في زمن حالك يتّسم بعدم اليقين وانعدام الأمن، يطرح الطلبة الفلسطينيّون الناجون من الإبادة، أسئلتهم المتنوّعة والمعقّدة والمحيّرة حتّى هذه اللحظة. تلك الأسئلة نشأت في سياق الحياة التعليميّة المفقودة، والتي خلّفتها ممارسات الإبادة التي عايشها هؤلاء الطلبة بكلّ تفاصيلها، والتي لا يمكن أن تمحوها الأحداث اللاحقة مهما كانت طبيعتها، سواء أكانت سارّة أم لا.
وفي سياق تحليل المشهد المعقد، واستكشاف تلك الأسئلة الحائرة التي يطرحها الطلبة الفلسطينيّون، والتي ما تزال تبحث عن إجابات، قادتنا النقاشات والمعايشة معهم إلى توثيق العديد من هذه التساؤلات، ومن أبرزها:
- - ما شكل المستقبل الذي ينتظرنا نحن الطلبة؟
- - من سيُهندس الجغرافيا الجديدة؟ وكيف سيكون مستقبلنا؟
- - من سيكتب التاريخ بشهادة صادقة، ويروي سرديّة أصحاب القهر بعيدًا عن الصياغات المتحيّزة؟
- - هل سيستمر اللجوء والطرد والنزوح، بالوسائل المباشرة أو غير المباشرة؟
- - هل سيبقى العالم عاجزًا عن الوفاء بتعهّداته بعالم يسوده السلام والأمن؟
- - أين موقعنا على خريطة الحماية الخاصة بالمؤسّسات الدوليّة المتعلّقة بالتعليم والطفولة؟
- - لماذا يُفعل بنا هذا؟ ما السبب وراء استهدافنا بشكل خاصّ؟
- - كيف سنبني مستقبلًا مستدامًا في ظلّ هذه التحدّيات المعقّدة؟
- - ما مصير مؤسّساتنا التعليميّة، وكيف سنُعيد لها الحياة؟
- - لماذا تُمارس كلّ هذه التناقضات عندما يتعلّق الأمر بالإنسان الفلسطينيّ؟
- - كيف سنتمكّن من إنقاذ ما تبقّى من الحياة التعليميّة في غزّة؟
- - كيف سنلتحق بالركب ونقفز على الأشواك التي تعترض تقدّمنا؟
ثمّة أسئلة كثيرة وكبيرة يكتنفها الغموض تارة، والفضول تارة أخرى. هذه الأسئلة ما زالت بلا إجابات، لكنّها صادقة ومشروعة، تجول في أذهان الطلبة الفلسطينيّين.
ومهما كان شكل هذه الأسئلة ونوعها، يجب أن تجد إجابات واقعيّة تُترجَم إلى حقائق تُمارس على الأرض، لئلّا تبقى مجرّد شعارات تُستدعى لأغراض مصلحة تخدم أجندات معيّنة، لا تراعي الحقوق الإنسانيّة، وتتعامل مع القضيّة الفلسطينيّة بتحيّزات خاصّة.
كلّ هذا يقودنا إلى الحشد والمناصرة لدعم حقّ الطلبة الفلسطينيّين في العيش بكرامة، وحماية حقّهم في التعليم، من خلال ضمان توفير تعليم عادل وشامل وآمن ومستدام. على العالم أن يُجيب عن أسئلة الطلبة الفلسطينيّين بإجابات صادقة وواقعيّة، بعيدًا عن التنكّر والتجاهل لحقوقهم الإنسانيّة، خصوصًا حقوق الأطفال والطلبة الفلسطينيّين.