نِعم أحمد جوني- مديرة مدرسة ثانويّة- لبنان
نِعم أحمد جوني- مديرة مدرسة ثانويّة- لبنان
2024/08/08

لو كنت طالبةً اليوم، كيف سيكون شكل التعليم الأحبّ بالنسبةِ إليك؟

أفضل التعليم الذي يكون تقليديًّا وحديثًا في آن، أي من خلال التكنولوجيا الحديثة والمنصّات التعليميّة التي يشرف عليها المعلّمون الأكفّاء، بتوجيه ممنهج ونهج متوازن. الأمر الذي يوفِّر جوًّا تعليميًّا غنيًّا بأبعاده المتعدّدة والمتنوّعة؛ ما يعدّ الطالب للنجاح في عالم متغيّر باستمرار.

 

إلى أي مدى يمكن التوفيق بين تعليم المهارات الاجتماعيّة وتعليم المعارف العلميّة وفق البرامج التعليميّة الحديثة؟

المهارات الاجتماعيّة من المهارات الأساسيّة في التعليم الفعّال، ودمجها مع المعارف العلميّة من الأمور الحيويّة التي تسهم في نجاح الطلّاب. يمكنهم أن يظهروا تقدّمهم في أداء المهمّات والمشاريع الجماعيّة، لأنّ البرامج التعليميّة الحديثة تسعى إلى تحقيق التوازن، وذلك بمقاربات تربويّة، تُركِّز على تنمية القدرات الشخصيّة، والمهارات الحياتيّة، والتكيّف مع المستجدّات والتطوّرات والتغيّرات المستمرّة في المجتمع وسوق العمل.

 

كيف تحدّدين أهمّيّة دورك، معلّمةً، أمام ما يشهده عصرنا من ثورة الذكاء الاصطناعيّ؟

في ظلّ ثورة الذكاء الاصطناعيّ، يتطوّر دور المعلّم بالتكيّف مع التقنيّات الحديثة. فالمعلّم، وإن كان مصدرًا من مصادر المعرفة، إلّا أنّ عليه أن يتعلّم ويتقن كيف يوظّف هذا الذكاء بنجاح في عمليّة التعليم، حيث يمكِّنه الذكاء الاصطناعيّ من تقديم المعلومات بفاعليّة، لتحسين أساليب التدريس والتقييم في عالم متغيّر.

 

متى يكون الإشراف التربويّ مفيدًا للممارسة التعليميّة؟

يكون الإشراف التربويّ مفيدًا للممارسة التعليميّة في العديد من المجالات والحالات، ولا سيّما إذا أسهم في تطوير أداء المعلّمين، وتحديدًا الجدد منهم، وإذا استطاع تحديد نقاط القوّة والضعف لديهم، وعمل على وضع خطط تطويريّة لتعزيز مهاراتهم وكفاياتهم التعليميّة.

 

ما الأساليب الناجعة، في نظرك، لحلّ النزاعات بين الطلّاب داخل غرفة الصفّ؟ وما الأطراف التي ينبغي أن تشارك في هذه العمليّة؟

حلّ النزاعات بين الطلّاب داخل الصفّ يعدّ من المهمّات الأساسيّة التي يجب على المعلّم أن يقوم بها. وهناك أساليب عديدة يمكن استخدامها، ومنها: الاستماع والإصغاء، والتواصل الايجابيّ، والحوار البنّاء بوضوح وصراحة، وفهم الدوافع والأسباب والانفعالات، والتقصّي حول أسباب النزاع وطبيعته، ثمّ المساعدة على إيجاد حلول للنزاع واستغلال هذه الفرصة لخلق جوّ من التعاون.

 

هل استخدام الأدوات التكنولوجيّة في التدريس إيجابيّ دائمًا؟ وما حدود استخدامها؟

بالتأكيد، يعدّ استخدام الأدوات التكنولوجيّة في التدريس أمرًا ايجابيًّا عامّةً، ولكن من دون إفراط أو تفريط، أي يجب أن تُستخدَم بعناية، وفي المكان المناسب والوقت المناسب، بهدف جذب اهتمام الطلّاب وتحسين التفاعل وزيادة المشاركة. الأمر الذي يحفِّز الطلّاب على سرعة الفهم والاستيعاب، ولا سيّما في الأمور والمسائل والمفاهيم المجرّدة.

