لو كنت طالبًا اليوم، كيف سيكون شكل التعليم الأحبّ بالنسبةِ إليك؟
إذا كنت طالبًا اليوم وأردت التعلّم، فسيكون الشكل الأمثل للتعليم بالنسبة إليّ هو "التعلّم الذاتيّ"، وهو يعني توفير موارد تعليميّة متنوّعة وسهلة الوصول عبر الإنترنت، مثل مقاطع الفيديو التعليميّة، والمقالات والكتب الإلكترونيّة التي يمكن تحميلها وطباعتها. كما أفضّل بيئة تعليميّة تشجّع على الاستقلاليّة والمبادرة، مع توجيه ودعم من المعلّمين والموجّهين عند الحاجة. العنصر الأساسيّ هو توفير فرص للتفاعل مع الموادّ التعليميّة، وتطبيقها عمليًّا في سياقات حقيقيّة.
إلى أي مدى يمكن التوفيق بين تعليم المهارات الاجتماعيّة وتعليم المعارف العلميّة وفق البرامج التعليميّة الحديثة؟
يمكن توفير التوازن بين تعليم المهارات الاجتماعيّة وتعليم المعارف العلميّة من خلال البرامج التعليميّة الحديثة التي تدمج بين الجوانب العلميّة والاجتماعيّة، أو حتّى تلك المناهج التقليديّة التي يستطيع المعلّم بدوره إدماج هذه المهارات في حصّته التعليميّة، وفق مهارات القرن الحادي والعشرين. يمكن تضمين أنشطة تعاونيّة ومشاريع جماعيّة، ضمن مناهج العلوم والرياضيّات لتعزيز المهارات الاجتماعيّة، مثل التعاون وحلّ المشكلات. كما يمكن تضمين تدريبات الاتّصال والتفاعل الاجتماعيّ في البرامج العلميّة للموادّ الأدبيّة، لتعزيز مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعيّ. هذا التوازن يساعد في تطوير طلّاب متوازنين، يمتلكون المعرفة العلميّة، والمهارات الاجتماعيّة اللّازمة للنجاح في الحياة الشخصيّة والمهنيّة.
كيف تحدّد أهمّيّة دورك، معلّمًا، أمام ما يشهده عصرنا من ثورة الذكاء الاصطناعيّ؟
يتطلّب دور المعلّم في عصر الذكاء الاصطناعيّ فهمًا عميقًا للتكنولوجيا، وتأثيرها في المتعلّم وفي العمليّة التعليميّة. بالإضافة إلى تعزيز التفاعل الإنسانيّ، والتركيز على الجوانب الإنسانيّة للتعليم، مثل: التفاعل الشخصيّ، والدعم العاطفيّ الذي لا يمكن أن يقدّمه الذكاء الاصطناعيّ بالطريقة نفسها، وتعزيز التفكير النقديّ والإبداعيّ، بتشجيع الطلّاب على تطوير مهارات التفكير النقديّ والإبداعيّ، وهي المهارات التي لا يمكن للذكاء الاصطناعيّ استبدالها بالكامل.
متى يكون الإشراف التربويّ مفيدًا للممارسة التعليميّة؟
يكون الإشراف التربويّ مفيدًا للممارسة التعليميّة عندما يكون موجّهًا نحو تحسين الأداء، وتطوير المهارات، ودعم التطوّر المهنيّ للمعلّمين، وتعزيز التواصل. ويمكن أن يشجّع الإشراف التربويّ على التواصل الفعّال بين المعلّمين والإدارة التعليميّة، ما يعزّز التعاون وتبادل الأفكار، والممارسات التربويّة الجيّدة.
ما الأساليب الناجعة، في نظرك، لحلّ النزاعات بين الطلّاب داخل غرفة الصفّ؟ وما الأطراف التي ينبغي أن تشارك في هذه العمليّة؟
التوسّط والوساطة، حيث يمكن للمعلّم أو الناظر القيام بدور التّوسط بين الطلّاب المتنازعين للمساعدة في الوصول إلى حلّ وسط يرضي الجميع. وقد تشمل أطرافًا أخرى، مثل الوالدين، أو المستشار النفسيّ - الاجتماعيّ للمدرسة، إذا كانت النزاعات تتطلّب تدخّلًا إضافيًّا.
