صدر تقرير "التركيز على التعليم لعام 2024: معالجة الأمور العاجلة، وتشكيل مستقبل تعلّم الطلّاب" عن مؤسّسة باور سكول PowerSchool في تموز/ يوليو سنة 2024. يرصد التقرير مجموعة من التحدّيات التي يواجهها المعلّمون، ويؤكّد أهميّة إعادة تشكيل تجربة التعلّم للطلّاب من خلال أنظمة تعليم شخصيّة، ودمج التكنولوجيا، واعتماد نماذج عمل حديثة تدعم ديناميكيّات الفصول الدراسيّة المتنوّعة. كما يشير إلى ضرورة تعزيز الشراكات بين المعلّمين والقادة والأهل؛ إذ تُعدّ هذه الشراكات عنصرًا أساسيًّا لتحفيز الطلّاب، وخلق بيئات تعليميّة فعّالة.
يحدّد التقرير بعض القضايا الملحّة التي تواجهها بعض النظم التعليميّة، والتي تفاقمت بشكل كبير نتيجة جائحة COVID-19، ويُبرز مجموعة من التحدّيات الرئيسة التي يجب على قادة التعليم معالجتها:
- غياب الطلّاب المتكرّر: يُعدّ انخفاض معدّلات الحضور الطلّابيّ منذ الجائحة، أحد أبرز القضايا التي تواجهها المدارس؛ حيث تواجه العديد من المناطق التعليميّة صعوبة في تحسين هذه المعدّلات.
- المشكلات السلوكيّة: تعاني المدارس استمرار التحدّيات السلوكيّة التي تؤثّر في بيئة التعلّم وتعيق التقدّم التعليميّ، ما يتطلّب تطبيق استراتيجيّات فعّالة للتعامل مع هذه السلوكيّات.
- تهديدات الأمن السيبرانيّ: أدّى الاعتماد المتزايد على التعليم الرقميّ إلى تصاعد المخاوف بشأن الأمن السيبرانيّ؛ حيث تواجه المدارس هجمات محتملة تتطلّب تعزيز حماية بيانات الطلّاب.
- نقص الكوادر التعليميّة: تعاني العديد من المناطق التعليميّة شُحَّ الموظّفين، ما يعرقل جودة التعليم. ويُعدّ حلّ هذه المشكلة أمرًا ضروريًّا لتحقيق الاستقرار في العمليّات التعليميّة ودعم الطلّاب.
- العدالة في التعليم: سلّطت الجائحة الضوء على أهمّيّة معالجة الفجوات التعليميّة، وضمان توفير الدعم اللازم لجميع الطلّاب بغضّ النظر عن خلفيّاتهم.
ويشير التقرير إلى ضرورة إنشاء شراكات قويّة بين المدارس والأهل للتغلّب على هذه التحديّات؛ إذ يؤدّي هذا التعاون دورًا في تحسين معدّلات الحضور وتلبية احتياجات الطلّاب. ومن خلال تنفيذ استراتيجيّات متنوّعة للمشاركة، يمكن تحفيز الأهل على دعم العمليّة التعليميّة لأبنائهم بفعّاليّة، وتشمل النقاط الرئيسة الآتية:
تعزيز التعاون بعد الجائحة
أفاد 53% من المعلّمين بأنّ الشراكة بين المنزل والمدرسة شهدت تحسّنًا ملحوظًا بعد جائحة COVID-19، وقد أسهم هذا التحسّن بشكل ملحوظ في تعزيز تفاعل الطلّاب، ورفع نسب حضورهم.
أهمّيّة التواصل الفعّال
يُعدّ التواصل المنتظم والواضح بين المدارس والأهل، ركيزة أساسيّة لمعالجة مشكلات الحضور الطلّابيّ التي تفاقمت بعد الجائحة؛ إذ يساعد هذا التواصل على دمج الأهل بشكل أفضل في العمليّة التعليميّة وخلق بيئة داعمة للأطفال.
استراتيجيّات تعزيز مشاركة الأهل
تبنّت العديد من المدارس مبادرات لتعزيز مشاركة الأهل، ما حسّن نتائج الطلّاب. ومن أبرز هذه المبادرات:
-
- أنظمة الحوافز: تصميم برامج مكافآت تشجّع الطلّاب وأسرهم على تحسين التزامهم وحضورهم.
-
- التعاون المشترك: تعزيز وعي الأهل حول دورهم في دعم أبنائهم نفسيًّا وأكاديميًّا، خصوصًا أولياء أمور الطلّاب الذين يواجهون تحدّيات دراسيّة أو نفسيّة.
الاستفادة من التكنولوجيا
يوصي التقرير بالاعتماد على التكنولوجيا لتسهيل التواصل مع الأهل وتحسين التفاعل، وتساعد الأدوات الرقميّة على تيسير تبادل المعلومات بين الطرفين؛ ما يجعل التواصل أكثر سهولة وفعّاليّة. كما أشار عدد كبير من الأهل إلى حاجتهم إلى منصّة موحّدة شاملة تسهّل متابعة التفاصيل المتعلّقة بتعليم أبنائهم.
تحديّات الشراكة الفعّالة
أشار التقرير إلى وجود بعض التحدّيات التي قد تقف عائقًا أمام تحقيق شراكة فعّالة بين المدارس والأهل، وأبرزها انشغال الأهل بالمهامّ اليوميّة، وضيق وقتهم؛ الأمر الذي يحدّ من قدرتهم على المشاركة في العمليّة التعليميّة بشكل فعّال. بالإضافة إلى ذلك، تُعدّ الفجوات اللغويّة تحدّيًا آخر، إذ يؤدّي عدم التواصل بلغة الأهل المفضّلة إلى تقليل مستوى التفاعل والفهم المتبادل. كما إنّ غياب قنوات تواصل موحّدة، واعتماد وسائل اتّصال متفرّقة وغير متّسقة، يخلقان حالة من الإرباك، ما يعيق تحقيق تواصل سلس ومثمر بين الطرفين.
توصيات لتحسين الشراكة
يُوصي التقرير بإعطاء الأولويّة للاستماع إلى آراء الأهل حول أساليب التواصل التي تناسبهم، مع ضمان تقديم المعلومات بطريقة بسيطة وسهلة الوصول. كما يعدّ تشجيع الأهالي على المشاركة في النقاشات المتعلّقة بتعليم أبنائهم، وحثّهم على حضور الفعّاليّات المدرسيّة، خطوة أساسيّة لتعزيز التعاون وبناء علاقة متينة تدعم العمليّة التعليميّة.