نقاشٌ بين المُعلّمين والخبراء في الوسائل الفاعلة لتدريس اللغة العربيّة في المدارس
سلّط الخبراء المشاركون في اليوم الدراسيّ الضوء على الاستراتيجيّات المتطوّرة لتعليم اللغة العربيّة في المدارس، وكيفيّة زيادة فاعليّة تعليمها للمُساهمةِ في الحفاظ عليها وتعزيز مكانتها في العالم
الدوحة، قطر 25 فبراير 2023: جمع اليوم الدراسيّ بعنوان "تعليم اللغة العربيّة في المدارس: مداخل واستراتيجيّات، إحدى مبادرات المنتدى التربويّ للتراث والهويّة في معهد التطوير التربويّ، وهو جزء من التعليم ما قبل الجامعيّ في مؤسّسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، والمُنعقد بالشراكة مع المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات- ترشيد، مُدرّسين وتربويّين وخبراء ناقشوا الأساليب الفاعلة والطُرق التعليميّة المتطوّرة المُستخدمة في تعليم اللغة العربيّة، وسُبل الارتقاء بهذه الطرق والأساليب.
وشهد اليوم الدراسيّ، الذي أقيم في مقرّ معهد الدوحة للدراسات العُليا، يوم السّبت 25 فبراير، مُشاركة نخبة من المبتكريــن والمختصّــين في تعــليم اللغــة العـربيّة، الذين قدّموا ورش عمل متنوّعة تضمّنت نقاشات حول كيفيّة تطوير المهارات اللغويّة وتحسين الأداء الدراسيّ، بالإضافة إلى نقاشات أخرى تفاعليّة شملت الوسائل الناجحة في تعليم الكتابة للمُتعلّمين، وكيفيّة دمج ذوي صعوبات التعلّم في صفّ اللغة العربيّة، واستخدام الموسيقى والدراما والقراءة التفاعليّة والمنصّات الإلكترونيّة في استراتيجيّات تعليم اللغة العربيّة.
افتتحت اليوم الدراسيّ الأستاذة سامية بشارة، المديرة التنفيذيّة لترشيد، بكلمة رحّبت فيها بالضيوف وبالمشاركين، وعبّرت عن الفعاليّة بأنّها ذات أهمّيّة بالغة لكونها تمثّل "مجاورة بين معلّماتٍ ومعلّمينَ وخبراءَ ومختصّينَ، يجمعُهم حرصٌ على اللغةِ العربيّةِ، وتوتّرٌ يدلِّلُ على أهمّيّةِ تطويرِها، ومواكَبةُ الأساليبِ الحديثةِ في تعليمِها".
وأكّدت الأستاذة بشارة على أهمّيّة الشّراكة بين ترشيد ومعهد التطوير التربويّ- عضو في مؤسّسة قطر، وعبّرت عن ذلك بقولها: "تُشكّلُ هذه الشراكة بيننا حجرَ أساسٍ لهذا الإنجازِ، إذ بالتكاتفِ تتكاملُ العمليّةُ والجهود، ونصيرُ أقربَ إلى التعلّمِ الذي نأملُ".
وأضافت الأستاذة بشارة أنّ الاهتمام باللغة العربيّة يقع في محور اهتمام ترشيد إذ قالت: "نؤمنُ بأنّ الاهتمامَ باللغةِ العربيّةِ لا يبدأُ من يومٍ دراسيّ، كما لا ينتهي عندَه، ففي ترشيد تقعُ اللغةُ العربيّةُ في صُلبِ فلسفةِ المؤسّسةِ لجعلِها؛ أيّ اللغة، مُرتكزًا ومنطقًا ومنطلقًا للتفكير والتفكّر".
وخلال كلمتها الافتتاحيّة عن مؤسّسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وصفت الأستاذة عبير آل خليفة، رئيس قسم التعليم ما قبل الجامعيّ في المؤسّسة، هذه الفعاليّة بأنها: "فرصة لمناقشة القضايا ذات الصلة باللغة العربيّة وتعليم التراث، ومشاركة الأفكار حول أهمّيّة اللغة العربيّة وجهودنا لتعزيزها".
