التعزيز واجبًا لا فضلًا
التعزيز واجبًا لا فضلًا
2025/02/23
مروى السكافي | مشرفة لغة عربيّة/ الأردن

نظرًا إلى ما أكّدته الدراسات والأبحاث في علم النفس التربويّ، من أهمّيّة التعزيز وأثره في عمليتَي التعليم والتعلّم، نجدُ من الضروريّ التأكيد على أهمّيّة التعزيز، وعلى أهمّيّة اكتساب المعلّم هذه المهارة؛ كونها أساسيّة، ومن دونها يفقد التدريس أحد خصائصه المهمّة، لأنّ عمليّة التعليم تفاعل إنسانيّ بين طرفين: المعلّم والطالب.

أنواع التعزيز

1. التعزيز الإيجابيّ: عمليّة تقديم مثير يحقّق رضا وارتياحًا لدى الطالب، عند الحصول عليه بعد أدائه السلوك المرغوب فيه.

2. التعزيز السلبيّ: عمليّة استبعاد أو إزالة المثير غير المرغوب فيه (المبغَض)، بعد أداء الطالب السلوك المرغوب.

 

أنماط التعزيز الإيجابيّ

يأخذ التعزيز الذي يمكن أن يقوم به المعلّم أنواعًا متعدّدة، منها ما يأتي:

1. التعزيز اللفظيّ: وهو أن يعزّز المعلّم نشاط الطالب لفظيًّا. وينقسم التعزيز اللفظي إلى قسمين:

  • - تعزيز الطالب نفسَه، كقول: "ممتاز، أحسنت، بارك الله فيك."
  • - تعزيز الإجابة: كقول: "إجابة موفّقة، هذه الإجابة التي كنت أنتظر سماعها، لم أسمع من قبل أفضل من هذه الإجابة، فكرة مدهشة". وقد يعزّز المعلّم محاولات الطالب للإجابة حتّى لو لم يُصب، بقوله "محاولة جيّدة" وما أشبه.

2. التعزيز المادّيّ: وهو أن يقدّم المعلّم تعزيزًا مادّيًّا للطالب بعد قيامه بالنشاط المرغوب بهِ. كأن يقدّم له هديّة، أو قطعة حلوى، أو قلمًا، أو كتابًا، أو شهادة تقدير...

3. التعزيز المعنويّ: هو أن يعزّز المعلّم التلميذ معنويًّا، كأن يأمر التلاميذ بالتصفيق له، أو يضع صورته مع صور التلاميذ المتفوّقين في المجلّة الحائطيّة للمدرسة، أو يربّت على كتفه...

ولا تنسَ أنّ التعزيز على الأعمال الكتابيّة للطالب لا يقلّ أهمّيّة عن التعزيز داخل الحصّة.

 

أهمّيّة التعزيز

للتعزيز أهمّيّة كبرى في العمليّة التعليميّة، تتمثّل في النقاط الآتية:

1. إثارة دافعيّة الفرد نحو التعلّم: يساعد التعزيز في دفع الطالب إلى بذل مجهود أكبر، وأداء أعظم لتحقيق أهدافه.

2. زيادة المشاركة في الأنشطة التعليميّة: يعدّ التعزيز وسيلةً فعّالة لزيادة مشاركة المتعلّم في الأنشطة التعليميّة المختلفة، ما يؤدّي إلى زيادة التعلّم.

3. زيادة تقدير الذات: يساعد التعزيز المتعلّم على تقدير ذاته وزيادة شعوره بالنجاح.

4. حفظ النظام وضبط الفصل: يؤدّي التعزيز دورًا هامًّا في حفظ النظام وضبط الفصل.

5. التأثير في سلوك الزملاء: تأثير التعزيز لا يقف عند حدّ سلوك الطالب المعزّز وحده، بل يتعدّى ذلك إلى التأثير في سلوك بقيّة زملائه من الطلّاب.

6. منع تكرار السلوك غير المرغوب فيه: يمنع التعزيز السلبيّ تكرار السلوك غير المرغوب لدى المتعلّمين.

7. تعليم القيم والآداب: يُعلّم التعزيز السلبيّ كثيرًا من القيم والآداب والواجبات لدى المتعلّمين.

 

الشروط الواجب توافرها في المعزّزات التربويّة

عند لجوء المدّرس إلى إعطاء التعزيز أو استخدامه خلال العمليّة التعليميّة والتدريسيّة، عليه التقيّد بمجموعة من القواعد، وتتمثّل في ما يأتي:

1. التنوّع والتعدّد: لأنّ قيام المعلّم بتكرار المعزّز نفسه للطالب يؤدّي إلى الملل، وعدم إثارة دافعيّة الطالب إلى القيام باستجابات إيجابيّة أخرى.

2. اختيار معزّز محبّب ومرغوب: على المعلّم تقديم معزّز محبّب ومرغوب لدى الطالب.

3. التقديم الفوريّ والمباشر: يجب أن يقوم المعلّم بتقديم المعزّز إلى الطالب بعد حدوث الاستجابة المطلوبة والمرغوب بها، بشكلٍ مباشرٍ وفوريّ.

4. المعزّز المناسب: يجب أن يكون المعزّز بقدر مناسب وملائم للاستجابة وللطالب.

5. العدالة في توزيع المعزّزات: التساوي والعدل في إعطاء المعزّزات بين الطلبة.

 

ختامًا

أيّها المربّي الكريم: كن كريمًا معتدلًا مجدّدًا متجدّدًا في التعزيز، فهو باب لكسب قلوب الطلبة، لا تغفل عن أهمّيّته. وتذكّر يوم كنت طالبًا كم كنت تفرح لثناء معلّميك وتوجيهاتهم، فالكلمة الطيّبة صدقة.