كالغيث، كن أملًا
كالغيث، كن أملًا
2024/09/04
نسرين جميل قزعاط | معلّمة كيمياء - فلسطين

في ظلّ حرمان أطفالنا من التعليم، واستهداف الاحتلال للمدارس، واستخدام ما لم يُستَهدف منها مأوًى للأهالي، ومع الشغف الكبير للعمل والمبادرة وخدمة المجتمع؛ كان لا بدّ من وقفة جادة للبدء فورًا بترميم ما يمكن ترميمه، وعودة التعليم ولو بشكل جزئيّ، بغية تخفيف جروح وتضميد أخرى، وبثّ الأمل في روح أطفالنا.

أطلقتُ مبادرتي التعليميّة تحت عنوان "كالغيث كن أملًا". كانت البداية بتاريخ 5 فبراير في مدينة غزّة، قبل النزوح إلى الجنوب. استهدفت المبادرة طلًابًا وطالبات في الزيتون، منطقتي، فاستقبلتهم في بيتي، حيث بدأت معهم بالدعم والتفريغ النفسيّين، والاستماع إلى قصصهم وحكاياتهم.

لكن، لم يدم الحال طويلًا؛ ففي تاريخ 20 فبراير حاصرت الدبابات الإسرائيليّة منطقة الزيتون، الأمر الذي أجبرنا على النزوح قسرًا إلى الجنوب. حزمت معي، في ما حملت، الأمل وعدم الرضوخ لليأس، فأكملت المبادرة في مدينة رفح الصمود، حيث رأيت في أعين الطلّاب التعطّش للعودة إلى التعليم. وبدأت الرحلة من جديد: التفريغ النفسيّ والألعاب التربويّة، مرحلة أولى؛ ثمّ مراجعة أساسيّات التعليم، مرحلة ثانية. تمّ ذلك في مخيّمات النزوح، مصحوبًا بلهفة الطلاب لوقت النشاطات، وتسابقهم للوصول قبلي إليها. ولكن، عدوّ الحياة يكرهها، فلم يدم الحال طويلا، حيث أعلن الاحتلال عن عمليّة عسكريّة في رفح.

في 9 مايو نزحنا مرّة أخرى من رفح إلى دير البلح. ولأنّ رسالتنا رسالة الأنبياء، لم أستسلم لليأس والإحباط: بحثت عن مكان لإكمال مبادرتي، فكانت مدرسة دير البلح للتدريب المهنيّ. هناك التقيت بعشرات الطلّاب والطالبات المفعمين بالحيويّة، المصرّين على التعلّم.

هل سنبقى هنا؟ لا أعرف... لكنّني كالكثيرين والكثيرات من أبناء شعبيّ التربويين، لن أتوقّف؛ فأيّ شكل من أشكال الحياة مقاومةٌ.

بما تيسّر، أعمل مع طلّاب وطالبات من المرحلتين الابتدائيّة الإعداديّة.

أمّا أهداف المبادرة، فهي:

  • - تهيئة الطلّاب نفسيًّا ووجدانيًّا واجتماعيًّا.
  • - مراجعة أساسيّات اللغة العربيّة والرياضيّات واللغة الإنجليزيّة للمرحلة الأساسيّة.
  • - تدريس مادّة العلوم للمرحلة الإعداديّة.
  • - التثقيف الصحّيّ والسلوكيّ.
  • - غرس العادات الاجتماعيّة الفاضلة.
  • - ولتحقيق ذلك أقوم بأنشطة متعدّدة، منها:
  • - استخدام استراتيجيّات التعلّم النشط في التدريس والألعاب التربويّة.
  • - تنفيذ أنشطة للتفريغ والدعم النفسيّ والعاطفيّ للأطفال، وجلسات دعم فرديّ .
  • - تنفيذ ورشات صحّيّة وتثقيفيّة.
  • - تنفيذ ايّام ترفيهيّة مفتوحة للأطفال.