لو كنت طالبةً اليوم، كيف سيكون شكل التعليم الأحبّ بالنسبةِ إليك؟
أَحبّ تعليم على قلبي الألعاب التربويّة التي ترسخ في عقول الطلبة. فتعدّ الألعاب التربويّة جزءًا أساسيًّا من عمليّة التعليم، حيث تساعد في تطوير مهارات متعدّدة لدى الأطفال بطرق مبتكرة وممتعة. يتمثّل جوهر هذه الألعاب في توفير بيئة تعليميّة محفِّزة تسهِم في تنمية قدرات الأطفال العقليّة والجسميّة والاجتماعيّة. فبالمشاركة في الألعاب التربويّة، يتعلّم الأطفال التعاون والتواصل مع الآخرين، وبناء الصداقات، وحلّ المشكلات حلًّا جماعيًّا.
إلى أي مدى يمكن التوفيق بين تعليم المهارات الاجتماعيّة وتعليم المعارف العلميّة وفق البرامج التعليميّة الحديثة؟
المدارس والبرامج التعليميّة الحديثة تسعى إلى توفير توازن بين تعليم المهارات الاجتماعيّة وتعليم المعارف العلميّة. هنا بعض الخطوات لتحقيق التوفيق بينهما:
تضمن البرامج التعليميّة الحديثة تعليم المعارف العلميّة وفق مناهج محدّثة وموضوعات متنوّعة. وتتيح تلك البرامج للطلّاب فرصًا لاكتساب المعرفة والفهم العميق للموضوعات العلميّة المختلفة. فيتحقّق تعليم المهارات الاجتماعيّة بتفاعل المدرّسين مع الطلّاب، وتفاعل الطلّاب مع أنشطة التعلّم التعاونيّ. يُعزَّز التعلّم الاجتماعيّ بالتدريس والمناقشة والتعاون مع الآخرين. يُحثّ الطلّاب في البرامج التعليميّة الحديثة على توسيع مهارات التفكير النقديّ وحلّ المشكلات واتّخاذ القرارات الذاتيّة. وهذه المهارات العقليّة تعزِّز القدرة على التفاعل الاجتماعيّ والتعاون مع الآخرين بطريقة فعّالة. تُشجِّع البرامج التعليميّة الحديثة على توفير فرص للتعلّم بالتجربة العمليّة والأنشطة العمليّة. وبذلك، تُدمَج المعرفة العلميّة بالمهارات الاجتماعيّة والتطبيق العمليّ. يجب أن تتضمّن البرامج التعليميّة الحديثة أيضًا التعاطف وتعليم القيم وتطوير الوعي الاجتماعيّ والثقافة العامّة، حيث يساعد ذلك الطلّاب على فهم أهمّيّة الاحترام والتعامل الجيّد مع الآخرين.
في النهاية، يهدف التوفيق بين تعليم المهارات الاجتماعيّة وتعليم المعارف العلميّة في البرامج التعليميّة الحديثة إلى تطوير الطلّاب ليكونوا متعلّمين منفتحين، وإكسابهم مهارات اجتماعيّة قويّة يمكنهم استخدامها في حياتهم اليوميّة، وفي مسيرتهم العلميّة والمهنيّة في المستقبل.
كيف تحدّدين أهمّيّة دورك، معلّمةً، أمام ما يشهده عصرنا من ثورة الذكاء الاصطناعيّ؟
يمكنك الاهتمام بهذه النقاط البسيطة التي تبيّن أهمّيّة دور المعلّم في ظلّ ثورة الذكاء الاصطناعيّ:
- - قدراتك الشخصيّة: فكِّر في المزايا الفريدة التي يمكنك أن تقدّمها وكيف أنّ الذكاء الاصطناعيّ لا يمكنه تجاوزها.
- - الاتّصال الإنسانيّ: قدرتك على إقامة علاقات مع الطلّاب ودعمهم عاطفيًّا واجتماعيًّا، لا يمكن للذكاء الاصطناعيّ تقديم ذلك بالطريقة ذاتها.
- - قيادة الطلّاب: يمكنك تعلّم القيادة وتشجيع الطلّاب على التفكير النقديّ، وتنمية مهاراتهم العقليّة، وهذا جانب لا يمكن استبداله بالذكاء الاصطناعيّ.
متى يكون الإشراف التربويّ مفيدًا للممارسة التعليميّة؟
يكون الإشراف التربوي مفيدًا للممارسة التعليميّة عندما:
- - يقدِّم الإرشاد والتوجيه المهنيّ للمعلّمين، لتحسين مهاراتهم التعليميّة والتفاعليّة مع الطلّاب.
- - يقدِّم الدعم والمساندة العاطفيّة والمهنيّة للمعلّمين في التعامل مع التحدّيات والضغوط اليوميّة في العمل.
- - يسهم في تحسين البرامج التعليميّة وتطويرها، لتلبية احتياجات الطلّاب وتعزيز تجربتهم التعليميّة.
