يُعدّ مفهوم الأمن والسلامة التعليمييّن أحد الموضوعات التي اكتسبت أهمّيّة في السنوات الأخيرة؛ إذ أصبحت القضايا المتعلّقة بالسلامة والأمن في المؤسّسات التعليميّة تحظى بالاهتمام المتزايد.
في تسعينات القرن الماضي ارتبط القلق بشأن السلامة التعليميّة ارتباطًا رئيسًا بسلامة الطلّاب والمعلّمين الجسديّة داخل المؤسّسات التعليميّة في عدّة مواقف، مثل الحماية من الحرائق والكوارث الطبيعيّة والحوادث الشخصيّة. ولكن، مع التطوّرات الاجتماعيّة والتكنولوجيّة في القرن العشرين، أصبح الأمان التعليميّ يتضمّن الحماية من التهديدات الإلكترونيّة والتنمّر والعنف المدرسيّ (Emminizer, 2023).
وفي وقتنا الحاليّ، توسَّع المصطلح ليشمل الأمن التعليميّ. كما تضمّن الدعم النفسيّ والاجتماعيّ للطلّاب والمعلّمين، وبناء بيئة تعليميّة تشجِّع على النموّ الشخصيّ والتعلّم الفعّال، وتعزيز الوعي بالمخاطر المحتملة، وكيفيّة التعامل معها، وتطوير سياسات وإجراءات للوقاية من الأخطار، والحماية منها (Emminizer, 2023).
يشير مفهوم الأمن والسلامة التعليميّين إلى الحفاظ على بيئة آمنة للطلّاب والمعلّمين والمديرين والموظّفين داخل البيئة التعليميّة، وهو جزء رئيس من جودة التعليم؛ إذ يؤثِّر كثيرًا في تجربة التعلّم، وتطوّر الطلّاب الشخصيّ والأكاديميّ. ويقاس نجاح المؤسّسات التعليميّة بمدى اهتمامها بضمان الأمن والسلامة التعليميّين، وتوفير بيئة تعليميّة آمنة ومحفِّزة للجميع. ويضمن تحقيق الأمن والسلامة على عدّة مستويات، لضمان رفاهيّة جميع المشاركين في العمليّة التعليميّة (McCarthy, 2023). وحدّد (2022) Oltman وBrown الجوانب الرئيسة لهذا المفهوم في النقاط الآتية:
- - الأمان الجسديّ: يركِّز هذا الجانب على توفير بيئة آمنة جسديًّا داخل المؤسّسات التعليميّة، وتنطوي على تدابير، مثل ضمان بنية تحتيّة قويّة، وتنفيذ أنظمة أمنيّة، وإجراءات تدريبات منتظمة حول السلامة، وإدارة الأزمات، ومعالجة المخاطر المحتملة لمنع الحوادث والإصابات.
- - الأمان الشعوريّ والنفسيّ: يتضمّن تعزيز بيئة داعمة وشاملة؛ إذ يشعر فيها الطلّاب بالاحترام والتقدير والتحرّر من صور المضايقات، كالتنمّر والتسلّط. كما يؤكِّد على أهمّيّة العلاقات الإيجابيّة والتواصل الفعّال وتعزيز الشعور بالانتماء بين الطلّاب وطاقم المؤسّسة التعليميّة (معلّمين ومديرين وموظّفين).
- - الأمن السيبراني: مع تزايد استخدام التكنولوجيا في التعليم، أصبح الأمن السيبراني جانبًا رئيسًا لتحقيق الأمن التعليميّ. ويتضمّن ذلك حماية معلومات الطلّاب الشخصيّة، والعاملين في المؤسّسة التعليميّة، وضمان بيئات آمنة عبر الإنترنت، وتعزيز المواطنة الرقميّة المسؤولة.
- - الصحّة والرفاهية: يتضمّن تعزيز الصحّة والرفاهية بين الطلّاب والعاملين، ويشمل ذلك إتاحة إمكانيّة الوصول إلى خدمات الرعاية الصحّيّة، وتعزيز أنماط الحياة الصحّيّة، ومعالجة التغذية، والنشاط البدنيّ، وتلبية احتياجات الصحّة العقليّة بخدمات الاستشارة والدعم.
- - الاستعداد لحالات الطوارئ: تحتاج المؤسّسات التعليميّة إلى وضع خطط وبروتوكولات للاستجابة بفعّاليّة لحالات الطوارئ والأزمات. وقد يشمل ذلك إجراءات للتعامل مع الكوارث الطبيعيّة، وتدريبات الإغلاق وحالات الطوارئ الطبّيّة، وغيرها من الأحداث غير المتوقَّعة.
- - بيئات التعلّم الآمنة: يمتدّ مصطلح الأمن والسلامة التعليميّين، ليشمل بناء بيئات تعليميّة آمنة. ويتضمّن ذلك معالجة عوامل، مثل إدارة الفصل الدراسيّ، والإشراف المناسب، وسياسات الانضباط الفعّالة، والتأكّد من أنّ الموارد آمنة للاستخدام.
- - التعاون والتدريب: يتطلّب الأمن والسلامة التعليميّين التعاون بين الإداريين والمعلّمين والطلّاب وأولياء الأمور والمجتمع الأوسع. وتُعدّ برامج التدريب وفرص التطوير المهنيّ ضروريّة، لتزويد المتخصّصين في التعليم بالمعارف، والمهارات اللازمة لتعزيز السلامة، وتحديد المخاطر المحتملة، والاستجابة استجابة مناسبة للمخاوف المتعلّقة بالسلامة.
المراجع
- Emminizer, T. (2023). Staying Safe at School. PowerKids Press.
- McCarthy, C. (2023). Ready for Anything: A School Safety Guide for Kids. Amazon Digital Services LLC.
- Oltman, G. and Brown, L. (2022). Promoting Your Voice on School Safety: A Practical Guide for Teachers. Taylor & Francis.