هل استخدام الأدوات التكنولوجيّة في التدريس إيجابيّ دائمًا؟ وما حدود استخدامها؟
الأدوات التكنولوجيّة يمكن أن تكون إيجابيّة في التدريس، عندما تستخدم بشكل متوازن وملائم من دون إفراط حتّى لا تشتّت انتباه الطلّاب، وتسهم في نقص التركيز في الحصّة، وعندما تكون متكاملة مع الأهداف والكفايات التربويّة لإشباع حاجات الطلّاب المعرفيّة والتربويّة. كما يجب ألّا يشكّل الاعتماد على التكنولوجيا محاولة لتعويض التفاعل الحقيقيّ بين المعلّم والطلّاب، بل يجب استخدامها كأداة لتعزيز التفاعل، وتحسين تجربة التعلّم.
هل يشكّل تدخّل الأهل مصدر دعم دائمًا في تعلّم ابنهم؟ وكيف؟ وهل هناك توقيت مناسب لهذا التدخّل؟
تدخّل الأهل يمكن أن يكون مصدر دعم قويّ في تعلّم أبنائهم، عندما يتمّ بحكمة وعناية، وعندما يكون متناسبًا مع احتياجات الطلّاب ومستوى استقلاليّتهم. كما يكون تدخّل الأهل أكثر فعاليّة عندما يكون هناك تواصل جيّد بينهم وبين أبنائهم، حيث يتيح ذلك لهم فهمًا أفضل لاحتياجاتهم وتقديم الدعم المناسب.
هل تجد أنّه قد آن الأوان للتخلّي عن الكتاب المدرسيّ بشكل كامل؟ لماذا؟
يمكن أن يكون الحلّ الأمثل هو الاستفادة من مزيج من الوسائل التعليميّة، بما في ذلك الكتب المدرسيّة والموارد التكنولوجيّة الأخرى، مثل اللّوح الذكيّ بهدف توفير تجربة تعليميّة متوازنة وشاملة، تلبّي احتياجات جميع الطلّاب، وتعزّز عمليّة التعلّم بشكل فعّال. وما يزال يعتبر الكتاب المدرسيّ جزءًا مهمًّا من الوسائل التعليميّة، ويوفّر أساسًا قويًّا للمعرفة في العديد من المواضيع.
كم يجب أن تكون مدّة الدوام المدرسيّ اليوميّ برأيك؟
مدّة الدوام المدرسيّ اليوميّ يجب أن تكون متوافقة واحتياجات التعلّم الطلّابيّة، والمتطلّبات الاجتماعيّة والترفيهيّة. برأيي، من الأفضل أن يتراوح الدوام المدرسيّ اليوميّ بين 4 إلى 6 ساعات كحدّ أقصى، وألّا يكون في الصباح الباكر جدًا، على الأقلّ أن يبدأ بين التاسعة والعاشرة صباحًا لضمان توافق نظام صحّيّ وبدنيّ للطالب، إذ يجب أن تكون مدّة الدوام المدرسيّ متوافقة مع احتياجات الصحّة العامّة للطلّاب، بما في ذلك النوم الكافي، والنشاط البدنيّ. كما أرى أنّه من الضروريّ الموازنة بين العمليّة التعليميّة والترفيهيّة، فمن الأفضل أن تكون مدّة الدوام المدرسيّ كافية لتلبية احتياجات التعلّم الأكاديميّ والتطوير الشخصيّ، وفي الوقت نفسه يجب أن تترك مساحة للنشاطات الترفيهيّة والاجتماعيّة، وكذلك المتابعة التعليميّة للطالب بعد المدرسة.
صِف لنا مسار التعليم في مدرستك مُستخدمًا عنوان رواية لذلك، وأخبرنا عن السبب وراء اختيار هذه الرواية.
تجربتي في التعليم قد تُشبه بعض الجوانب التي تمثّلها رواية "هكذا تكلّم زرادشت" لنيتشه. فهذه الرواية تتناول الفلسفة والفكر بشكل مُلهم ومحفّز للتفكير العميق، وهو ما يعكس تجربتي في التعليم التي كانت محفّزة للاستكشاف والتحليل. بالإضافة إلى ذلك، تتحدّث الرواية عن مسارات التفكير المختلفة، وتحدّي الافتراضات المسبقة، وهو ما يُشبه تجربتي في التعلّم والتعليم، حيث كنت أبحث دائمًا وطلّابي عن فهم أعمق وأوسع للمواضيع التي درّستها. أمّا بالنسبة إلى سبب اختيار هذه الرواية، فقد جذبني عنوانها البسيط، مع عمق المعنى الذي ينطوي عليه. وتمثّل الرواية تحدّيًا فلسفيًّا مثيرًا، وهو ما دفعني لاختيارها للتعبير عن تجربتي في التعليم ومهارات التفكير.