لو اختفى المعلّمون والمتخصّصون التربويّون من العالم، فإلى من يجب أن توكل مهمّة التعليم؟ لماذا؟ كيف سيكون شكل المدرسة لو تحقّق ذلك؟
برأيي، يجب أن توكل مهمّة التعليم في هذه الحالة للوالدين، حيث أنّ الأب والأم، يسعيان دائمًا لتنمية مهارات أطفالهم بالفطرة، وهذا أهمّ ما في التّعليم. ستكون المدرسة حينها منزليّة، صغيرة، تفتقر إلى التنوّع الّذي يخلقه الأطفال، وسيفقد الأطفال التعلّم من أقرانهم.
لو ملكت القدرة على محو أشياء من ذاكرتك إلى الأبد، ما الذي تودّين محوه؟ وما الموقف الذي تخشين أن يُمحى؟
في الحقيقة، أخشى أن تُمحى أيّ تجربة شخصيّة أو موقف تعلّمت من خلاله في حياتي. لكن في المقابل أتمنّى أن تمحى ذكرى أي لحظة مؤلمة مرّت بها عائلتي.
ما هي أكثر عشر كلمات تتكرّر على مسمعك يوميًّا بوصفك معلّمة؟
كمعلّمة، تتكرّر الكثير من الكلمات يوميًّا على مسمعي، تبدأ بالتّرحيب ثم طرح التساؤلات، مثل:
صباح الخير، اشتقت للمدرسة، ماذا سنفعل اليوم؟، ما الأدوات التي سنحتاجها في هذه الحصّة؟، ما معنى هذا؟، ما الفرق بين هذا وذاك؟، هل أستطيع الإجابة؟، لماذا نتعلّم عن هذا المفهوم؟، كيف سأقوم بذلك؟، شكرًا لكِ معلّمة. والكثير غيرها...
لديك القدرة على التخفّي ليوم واحد، ماذا ستفعلين؟
في الحقيقة، لقد فكرت كثيرًا قبل إجابة هذا السّؤال، فكرت أوّلًا في السفر حول العالم والتنقّل بحريّة، لكن يومًا واحدًا لن يكفي للذهاب والعودة! كما أنني سأكون بحاجة للتواصل مع الآخرين، وإلّا سأفقد جزءًا كبيرًا من متعة السّفر. قرّرت في النّهاية أن أواجه أحد مخاوفي؛ سأذهب إلى أكبر حديقة للحيوانات، وأدخل أقفاص الحيوانات وأقترب منها وألمسها وأستكشفها عن قُرب، وهذا ما لايمكن أن أفعله في الوضع الطبيعيّ! بالطّبع أتمنّى أن أكون غير مرئيّة للحيوانات أيضًا!
كيف تردّين على تلميذ يظلّ يطلب منك مزيدًا من الشرح؟
يطرح الطفل الأسئلة بكثرة، بدافع الفضول وحبّ الاستكشاف، وفي هذه الحالة، لن أطفىء شرارة الفضول لديه، وسأردّ "لماذا لا نبحث عن ذلك معًا؟"، ثمّ سأزوّده بمصادر مناسبة تقوده للإجابة عن أسئلته، وعندها ستتعمّق المعرفة وترسّخ المفاهيم لديه بشكل أفضل، وبالتّالي ستنمو مهاراته البحثيّة. بعد ذلك سأطلب منه مشاركة ما توصل اليه مع أقرانه.
أمّا إذا كانت الأسئلة ناتجة عن عدم استيعاب الطفل للمفهوم، عندها سأطلب منه إعادة التأمّل، وتحديد النقاط التي واجه صعوبة في فهمها، حتى أقوم بتوضيحها أكثر، ثم سأطلب منه محاولة التعبير عمّا فهمه بلغته الخاصّة. وهذا حتّى يخرج الطفل من هذه التّجربة قادرًا على تحديد المشكلة.
ما شخصيّة الرواية أو الفيلم أو المسرحيّة التي تحبينها؟
أحببت شخصيّة الكابتن Chesley Sullenberger في فيلم Sully المبني على أحداث حقيقيّة، إذ كان مثالًا في تحمّل المسؤوليّة.
ما هي مواصفات الصفّ الذي ترغبين بتدريسه؟
برأيي، تميّز الصّف يكمن في تنوّع الطلّاب واختلافهم، فهنالك الطفل المجازف، والطفل المفكّر، ومنهم المتسائل، وغير ذلك. هذا المزيج يشكل طابعًا مختلفًا ومميّزًا للصفّ. أحبّ أن أدرّس في صفّ يعي كلّ طالب مميّزاته ونقاط قوّته، مهما كانت، ويسخّرها لدعم زملائه ومُجتمعه، وهذا ما أسعى لتحقيقه على مدار كلّ عام.
ما هي أغرب نصيحة سمعتها من زميل عمل؟ ماذا كان الموقف؟
في بداية عملي في مهنة التّعليم، قالت لي إحدى الزّميلات: "قد ما بتتعبي قبل الحصّة، قد ما بتكون الحصة داخل الصّف سهلة". لم أفهم ما قالته كثيرًا في ذلك الوقت، لكن مع مرور الأيّام، تأكّدت أنّ الحصّة النّاجحة تحتاج إلى تحضير أكثر من جيّد، وتحتاج إلى أن تبني أكثر من خطة بناءً على التوقّعات، والأهمّ من ذلك، تحتاج إلى أن تتدرّب على تعليم الطفل بالأسلوب الّذي يفهمه الطّفل وليس بالأسلوب الّذي تفهمه أنت!
عندما كنت طالبة في المدرسة، كيف كان يرى المعلّمون جيلكم؟
مع الأسف، لم يكُن غالبية المعلّمين ينظرون لجيلنا نظرة إيجابيّة، ولم يكونوا على وعي بأهميّة هذا التحفيز الإيجابيّ. لكن مع تطوّر العمليّة التعليميّة، والانفتاح على أساليب التعليم الحديثة، ودراستها وإثبات صحّتها، وتدريب المعلّمين عليها، أصبح المعلّم على وعي بطبيعة مهنته الحسّاسة، والأثر الّذي من المًمكن أن يتركه في نفس الطّالب وتأثير ذلك على المجتمع في المستقبل.
ما عنوان آخر كتاب قرأته؟ وعن ماذا يتحدّث؟
كتاب "مهزلة العقل البشريّ"، يتحدّث هذا الكتاب عن الطبيعة البشريّة ويدور حول إطار البحث الاجتماعيّ.
حيث يبحث بشكل عميق في النفس البشريّة، وأثرها في تكوين طبيعة المجتمع، ويواجه حقائقها المظلمة والصادمة دون مجاملة أو تملّق، مُستعينًا بأمثلة تاريخيّة عديدة ومصادر متنوّعة، كما يناقش المشاكل الاجتماعيّة كالتنازع والتعصّب والتقوقع، ويُحلّلها بشكلٍ عَميق.