أصدرت منظّمة الأمم المتّحدة للطفولة (اليونيسف)، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، أي بعد مرور عام على بدء جائحة كوفيد-19، تقريرًا يرسم خطّةً لتفادي ضياع جيل الكورونا. يحلّل التقرير الآثار الصحّيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة لكوفيد-19 على الأطفال والشباب، ويقدّم ستّ نقاط للاستجابة والتعافي، ويدعو إلى وضع رؤية جديدة لعالم ما بعد الجائحة لكلّ طفل.
ينبّه تقرير اليونيسف إلى أنّه ثمّة تهديد ثلاثيّ الأبعاد فرضته جائحة كوفيد-19 يطوّق الأطفال، يتمثّل في العواقب المباشـرة للجائحة، وانقطاع الخدمات الأساسـيّة، وزيادة الفقر وعدم المساواة. وهذا التهديد لحياة الأطفال سيستمرّ، في نظر اليونيسف، لسـنوات قادمة، حتّى وإن توفّر لقاح فعّال في القريب العاجل، ما سيعرّض هذا الجيل للضياع، إن لم يعجّـل المجتمع العالميّ بتعديل أولويّاته.
لأنّ التعليم يحتلّ بؤرة التحوّل لدى جيل الكورونا، سجّل التقرير مؤشّرات تعثّر المسار الدراسيّ للأطفال، إذ تعطّل تعلّم ما يقرب 90 بالمئة من الطلّاب في جميع أنحاء العالم، ولم يتمكّن نحو 463 مليونًا منهم من الحصول على التعليم عن بعد في أثناء إغلاق المدارس، مع العلم أنّ نحو 30 بالمئة منهم إمّا لا تتوفّر لديهم التقنيّة اللازمة للتعلّم عن بعد في منازلهم، أو لا تغطّيهم سياسات التعلّم عن بعد، وجرى إهمال الأطفال الأصغر سنًّا بصفة خاصّة، ولم يتمكّن من الوصول إلى التعلّم عن بعد إلّا اثنين على الأقلّ من أصل كلّ ثلاثة من طلّاب المدارس الابتدائيّة. أمّا الأطفال الذين هم خارج المدرسة لفترات طويلة، ولا سيّما الفتيات منهم، فهم أقلّ احتمالًا للعودة إلى الصفوف الدراسيّة.
هكذا شدّد التقرير على أنّ إغلاق المدارس لم يكن الحلّ الأمثل لتفادي خطر الجائحة في ظلّ الأزمة الاقتصاديّة العالميّة القائمة، بل إنّه استجابة فاقمت الوضع السيّء الذي بات يعيشه الأطفال، سواءً تعلّق الأمر بالتعليم، أو بالصحّة، أو بالوضع الاقتصاديّ والعلاقات الاجتماعيّة. فقد انكشف عجز الأطفال عن الوصول المتكافئ إلى موارد التعلّم الرقميّة، وارتفعت مستويات سوء التغذية، واضطربت الصحّة العقليّة للأطفال والمراهقين، وفاقم من ذلك غيابُ دعم أقران المدرسة، وارتباكُ البرنامج السنويّ الدراسيّ. كذلك ارتفع منسوب العنف المتعلّق بالنوع الاجتماعيّ، وتراجعت العناية بالأطفال بسبب ضعف الفرص الاقتصاديّة، ونقصت خدمات المياه والصرف الصحّيّ والنظافة الصحّيّة، وتزايدت كراهيّة الأجانب وإقصاؤهم، ما عرّض الأطفال المهاجرين واللاجئين للخطر على نحو خاصّ، واستُثني اللاجئون وطالبو اللجوء من تدابير الحماية.
قدّم تقرير اليونيسف، في أفق اجتراح الحكومات رؤيةً تعود بنا إلى الوضع الآمن للأطفال، حزمةً من ستّ نقاط هي:
- - ضمان التعليم لجميع الأطفال، وسدّ الفجوة الرقميّة.
- - ضمان الوصول إلى خدمات الصحّة والتغذية، وجعل اللقاحات ميسورة التكلفة متاحةً لكلّ طفل.
- - دعم الصحّة العقليّة للأطفال والشباب وحمايتها، ووضع حدّ للإيذاء والعنف القائم على النوع الاجتماعيّ، وكذلك الإهمال في مرحلة الطفولة.
- - زيادة فرص الحصول على المياه النظيفة، والصرف الصحّيّ، والنظافة الصحّيّة، ومعالجة التدهور البيئيّ، والتغيّر المناخيّ.
- - عكس منحى ارتفاع فقر الأطفال، وضمان تحقيق انتعاش شامل للجميع.
- - مضاعفة الجهود لحماية الأطفال وأسرهم ودعمها في الأماكن التي تسودها النزاعات والكوارث والتهجير.
يَخلُص التقرير إلى أنّ الانشغال عن الاسترشاد بهذه النقاط الستّ يعرّض جيل الكورونا للضياع، ومعه كلّ الجهود التي بُذلت وتبذَل لإحراز التقدّم في مجال حقوق الطفل، وفي تحقيق أهداف التنمية المستديمة.
رابط التقرير:
تفادي ضياع جيل الكورونا 2020.pdf (unicef.org)