يؤدّي المعلّم الدور الأبرز والأكثر تأثيرًا في العمليّة التعليميّة، إذ لا يقتصر دوره على نقل المعرفة، بل يتجاوز ذلك إلى كونه مثالًا يحتذى به للتعلّم المستمرّ والنموّ الشخصيّ لطلّابه. ويُعدُّ دور "المعلّم قدوةً" أمرًا حيويًّا في تحقيق تجربة تعليميّة ممتعة ومثمرة. فما أبرز السمات التي يجب على المعلّم اتّباعها ليكون قدوة في التعلّم المستمرّ والنموّ الشخصيّ؟
التحفيز الدائم للطلّاب يعدّ أحد أبرز أدوار الأستاذ الناجح والمؤثّر. لذا، تمكنه مشاركة طلّابه نجاحاته وتجربته، بالإضافة إلى قصص النجاح، لتحفيزهم على استكشاف فرص وتحدّيات جديدة.
المعلّم القدوة هو التربويّ الفخور جدًّا بعمله، والمستمتع به، والجاهز دائمًا لبذل الجهود. كما أنّه مطوّر ومجدّد ومتحمّس، يخطّط لعمله باحتراف وتنظيم. كما يتّسم بأخلاق عالية وإبداع لا يوصف، ويحبّ عمله بشدّة، ويقضي وقتًا كبيرًا للوصول إلى عقول وقلوب الطلّاب في صفّه. فالتعليم لم يكن، ولن يكون، عملًا لمن لا عمل له، بل على العكس، إنه الخيار الأسمى الذي يحتاج إلى الكثير من الصبر والتفاني والإرادة، بهدف إيصال المعرفة. وفي ذلك، يعدّ المعلّم العنصر الأهمّ والأكثر تأثيرًا، وله الدور الأكبر في بناء جيل جديد مزوّد بالعلم ومحصّن بالأخلاق.
المعلّم القدوة هو المثال الذي يحتذى به لطلّابه، حيث يشجّعهم على تطوير عادة التعلّم المستمرّ من خلال تعزيز ثقافة التعلّم في الصفّ. مثلًا، يمكنه تشجيعهم على قراءة المقالات وكتابتها، أو المشاركة في أنشطة تثقيفيّة، وقراءة كتب مفيدة وغيرها.
تقديم الدعم والتوجيه من سمات المعلّم القدوة، حيث يكون داعمًا طلّابه في رحلتهم التعليميّة، ومحفّزًا في تحديد أهدافهم ووضع خطط عمل لتطبيقها، إلى جانب تقديم المشورة والإرشاد الدائمين.
التحفيز للاكتشاف والاستكشاف: يمكن للمعلّم أن يهيئ للطلّاب بيئة تعليميّة محفّزة تشجّع على التجربة والتجديد. يمكنه تقديم مشاريع مثيرة وتحدّيات ملهمة تشجع الطلّاب على الاكتشاف واستكشاف مواضيع جديدة وتطوير مهاراتهم.
يكون المعلّم قدوة من خلال الاستمرار في التعلّم الذاتيّ، بحيث يصبح مثالًا يحتذى به في استمراريّته في التعلّم، وكيفيّة تطبيق مبادئه في الحياة العمليّة والشخصيّة. جميع الناس يخطئون، والمعلّم أيضًا. ولكن المعلّم القدوة يعترف بأخطائه، ويسعى دائمًا لتصحيحها، ويحاول تدارك الأخطاء قبل وقوعها، ويراجع نفسه باستمرار، ما ينعكس على تلاميذه الذين يستمدّون منه القوّة والقدرة على عدم ارتكاب أيّة أخطاء داخل الصفّ أو المنزل.
باختصار، يمكن للمعلّم أن يكون قدوة طلّابه من خلال التعلّم المستمرّ، وتوفير التحفيز المستمرّ، وتعزيز ثقافة التعلّم، والاستمرار في التعلّم الذاتيّ. عندما يضع المعلّم كل هذا المجهود، سيتمكن من بناء جيل جديد مستمرّ في التعلّم، وتطويره شخصيًّا ومعنويًّا. المعلم ركيزة المجتمع، وهو من يمدّه بالقوّة، فمن واجبنا الحفاظ على قيمته وإعطائه مكانته الخاصّة في المجتمع لينهض بأبنائه. ونظرًا إلى أهمّيّة المعلّم ودوره، قامت المجتمعات المتقدّمة بإنصافه من خلال القيام بعدّة إجراءات تكريميّة له.