ما الاستراتيجيّة الأكثر فعاليّة التي استخدمتها في الغرفة الصفّيّة، وكيف تجاوب الطلبة معها؟
اعتمدت العديد من الاستراتيجيات التعليمية، كالتعلّم التعاونيّ والتمايزيّ، والتعلّم باللّعب كلعبة الطّابة والكرسيّ السّاخن وأعواد الخشب والكفّ، والتعلم التكنولوجيّ. وكان الطّلبة عند كلّ استراتيجيّة يتجاوبون بفعاليّة ونشاط، خصوصًا إن كان العمل تعاونيًّا، فقد كانوا يحبّون فكرة لعبة الأدوار التي تقسّم في كلّ مرّة بطريقة مختلفة.
كيف توازنين بين توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ، والحفاظ على الجوانب الإنسانيّة والتفاعل الشخصيّ في التعليم؟
يمكن الاعتماد على التوظيف التكنولوجيّ في التعليم من خلال الدّخول إلى مواقع عديدة. واعتماد الذّكاء الاصطناعيّ، مع الانتباه إلى ضرورة تفعيل الجوانب الإنسانيّة لدى التلامذة، لا سيّما الاحترام المتبادل والمحبّة، حتّى لا يُصار إلى استخدام التكنولوجيا بشكل غير مدروس، وبطريقة سيّئة. لذلك، وجب تفعيل الجانب الشخصيّ في التعليم، وذلك عبر المهمّات الأدائيّة التي يعيشها الطّلبة في الحصص التعليميّة، كي يعرفوا أنّ التكنولوجيا مهمّة، وأنّ عملهم الحقيقيّ ومزاولتهم فكرة واقعيّة أمر مهمّ أيضًا.
في بداية المسار المهنيّ في التعليم، يكتشف المعلّمون ممارسة خطأ يرتكبونها عن حسن نيّة، فماذا اكتشفت؟ وماذا فعلت في ذلك؟
في العمليّة التعليميّة التعلّميّة يملّ الطّالب من مادة اللّغة العربيّة، خصوصًا إن كنت تشرح قواعدها. وبالتالي، الخطأ الذي وقعتُ فيه هو أنّني علّمت قواعد اللّغة العربيّة بالطّريقة التقليديّة، بعيدًا من الأفكار الإبداعيّة القائمة على مبدأ التعلّم عبر اللّعب، أو الصفّ المقلوب الذي يقوم على شرح التلميذ للفكرة، والتعقيب عليه، وغيرها من الأفكار التي تلغي الملل الذي قد يحصل. لذلك، عمدت إلى تبديل طريقة تدريسي للقواعد، وأدخلت الألعاب التربويّة والأفكار الإبداعيّة التي تلائم الدّرس المطلوب.
افترضي أنّك تقوم بإعداد ورشة عمل للمعلّمين، ما الموضوعات التي تشعرين بأهمّيّتها لتطوير مهاراتهم التعليميّة، والتفاعل مع الطلّاب؟
الورش التي يفترض العمل عليها، والتي تُسهم في تطوير مهارات المعلّم، ترتبط بطرائق التعليم الحداثيّة والإبداع في استخدامها، وإدخال المسرح في تعليم اللّغة العربيّة، والإدارة الصّفية المبدعة والتفاعل الإيجابيّ.
هل ترين أنّ التشبيك والحوار بين المعلّمات والمعلّمين في العالم العربيّ مهمّ في خضمّ ما يمرّ بهِ التعليم من أزمات؟ وهل تقترحين مبادرةً لتحقيق التشبيك بينهم؟
بالتأكيد، إنّ التشبيك بين المعلّمات والمعلّمين أمر مهمّ، لأنّه يسهّل علينا فهم كيفية التعامل مع الطّلبة في ظلّ التحدّيات الرّاهنة. والاطّلاع على أفكار جديدة مورست في الصّفوف قد يغيّر طريقة تدريس أيّ معلّم، ويسهّل عليه المشكلات التي قد يقع فيها ويعانيها.
لذا، أقترح مبادرة تشبيك عبر الزّوم لطرح أفكار حول كيفيّة العمل مع تلامذة يعانون مشكلات نفسيّة بسبب الأوضاع الرّاهنة، وتناول موضوع كيفية إدخال التكنولوجيا في العمليّة التعليميّة عبر وضع أفكار جديدة غير معتادة وإبداعية، تُسهم في تطوير الأفكار التعليميّة.
كيف تتعاملين مع أولياء الأمور وتشجّعينهم على المشاركة في تعليم أطفالهم؟
أجلس معهم وأعرض نقاط الضّعف التي يعانيها أولادهم، وأحاول إقناعهم بأنّ العمليّة التعليميّة لا يمكن أن تتحسّن إلّا من خلال الثّالوث التعليميّ: المعلّم، المنهج التعليميّ، ووليّ الأمر. فهم المساعدون لنا في البيوت، والميسّرون لاكتساب أولادهم المزيد من المهارات.
كيف تُحافظين على عافيتك وصحّتك النفسيّة في ظلّ التحدّيات المستمرّة؟
أشكر الله أنّه منحني التفكير الإيجابيّ في الحياة، ما يجعلني أرى الإيجابيّات قبل السّلبيّات. وأحمد الله على نعمه الكثيرة التي منحني إيّاها، ما يجعلني أراها دائمًا نصب عينيّ. كما أنّني أقرأ كثيرًا كتبًا ترتبط بالتنمية الذّاتيّة، وأشاهد أحيانًا بعض الفيديوهات المحفّزة للصّحة النّفسيّة.
ما استراتيجيّاتك الشخصيّة لتنظيم الوقت عند تغطية الأعباء المتزايدة؟
أضع خطّة مكتوبة على دفتري الشخصيّ لتنظيم أعمالي، ما يجعلني لا أشعر بالعبء الذي يُفرض عليّ في العمل. إضافة إلى أنّني أمتلك مهارة الأداء السّريع، وذلك يعود إلى خبراتي التعليميّة الطّويلة لما يقارب العشرين سنة. وبالتالي، فأنا منذ الصّباح أعمل على البدء بالأكثر أهمّيّة ثمّ بالأقلّ، وأقسّم العمل على مدار أسبوع كامل.
اذكري أثرًا إيجابيًّا لمهنة التعليم في حياتك الشخصيّة، وآخر سلبيًّا.
الأثر الإيجابيّ أنّه جعلني امرأة صبورة، لأنّني أتعامل مع فئات عمريّة مختلفة، وشخصيّات مختلفة. أما الأثر السّلبيّ فهو أنّني أعمل ليل نهار بلا راحة، لأنّ التعليم مهنة لا تنتهي بانتهاء الدّوام المدرسيّ، كما أنّ التنسيق يحتاج إلى جهد كبير.
ما أطرف حادثة حصلت معك في مسيرتك التعليميّة؟
الحادثة الأكثر طرافة التي واجهتني في مسيرتي التعليمية، أنّني في إحدى المرّات نسيت كتبي ودفتر تحضيري في البيت. وكان عليّ أن أشرح درسًا مهمًّا، ما جعلني أعتمد على أفكاري الخاصّة باعتماد فكرة الصّف المقلوب؛ أي إنّ التلميذ عليه أن يعيش فكرة المعلّم، ويشرح الدّرس بدلًا منّي، وأن أقيّم أداءه وأبدي رأيي بما قدّمه، وقد كانت فكرة رائعة أحبّها الطّلبة ورغبوا في تكرارها.