التغذية الراجعة مُكوِّن أساسيّ في عمليّة التقييم، تُوفِّر للطلّاب فرديًّا أو جماعيًّا، فوريًّا أو بَعديًّا، المعلومات التي يحتاجونها حتّى يتمكّنوا من إدراك مستواهم في التعلّم، ويعرفوا الخطوات التي ينبغي لهم اتّباعها لتطوير تعلّمهم (Brookhart, 2008). ويُقدّم المُعلّمون التغذية الراجعة في كلّ من التقييم التكوينيّ والختاميّ بغية توجيه الطلّاب في تعلّمهم، وأثناء التدريس لتعزيز الفهم وتحسين الأداء (كتلر، 2018).
تُعرَّف التغذية الراجعة أيضًا بأنّها معلومات أو عمليّات أو نشاطات تُتيح تعلّم الطلاّب أو تُسرِّع من وتيرتهم، بناءً على تعليقات مرتبطة بنشاطات التقييم التكوينيّ أو الختاميّ (Irons, 2008). فالطالب حين يُنجِز عملًا مُعيّنًا (يُعطي ناتجًا)، يتلقّى من البيئة معلومات ذات صلة بالعمل، وهذه المعلومات تُقدِّم معرفة بنتائجه (تغذية راجعة). ونظرًا لأنّ التغذية الراجعة ترتبط بالعمل، يمكن استخدامها لتغييره أو الحفاظ عليه (دايرسون، 2008).
ولكي تكون التغذية الراجعة فعّالة في عمليّة التعلّم، ينبغي لها أن تتطابق مع أداء الطالب، وأن تحدُث بعد وقت قصير من الأداء، وأن تُركِّز على أكثر الأشياء أهمّيّة، وأن تكون مستمرّة ليتوقّعها الطلّاب ويعدّونها جزءًا من عمليّة التعلّم (كتلر، 2018).
تتميّز التغذية الراجعة بخصائص، أهمّها: الخاصّيّة التعزيزيّة، حيث إنّ إخبار الفرد بصحّة استجابته يزيد احتمال تكرار الاستجابة الصحيحة في ما بعد. والخاصّيّة الدافعيّة، حيث تُسهِم التغذية الراجعة في إثارة دافعيّة المُتعلّمين للتعلّم واستمتاعهم به وتفاعلهم الصفّيّ، ما يؤدّي إلى تعديل سلوك الفرد. والخاصّيّة التوجيهيّة، حيث تعمل التغذية الراجعة على توجيه الفرد نحو أدائه، فتُبيِّن له الأداء المُتقَن، فيُثبِته ويَحذفُ الأداء غير المتقن، وتزيد أيضًا مستوى الانتباه ومستوى الدافعيّة، ما يؤدّي إلى تكرار السلوك المرغوب (عاشور وأبو الهيجاء، 2009).
تُمارَس التغذية الراجعة كتابةً وشفهيًّا، فأمّا التغذية الراجعة المكتوبة فتُناسِب المهمّات الرسميّة، إذ تُعَدّ الملاحظات المكتوبة مفيدة جدًّا في التقييمات التكوينيّة، وكذلك في التقييمات الختاميّة إذا مُنح الطلّاب فُرصًا لتنفيذ الملاحظات. أمّا التغذية الراجعة الشفهيّة فتكون مُفيدة، لا سيّما في المهمّات غير الرسميّة التي يضطلع عليها الطلّاب في عملهم اليوميّ، وقد تُناسب المنتجات النهائيّة التي يُنجزها الأطفال الصغار أو الطلّاب من أيّ عمر خلال الجلسات، حيث تفتح التعليقات حوارًا بين المعلّم والطالب. إلّا أنّ الملاحظات المكتوبة للتغذية الراجعة أكثر ديمومة من التعليقات الشفهيّة، إذ يتمكّن الطلّاب من مراجعتها واستخدامها حسب الحاجة. وتكونُ التغذية الراجعة جيّدة إذا طوّرت قدرة الطلّاب على التعلّم، وحفّزتهم وجعلتهم أكثر تحكّمًا في تعلّمهم، وإذا أصبحت، بنقدِها البَنَّاء وإنتاجِيتِها، مرغوبةً في الفصل الدراسيّ (Brookhart, 2008).
المراجع
- دايرسون، مارغريت. (2008). التغذية الراجعة. (ترجمة: مدارس الظيران الأهليّة). دار الكتاب التربويّ للنشر والتوزيع.
- عاشور، راتب قاسم وأبو الهيجاء، عبد الرحيم عوض حسين. (2009). المنهاج: بناؤه، تنظيمه، نظريّاته، وتطبيقاته العمليّة. الجنادريّة.
- كتلر، تود. (2018). المناهج الحديثة للطلاب الموهوبين والنابغين. (ترجمة: الوحيدي، محمود محمد). العبيكان للنشر.
- Brookhart, S. M. (2008). How to Give Effective Feedback to Your Students. ASCD.
- Irons, A. (2008). Enhancing learning through formative assessment and feedback. Routledge.