أضافت آل خليفة: "نعلمُ جميعًا أن اللغة العربيّة، بتاريخها الثريّ وثقافتها الغنيّة، تُعدُّ من بين أهمّ اللغات في العالم كونها حجر الزاوية في الحضارة الإسلاميّة، ومكوّنًا أساسيًّا من مكوّنات التراث العربيّ عامةً وقطر خاصّة"، مؤكّدةً أن:"اللغة العربيّة جزء حيويّ من هويّتنا، ويقع ضمن مسؤوليّتنا الحفاظ عليها وصونها؛ ذلك
لأن انتماء الفرد لمجتمعه وتمسّكه بقيم هذا المجتمع وتقاليده وتراثه يبدأ بالأساس من اللغة، ولكون اللغة ترتبط بالهويّة ارتباطًا وثيقًا يُعد تعليمها أمرًا بالغ الأهمّيّة، بحيث يفهم الطلاب تركيباتها وفروقها الدقيقة".
كما أوضحت آل خليفة دور مؤسّسة قطر الرائد في الحفاظ على اللغة العربيّة، بقولها: "إننا ندرك أهمّيّة تهيئة بيئة متكاملة تُشجّع وتدعم تعلّم العربية، ويشمل ذلك الأنشطة الخارجيّة اللاصفّيّة التي تدمج اللغة ضمن الفعاليّات الثقافيّة والمسابقات، إذ إن هذه الأنشطة من شأنها أن تُسهم في تقديم اللغة العربيّة بطريقة ممتعة وجذّابة، وأن تنمّي شعور الطلاب بالفخر والانتماء إلى تراثهم".
تخلّل الافتتاح عروض لمجموعة من طلبة أكاديميّة القادة التابعة لمؤسّسة قطر، وطلبة الأكاديميّة العربيّة الدوليّة التابعة لـِ "ترشيد"، أظهروا فيها بعض الأساليب التي تُستخدم في مدارسهم لتعليم اللغة العربيّة. كما قامت معلّمة اللغة العربيّة في مدرسة الأندلس، الأستاذة أفنان عرب، بتقديم عرض قصير تطرّقت فيه إلى تجربتها في تعلم اللغة العربيّة خلال طفولتها.
بعد فقرة الافتتاح، قدّمت د. هنادي ديّة، المتحدّثة الرئيسة لليوم الدراسيّ مداخلةً افتتاحيّة بعنوان "تعليم اللغة العربيّة بين الأصالة والتجديد"، تناولت مفهومي الأصالة والتجديد في تعليم العربيّة، وطرحت تساؤلات عن أثرهما في اكتساب المتعلّمين للغة. وعبّرت د. ديّة أنّ هذه المداخلة الافتتاحيّة هي بمثابة دعوة إلى النظر بالممارسات والمقاربات والتفكّر بها، ودعوة إلى البحث في الأصيل منها والجديد، "علّنا نستمدّ من الأوّل جذورًا تثبّت المتعلّمين في أرض ثقافتهم وهويّتهم، ونتعلّم من الآخر إبداعًا يفتح آفاقهم اللغويّة والمعرفيّة ويجهزّهم للحياة.
وتوزّع المشاركون، الذين فاق عددهم 300 معلّمة ومعلّم من المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي والخاصّة في دولة قطر، على عدّة جلسات قدمها خبراء في تعليم اللغة العربيّة من بلدان عربيّة مختلفة، حول مواضيع متنوّعة، منها: تعليم التعبير الكتابيّ، وبناء المنطوق لتحقيق التواصل اللغويّ، وعقليّة التساؤل في رحلة تعلّم اللغة العربيّة، والصالون الأدبيّ للقراءة النقديّة.
