لتنظيم سُبُل الاستجابة ورصدها، ووضع الاستراتيجيّات الآيلة إلى التخفيف من التداعيات، وإلى تعافي التعلّم.

قدّم التّقرير مجموعة من التوصيات خصّت ثلاث فترات: فترة انتشار الجائحة، وفترة التّعافي المُبكّر، وفترة ما بعد الجائحة. في فترة انتشار الجائحة، أكّد التّقرير على ضرورة الاستمرار في تحسين إمكانيّة الوصول إلى التعلّم عن بعد والمشاركة فيه، وضمان فعاليّة التدريس والتعلّم، والتّركيز على المهارات الأساسيّة، والحؤول دون تسرّب الطلّاب. كما شدّد على ضرورة تزويد المُعلّمين بالدعم والتوجيه للتّعامل مع تحدّيات الجائحة وفُرصها، وتعزيز السياسات المعنيّة بالمُعلّم والاستثمار في المُعلّمين؛ وضمان مُشاركة الأهل ومُقدّمي الرعاية باستمرار في استرتيجيّات التواصل ونهج سياسات دعم واضحة وشاملة. وفي فترة التّعافي المُبكّر، أكّد التّقريرعلى ضرورة ضمان إعادة فتح المدارس بشكل آمن استنادًا إلى قرار مبنيّ على أدلّة؛ وإجراء تقييمات شاملة لتوجيه خُطط التّعليم، وإتاحة تزويد كافّة المُتعلّمين بتعليم تعويضيّ جيّد؛ وتطبيق برامج تعلّم تعويضيّة واستلحاقيّة للتّعويض عن فاقد التعلّم. وفي فترة ما بعد الجائحة أكّد التّقرير على ضرورة تصميم سياسات تُتيح تسريع التعلّم لجميع المُتعلّمين وتنفيذها، بالتزامن مع بناء قدرة كبيرة على الصّمود؛ وتعزيز التّنسيق بين القطاعات، وتقديم الدّعم الشامل لإعادة بناء نُظم تعليمية مُنصفة وفعّالة وقابلة للتكيّف مع متطلّبات المتعلّمين؛ وتحديد الآليّات لتمويل سُبل الاستجابة للجائحة في قطاع التّعليم، ومُناصرة جهود الاستثمار الفعّال والمُجدي والمُنصف في هذا القطاع.

رابط التقرير:

https://www.unicef.org/mena/media/17651/file/%D9%81%D8%A7%D9%82%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%91%D9%85%20%D8%A8%D8%B3%D8%A8%D8%A8%20%D9%83%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%AF-%2019.pdf