يُستخدم مُصطلح الدراما التكوّنيّة مرادفًا لـمصطلح "الدراما في التعليم"(Drama in Education)، ويُحيل إلى منهجيّة في التدريس والتعلّم، يعمل من خلالها المعلّم مع طلّابه، داخل الدور وخارجه، على خلق دراما لأجل التعلّم (Taylor & Warner, 2006).

يُعزى تطوّر الدراما التكوّنية بوصفها نشاطًا إلى المبتكرة Dorothy Heathcote، التي انتهجت في أوائل الخمسينات أسلوبا فريدًا استقصائيًا لتعليم الدراما (Taylor & Warner, 2006)، أسلوبًا لا يُوجّه الدراما، على غرار العرض المسرحيّ، إلى جمهور خارجيّ، بل إلى طلّاب مشاركين يُشكّلون مع المُعلّم المجموعة المسرحيّة، فينخرطون في الدراما ليصنعوا المعنى لأنفسهم (بويل وهيب، 2009).

يكُونُ لعب الأدوار في الدراما التكوّنيّة ارتجاليًّا، إذ إنّ المشاركين فيها لا يستعينون بالنصّ أو بالاستظهار، فيكون التركيز على الدراما كاستراتيجيّة تدريس تستهدف تعزيز التعلّم في مجال محدّد من مجالات المنهاج الدراسيّ (Wagner, 1998).

ولا يقتصر استخدام الدراما التكوّنيّة على تدريس المنهاج الدراسيّ، بل يواكبه خلق تجربة مشتركة يفهم عبرها الطلّاب التفاعلات الإنسانيّة، ويتعاطفون مع الآخرين، ويُكوّنُون وجهات نظر بديلةً، ويواجهون المواقف أو المشكلات بإنتاج حوار وإيماءات استجابةً للظروف التي يتخيّلونها ويرتجلونها. هذا النوع من الدراما يمكن للأطفال جميعهم تنفيذه والإفادة منه، وهو ليس حكرًا على من يملكون الموهبة للأداء المسرحيّ (Wagner, 1998).

الدراما التكوّنيّة إذًا، تُنـمّي استيعاب الطلّاب وفهمهم لأنفسهم وللعالم الذي يعيشون فيه، باستكشاف السياقات الدراميّة ذات المغزى، وتزيدُ من مقدرتهم على الانخراط العميق في الأدوار والمواقف المعقّدة، وتُطوّرُ إدراكهم واستخدام قوّة التعبير الدراميّ في الصفّ الدراسيّ وفي المسرح، وتُوسّع فهمَهم للشكل الدراميّ (Taylor & Warner, 2006).

ولتزويد الطلّاب بأفضل الفرص للتعلّم، فإنّ الدراما التكوّنيّة تحتاج أن يُخطَّط لها بصرامة، وهو ما يستدعي الالتزام بمبادئ ستّة هي: تحديد الموضوع/ مجال التعلّم المستهدف، وخلق سياق دراميّ/ الظرف الخياليّ المحدّد لاستكشاف الموضوع، وتحديد الأدوار للمعلّم والطلّاب، وتحديد الإشارات/ ما سيستخدم لإضفاء المغزى على أحداث الدراما، وتحديد إطار الدراما/ وجهات النظر التي ستمتلكها الأدوار لإنتاج التوتّر، واختيار استراتيجيّات/ طرق تنفيذ الدراما التكوّنيّة (بويل وهيب، 2009).

المراجع

• بويل، ب. وهيب، س. (2009). تخطيط الدراما التكوّنيّة. (ترجمة: عيسى بشارة) ط1. مؤسّسة عبد المحسن القطّان.

•  Taylor, P. & Warner, C. D. (2006). Structure and Spontaneity: The Process Drama of Cecily O'Neill. Trentham.

• Wagner, B. J. (1998). Educational drama and language arts: what research shows. Heinemann