ومع ذلك، هناك بعض السلبيّات التي يجب أخذها بعين الاعتبار، مثل ضمان الاستخدام الأمثل والآمن بطرق علميّة وأخلاقيّة، وفي أوقات مناسبة وضمن شروط معيّنة.

 

هل يشكّل تدخّل الأهل مصدر دعم دائمًا في تعلّم ابنهم؟ وكيف؟ وهل هناك توقيت مناسب لهذا التدخّل؟

صحيح، فتدخّل الأهل يمكن أن يكون مصدر دعم في تعلّم أبنائهم في معظم الأحيان. نعم، يمكن ذلك إذا كانت هناك مناسبة، وتعلّق الأمر بمساعدتهم في دراستهم للاستعداد للاختبارات. يكون ذلك بتوفير متطلّبات الدراسة من بيئة مناسبة، وتوفير جوّ ملائم، وتوفير الموارد اللازمة، والمكان المناسب. وهذا الأمر يتعلّق بالطريقة التي يعتمدها الأهل والتوقيت المناسب لتقديم الدعم.

 

هل تجدين أنّه قد آن الأوان للتخلّي عن الكتاب المدرسيّ بشكل كامل؟ لماذا؟

الحديث عن التخلّي عن الكتاب بشكل كامل سابق لأوانه، فما زال الكتاب المدرسيّ ذا قيمة كبيرة في العمليّة التعليميّة، وما زال يقدم الكثير من المزايا الفريدة من نوعها.

صحيح أنّ الموارد الرقميّة قد أدّت إلى ظهور وسائل تعليميّة جديدة، كالمنصّات الرقميّة والأجهزة واللوحات... وقد تكون أكثر فعّاليّة وجاذبيّة لدى الطلّاب، وقد تسهم في تحسين جودة التعليم، إلّا أنّه من المبكِر التخلّي عن الكتاب. لذلك، من الأفضل البحث عن طرق حديثة توازن بين استخدام الكتاب والمصادر الرقميّة، وتسهّل الدمج بين الاثنين والاستفادة من مزايا كلّ منها وفق الحاجة والإمكانات المتاحة.

 

كم يجب أن تكون مدّة الدوام المدرسيّ اليوميّ برأيك؟

تختلف مدّة الدوام المدرسيّ حسب المرحلة التعليميّة واحتياجات الطلّاب الفرديّة، وحسب المنهج المقرّر وموادّه، وحسب قدرة الطلّاب على الاستيعاب. وعمومًا، يجب أن يكون هناك توازن بين تقديم تعليم فعّال وشامل يستوعبه الطلّاب، ويلبّي حاجاتهم وأعمارهم ويراعي راحتهم وصحّتهم. وهذا لا يقاس بمدّة زمنيّة معنيّة، ولكن يجب أن تكون هناك مرونة في الجدول الزمنيّ وفق قدرة الطلّاب على المتابعة والمشاركة والاستيعاب. وهذا يجب أن يقرّره معلّم كلّ صفّ، مع مراعاة مستوى الطلّاب.

 

صِفي لنا تجربتك في التعليم مُستخدمًا عنوان رواية من الأدب العربيّ أو العالميّ، وأخبرينا عن السبب وراء اختيار هذه الرواية.

لا شكّ أنّ مهنة التدريس مهنة معقّدة، لما تتطلّبه من الجهد والصبر والمهارات المختلفة والمتعدّدة. ومن خلال تجربتي، أرى أنّ إنشاء بيئة تعليميّة صفّيّة داعمة وإيجابيّة من التجارب الناجحة، لأنّها تقوم على الثقة والاحترام المتبادل بين الطلّاب والمعلّم. والحبّ هو الأساس، فهو يمكِّن الطلّاب من الشعور بالأمان والمشاركة الفعّالة، والمزيد من التعلّم، بدون خوف من الفشل. فالطلّاب بحاجة إلى معلّم متفهّم ومستمع موجِّه ومرشد، أكثر منه محاضرًا، وهذا يساعد على بناء علاقات قويّة ويزيد من الدافعيّة والإبداع والابتكار، إذ يصبح المعلّم قدوة ومثالّا. كما يخلق ربط الحياة بالواقع بيئة تعليميّة رائدة ونشطة وجذّابة للطلّاب.