حذّرت منظّمة الأمم المتّحدة للطفولة (يونيسف) من مخاطر انقطاع الأطفال في لبنان عن التعلّم، داعية الحكومة اللبنانيّة إلى إعطاء الأولويّة للحلول طويلة الأجل من خلال ميزانيّة الدولة لعام 2023 الجاري. وقد حثّت "يونيسف" الحكومة اللبنانيّة على اتّخاذ خطوات لدعم المعلّمين، من خلال تحديد دخل يحفظ كرامتهم، ويساعد الأطفال في الحصول على تعليم جيّد وآمن وشامل.
وتأتي هذه الدعوة في حين يدخل إضراب القطاع التعليميّ الرسميّ في لبنان أسبوعه الثاني، في ظلّ عدم تحقيق الحكومة مطالب الأساتذة التي ترتكز على دفع مستحقاتهم الماليّة والحوافز التي وُعدوا بها قبل مدّة طويلة ولم يحصلوا عليها، وكذلك في ظلّ اتّجاههم إلى التصعيد أكثر وتعطيل العام الدراسيّ برمّته في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، خصوصًا مع تفاقم الأزمة الاقتصاديّة، وارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكيّ، الذي يزيد من معاناتهم ويُفقد المساعدات التي هي حقّ لهم قيمتها، ويقضي أيضًا على قيمة رواتبهم التي يتقاضونها بالليرة اللبنانيّة.
وقال ممثّل "يونيسف" في لبنان، إدوارد بيجبيدر، إنّ "الأطفال يواجهون انقطاعًا جديدًا عن التعلّم نتيجة إغلاق المدارس الرسميّة أبوابها منذ بداية هذا الشهر"، محذّرًا من أنّه ما لم يُصار إلى إعادة فتح المدارس في أسرع وقت، فإنّ "الآثار الفورية وطويلة الأمد على تعلّم الأطفال وحمايتهم وازدهارهم (سوف تكون) مستعصية على الحلّ"، وهو الأمر الذي "سوف يعيق بدوره آفاق التعافي المستدام في المستقبل من الأزمة الاقتصاديّة الحاليّة".
وشدّد بيجبيدر في بيان، على عدم جواز انقطاع الأطفال عن التعلّم، وكذلك على أنّه لا بدّ من أن تُبقي المدارس أبوابها مفتوحة أمام التلاميذ.