أطفال غزّة بعد 300 يوم من الحرب.. "أونروا" تطلق برنامج "العودة إلى التعلّم"
أطفال غزّة بعد 300 يوم من الحرب.. "أونروا" تطلق برنامج "العودة إلى التعلّم"
2024/08/05

أطلقت وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين (أونروا) برنامج "العودة إلى التعلّم"، من خلال أنشطة توفّر لأطفال القطاع المحاصر والمستهدف فسحة بعيدًا عن الفظائع التي يعيشونها منذ السابع من تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023. وقد صرّح المفوض العام لوكالة أونروا فيليب لازاريني، في هذا الإطار، بأنّ "أطفال غزة يعيشون صدمات وأهوالًا لا يمكن وصفها"، وذلك "بعد 300 يوم من الحرب والتهجير والخسارة والألم".

وإذ أسف لازاريني لأنّ أطفال غزة "شهدوا ما ينبغي ألا يشهده أيّ طفل"، شدّد على أنّهم "يستحقّون الأمان". وجدّد المسؤول الأمميّ المطالبة بوقف فوريّ لإطلاق النار من أجل أطفال غزّة خصوصًا، وجميع أطفال المنطقة عمومًا، مع العلم أنّ الوكالات التابعة للأمم المتّحدة كما المنظّمات الإنسانيّة والحقوقيّة العالميّة تمضي في نداءاتها الخاصّة بوقف العمليّات العدائيّة التي تؤثّر على الصغار كما الكبار.

ووصف لازاريني إطلاق وكالة أونروا برنامج "العودة إلى التعلّم" لفائدة أطفال غزة بأنّه "مساهمة صغيرة لمساعدة الأطفال على إعادة التواصل مع طفولتهم المسلوبة". وقال إنّ البرنامج يمثّل "الخطوة الأولى في مسار أطول بكثير، وتركّز على الأنشطة التي من شأنها أن توفّر ملجًا للأطفال من الفظائع التي ما زالوا يشهدونها". وشرح المسؤول الأمميّ أنّه من خلال "الرياضة والفنون والمسرح والألعاب وغيرها"، تبتدع الوكالة "مساحة للالتقاء بالأصدقاء وتكوين صداقات جديدة"، مشيرًا إلى أنّ "معلّمينا يوفّرون شعاع نور وسط الظلام".

 

وأكّدت وكالة أونروا، في بيان أصدرته بشأن إطلاق برنامج "العودة إلى التعلّم" في مراكز الإيواء الخاصة بالوكالة في كلّ أنحاء قطاع غزة، أنّ أطفال غزة يعيشون "صدمات لا توصف"، موضحة أنّها "تبتغي توفير مساحة لهم من أجل التعلّم والنموّ واللعب وإعادة التواصل مع طفولتهم".

في سياق متصل، نشرت وكالة أونروا تدوينة على موقع إكس، أفادت فيها بأنّ "نحو 85% من المباني المدرسيّة في قطاع غزّة تعرّضت لقصف مباشر أو لأضرار، وذلك بحسب تقييمات أجرتها مجموعة التعليم العالميّة عبر أقمار صناعية". أضافت الوكالة أنّ ثمّة مدارس تحتاج إلى "إعادة بناء كاملة"، لافتةً إلى أنّ "الحرب تدمّر حاضر الأطفال الفلسطينيّين ومستقبلهم".

تجدر الإشارة إلى أنّ "مجموعة التعليم العالمية" تُديرها منظمة الأمم المتّحدة للطفولة بالتعاون مع منظّمة "سيف ذا تشيلدرن" (أنقذوا الأطفال)، وبحسب تعريفها فإنّها "منتدى رسمي مفتوح للتنسيق والتعاون بشأن العمليّة التعليميّة خلال الأزمات الإنسانيّة" في العالم.

 

ويُعَدّ أطفال غزّة من أكثر الفئات المتضرّرة جرّاء الحرب التي تشنّها قوّات الاحتلال على القطاع منذ نحو عشرة أشهر، وقد وصل الأمر إلى حدّ وصف العدوان الإسرائيليّ المتواصل على الفلسطينيّين في غزّة بأنّه "حرب على الأطفال". ولا يُعَدّ هذا التوصيف أمرًا مبالغًا فيه، لا سيّما أنّ عدد أطفال غزّة الذين استشهدوا منذ السابع من أكتوبر 2023 يُقدَّر بأكثر من 17 ألف طفل شهيد، من دون احتساب آلاف المفقودين وعشرات آلاف الجرحى.

إلى جانب ذلك، تهدّد الأمراض المعدية وغيرها أطفال غزّة الذين أنهكتهم الحرب مع ما يرافقها من تهجير وتجويع. ولعلّ شلل الأطفال الذي رُصد في عيّنات من مياه الصرف الصحيّ من مناطق مختلفة من القطاع أخيرًا، هو التهديد المستجدّ على صعيد صحة صغار غزة وسلامتهم، علمًا أنّ أيّ إصابة بالمرض لم تُسجَّل بعد، لكنّ منظّمة الصحّة العالميّة تتوقّع ظهور حالات قريبًا، خصوصًا في ظلّ انهيار المنظومة الصحّيّة والحصار الإسرائيليّ المشدّد الذي يمنع إدخال الإمدادات الطبّيّة والغذائيّة وغيرها من المستلزمات الأساسيّة للعيش الكريم، في حدّه الأدنى. كذلك يأتي التهاب الكبد من النمط "أ" الذي طاول نحو أربعين ألف فلسطينيّ في قطاع غزّة، منذ بداية الحرب.