كما تخلّل اليوم الدراسيّ ورش عمل قدّمها مجموعة من المعلّمين في قطر، تناولت أســـاليب واستراتيجيّات قاموا باستخدامها في تدريس مهارات اللغة العربيّة المختلفة.أتاح هذا اليوم للمشاركين فيه فرصة الحوار وتبادل الخبرات حول أفضل الأساليب والاستراتيجيّات التي من شأنها تعزيز تعليم اللغة العربيّة، وتطوير توجّهات الطلبة نحو تعلمها.
انتهى
مؤسسة قطر – إطلاق قدرات الإنسان
مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع هي منظمة غير ربحية تدعم دولة قطر في مسيرتها نحو بناء اقتصاد متنوع ومستدام. وتسعى المؤسسة لتلبية احتياجات الشعب القطري والعالم، من خلال توفير برامج متخصصة، ترتكز على بيئة ابتكارية تجمع ما بين التعليم، والبحوث والعلوم، والتنمية المجتمعية.
تأسست مؤسسة قطر في عام 1995 بناء على رؤية حكيمة تشاركها صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر تقوم على توفير تعليم نوعي لأبناء قطر. واليوم، يوفر نظام مؤسسة قطر التعليمي الراقي فرص التعلّم مدى الحياة لأفراد المجتمع، بدءاً من سن الستة أشهر وحتى الدكتوراه، لتمكينهم من المنافسة في بيئة عالمية، والمساهمة في تنمية وطنهم.
كما أنشأت مؤسسة قطر صرحًا متعدد التخصصات للابتكار في قطر، يعمل فيه الباحثون المحليون على مجابهة التحديات الوطنية والعالمية الملحة. وعبر نشر ثقافة التعلّم مدى الحياة، وتحفيز المشاركة المجتمعية في برامج تدعم الثقافة القطرية، تُمكّن مؤسسة قطر المجتمع المحلي، وتساهم في بناء عالم أفضل.
للاطلاع على مبادرات مؤسسة قطر ومشاريعها، يُرجى زيارة الموقع الإلكتروني http://www.qf.org.qa
للاطلاع على أبرز مستجداتنا، يمكنكم زيارة صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي Instagram, Facebook, Twitter and LinkedIn
للاستفسارات الإعلامية، يرجى التواصل عبر البريد الإلكتروني [email protected]
"ترشيد"
أنشئت "ترشيد" من قبل المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات، لتقديم الدعم الفنّيّ للمبادرات والمنظّمات التي تساهم في تنفيذ الخطّة الوطنيّة لقطر لعام 2030، وذلك لزيادة فعاليّة الخدمات وضمان استدامتها، واستجابةً لمسيرة التطوّر والنموّ التي تمرّ بها دولة قطر بما يتماشى مع تحقيق رؤية قطر لعام 2030. وتعمل على إطلاق ودعم مبادرات ومشاريع وأنشطة تربويّة، تهدف إلى المساهمة في دعم وتطوير التعليم في العالم العربي. وتدعم "ترشيد" المبادرات ذات الرسالة الواضحة والتي تدمج أفضل الممارسات العالميّة والوطنيّة في تصميم وتطبيق الأنشطة والمشاريع.
تهدف "ترشيد" من خلال رسالتها إلى تحسين وتطوير العمل المؤسّسيّ في مجالات التنمية البشريّة، ولا سيما التعليم، بما يعود بالمنفعة على حياة المواطنين والمقيمين في قطر. وتسعى، من خلال عملها في مجال التعليم، إلى المساهمة في تطوير التعليم العربيّ من خلال المساهمة في تطوير موادّ تعليميّة وتدريبيّة باللغة العربيّة، وإقامة مشاريع ومبادرات تهتمّ باللغة والثقافة العربيّة.
وقد جاء اسم "ترشيد" لما يحمل في طيّاته من معانٍ ومفاهيم، مثل الإرشاد والحكمة، النضج والمسؤولية، التنوير... والتي تؤلّف جميعها مبادئ عملنا في ترشيد.
يُمكنكم زيارة موقعنا الإلكترونيّ عبر الرابط هُنا، للاطلاع على مشاريعنا المُختلفة: