صدر كتاب "ثورة إيرلن" لهيلين إيرلن سنة 2017. وترجمته الدكتورة سميرة عبد الوهاب إلى العربيّة، وصدرت طبعته الأولى عن دار شفق بدولة الكويت سنة 2018.
تعمّدتُ تلخيص هذا الكتاب لأنّنا، في مدرسة الازدهار للتعليم الأساسيّ في سلطنة عمان، قمنا ببحث إجرائيّ عن الطلّاب المصابين بمتلازمة إيرلن. وكان البحث ضمن مشروع تمام –التطوير المستند إلى المدرسة – بالتعاون مع الجامعة الأمريكيّة في بيروت. حيث اتّبعنا استراتيجيّات العلاج المذكورة في الكتاب ذاتها مع الطلّاب الذين أثبت تشخيصهم أنّهم مصابون بمتلازمة إيرلن. وقد تبيّنَت لنا نجاعة هذه الطريقة في تحسين الأداء الدراسيّ لدى طلّابنا، الأمر الذي أثّر إيجابا في ثقتهم بأنفسهم. من هنا، وجدت أنّه من الضروريّ أن يطّلع الممارسون في الميدان التربويّ على هذا الكتاب، ليتعرّفوا أعراضَ المتلازمة، ما يساعد حتمًا في دعم الطلّاب لتخطّي عقبات التقدّم الدراسي.
أتى الكتاب في مقدّمة واثني عشر فصلًا، ويعرّف الفصل الأوّل متلازمة إيرلن؛ فتوضح الكاتبة أنّ المتلازمة ليست اضطراب رؤية، وليست مشكلة من مشكلات القراءة المتعارف عليها، بل هي خلل في الإدراك الحسّيّ يؤثّر في استقبال المعلومات في مرحلة مرورها من العين إلى الدماغ ومعالجتها. وتؤكّد أنّ مفهوم متلازمة إيرلن مرّ بمراحل عديدة قبل أن يستقرّ على حاله الآن.
تنتقل الكاتبة في الفصل الثاني إلى الحديث عن الصعوبات التي واجهتها لإثبات صحّة طريقة إيرلن في تحسين مستوى القراءة عند المشخّصين، وسعيها لحسم الجدل حول مرشّحات إيرلن البصريّة. وأكّدت الكاتبة أنّه ليس بالضرورة أن يعاني جميع الطلاب المصابين بمتلازمة إيرلن صعوباتِ التعلّم، فالعديد منهم أذكياء وموهوبون وقادرون على التحصيل المدرسيّ. وأشارت أيضًا إلى أنّه ليس كلّ من تمّ تشخيص حالته أو يشتبه بأنّه يعاني صعوبات التعلّم، تمكن مساعدته بطريقة إيرلن العلاجيّة، التي قد لا يستجيب لها البعض منهم لأسباب مجهولة. كما شرحت الكاتبة العقبات التي تواجه المدارس التي تتبنّى اختبار إيرلن لمساعدة الطلاب الذين يواجهون صعوبة في القراءة.
وفي الفصل الثالث، تتحدّث الكاتبة عن أعراض المتلازمة المرتبطة بسلوكيّات القراءة، والأعراض الشائعة عند التعامل مع الرياضيّات، كما الأعراض الخاصة بالكتابة. وشدّدت على أهمّيّة دور الوالدين المكمّل لدور المدرسة في الكشف عن هذه الأعراض.
في الفصل الرابع، تذكر الكاتبة مراحل الفحص التي يمرّ فيها المصاب بالمتلازمة، ومن هو الشخص المؤهّل للقيام به. ومن ثمّ تعرّف بالمرشّحات التي تُستخدم لعلاج المتلازمة، وتسرد الأسباب التي تحدّ من فاعليتها.
وتتحدّث في الفصل الخامس عن صعوبات التعلّم المتعلّقة بالقراءة، وأهمّيّة الانتقال من تعلّم القراءة إلى القراءة للتعلّم. وتشدّد على أنّ الاعتقاد بأنّ التدريب المستمرّ يؤدّي إلى الاتقان والكمال، هو من أكثر المفاهيم مدعاة للسخط؛ فالشخص الذي يعاني متلازمة إيرلن، تصعب عليه القراءة كلّما حاول وجهد في التكرار.