ما الأساليب الناجعة، في نظرك، لحلّ النزاعات بين الطلّاب داخل غرفة الصفّ؟ وما الأطراف التي ينبغي أن تشارك في هذه العمليّة؟
الأساليب ناجعة لحلّ النزاعات بين الطلّاب في الصفّ تشمل:
- - المحادثة والاستماع الفعّال للأطراف المتنازعة لفهم أسباب النزاع والاحتياجات التي يجب تلبيتها.
- - تشجيع التعاون والعمل الجماعيّ للوصول إلى حلول مشتركة.
- - استخدام استراتيجيّات حلّ النزاعات، مثل التفاهم والتفكير النقديّ والتفكير الإبداعيّ.
- - تعزيز الاتّصال الإيجابيّ وبناء العلاقات الجيّدة بين الطلّاب.
أمّا الأطراف التي ينبغي أن تشارك في هذه العمليّة فتشمل: المعلّم، والطالب، والمرشد، وولي الأمر، ومدير المدرسة إذا اقتضت الحاجة.
هل استخدام الأدوات التكنولوجيّة في التدريس إيجابيّ دائمًا؟ وما حدود استخدامها؟
استخدام الأدوات التكنولوجيّة في التدريس يمكن أن يكون إيجابيًّا دائمًا، ولكن هناك حدود لاستخدامها. ومن الجيّد استخدام الأدوات التكنولوجيّة عندما:
- - تعزِّز التفاعل والمشاركة الطلابيّة وتحفِّز الاهتمام والتعلّم النشط.
- - توفِّر موارد إضافيّة وأنشطة تعليميّة متنوِّعة.
- - تمكِّن من تقديم تجارب تعليميّة وتفاعليّة بطرق مبتكرة ومشوِّقة.
- - حدود استخدام التكنولوجيا في التدريس لا تلغي المعلّم والطالب والمقرّر على أرض الواقع، بل يبقى للتعليم على أرض الواقع تأثير في الطالب.
هل يشكّل تدخّل الأهل مصدر دعم دائمًا في تعلّم ابنهم؟ وكيف؟ وهل هناك توقيت مناسب لهذا التدخّل؟
تدخّل الأهل يمكن أن يكون مصدر دعم دائم في تعلّم الأطفال، ولكنّ التوقيت المناسب يعتمد على حاجات الطفل الفرديّة والمرحلة التعليميّة. كما يمكن للأهل أن يدعموا تعلّم أطفالهم عندما:
- - يقدّمون الدعم المعنويّ والعاطفيّ.
- - يشاركون في تعلّمهم بالمحادثات والأنشطة الملائمة.
- - يتابعون تقدّمهم الأكاديميّ ويساعدون في التعامل مع التحدّيات التعليميّة.
وعليه، هناك وقت وحدود للتدخّل، إذ يجب أن يدرك الطفل أنّه صاحب المسألة وأنّه قادر على القيادة.
هل تجدين أنّه قد آن الأوان للتخلّي عن الكتاب المدرسيّ بشكل كامل؟ لماذا؟
قرار التخلّي عن الكتاب المدرسيّ بشكل كامل يعتمد على الإطار التعليميّ واحتياجات الطلّاب. يمكن أن تكون هناك طرق أخرى لتعلّم الطلّاب إلى جانب الكتاب المدرسيّ، مثل استخدام الأدوات التكنولوجيّة، أو التعلّم الذاتيّ. ومع ذلك، يجب أن يقيَّم هذا القرار بناءً على فوائده وعيوبه، مع توفير الدعم والتوجيه للطلّاب خلال هذه العمليّة. وفي الوقت الحاليّ، كوني من التربويّين، لا أفضّل أبدًا التخلّي عن الكتاب المدرسيّ في العمليّة التعليميّة.
كم يجب أن تكون مدّة الدوام المدرسيّ اليوميّ برأيك؟
بوصفي تربويّةً، أرى أن تكون الحصّة المدرسيّة 35 دقيقة، أمّا الدوام المدرسيّ عامّةً فأربع ساعات للمرحلة الابتدائيّة، وخمس ساعات للمرحلتين الإعداديّة والثانويّة. ذلك أنّ ضغط الساعات الدراسيّة للطلبة يفقدهم التركيز في المنهاج. كما أعتقد أنّه لا بدّ من إضافة مادّة جديدة (لغات) للمنهاج الفلسطينيّ في المرحلة الابتدائيّة.
صِفي لنا تجربتك في التعليم مُستخدمًا عنوان رواية من الأدب العربيّ أو العالميّ، وأخبرينا عن السبب وراء اختيار هذه الرواية.
يعدّ العقد الفريد من تأليف ابن عبد ربّه الأندلسيّ من أمّات كتب الأدب العربيّ. ويشتمل الكتاب على جملة من الأخبار والأمثال والحكم والمواعظ والأشعار وغيرها. وقد سُمي بـ"العقد" لأنَّ مؤلِّفه قسّمه إلى أبواب أو كتب، حمل كلّ منها اسم حجر كريم، كالزبرجدة والمرجانة والياقوتة والجمانة واللؤلؤة، وغير ذلك ممّا تناول عقود الحسان الحقيقيّة.