في الفصل السادس، تذكر الكاتبة بعض مجالات الحياة التي يمكن أن تتحسّن باستخدام مرشّحات إيرلن غير موضوع القراءة، مثل زوال الصداع والتوتّر الناتج عن حساسيّة الضوء، وصعوبة إدراك الأبعاد والمسافات.
في الفصل السابع عرّفت الكاتبة مفهوم حساسيّة الضوء وأعراضها ومدى ارتباطها بالمتلازمة. وذكرت بأنّه على الرغم من أهمّيّة موضوع الحساسيّة الضوئيّة وما يترتّب عليها من عواقب وخيمة، إلّا أنّه لم يتمّ الاعتراف بأهميّته من قبل النظام التعليميّ، أو منحه اهتمامًا جدّيًّا من قبل معظم المختصّين بالمهن الطبيّة. وأشارت إلى أنّ متلازمة إيرلن ترتبط بشكل كبير بتأثير الضوء في الدماغ، وعندما يستفيد الأشخاص من العلاج، يحقّقون التوازن بين وظائف الدماغ بشكل ملحوظ.
في الفصل الثامن، أوضحت الكاتبة علاقة الصداع والصداع النصفيّ بمتلازمة إيرلن؛ حيث ذكرت أنّ نحو 75% من حالات الصداع غير معروفة السبب، ويتمّ وصفها بالصداع الناتج عن التوتّر المرتبط بالإجهاد، وهذا ألم يصعب علاجه. وعادة ما يلجأ الأفراد إلى تجربة الأدوية التي تباع من دون وصفة طبّيّة، والعلاجات البديلة مثل اليوغا والتنويم المغناطيسي. ولكن قد يكون العلاج بسيطًا ويكتفي بوضع مرشّحات إيرلن.
ويتعرّف القارئ في الفصل التاسع، إلى المرّات العديدة التي تمّ فيها تشخيص أطفال بأنّهم ذوو اضطراب نقص الانتباه، أو نقص الانتباه المصاحب لفرط النشاط، بينما تكون المشكلة في الواقع هي متلازمة إيرلن. وعندما تمّ علاج هؤلاء الأطفال بشكل صحيح زالت المشكلة.
في الفصل العاشر تتحدّث الكاتبة عن العلاقة بين اضطراب طيف التوحّد ومتلازمة إيرلن. وتشير إلى أنّ طريقة إيرلن ليست علاجًا للتوحّد، إلّا أنّها تشكّل حلًّا فعّالا للتخفيف من الإفراط في الإدراك الحسّيّ.
وتنتقل الكاتبة في الفصل الحادي عشر، إلى الحديث عن مجموعة من الحالات الطبّيّة التي يمكن أن تؤدّي إلى أعراض مشابهة لأعراض متلازمة إيرلن، بما في ذلك الصرع الناجم عن الضوء، والسكتة الدماغيّة، ومتلازمة التعب المزمن والشلل الدماغيّ، والألم العضليّ الليفيّ، ومتلازمة توريت. وأشارت إلى أنّه من خلال طريقة إيرلن، يتمّ القضاء على الأعراض فقط وليس علاج المرض.
أمّا في الفصل الأخير، فتسلّط الكاتبة الضوء على حقيقة حاجة بعض الحالات الطبّيّة والمشكلات النفسيّة، إلى العلاج من قبل أخصّائيّ الصحّة الجسديّة والنفسيّة، إلّا أنّ الأدوية والعلاج النفسيّ قد لا تكون دومًا الحلّ المناسب للمشكلة؛ ويعود ذلك إلى مجموعة متنوّعة من الأسباب، منها التشخيص الخاطئ. وتشير إلى أنّه يمكن لطريقة إيرلن أن تكون أسلوبًا علاجيًّا متداخلًا يقضي على بعض الأعراض المنهكة.