شيماء عادل ذكي- معلّمة لغة عربيّة- مصر
شيماء عادل ذكي- معلّمة لغة عربيّة- مصر
2024/08/29

ما الاستراتيجيّة الأكثر فعاليّة التي استخدمتها في الغرفة الصفّيّة، وكيف تجاوب الطلبة معها؟

بفضل الله، أحرص على تطبيق استراتيجيّات التعلّم النشط مع طلّابي، وقد نفّذت معظمها تقريبًا. من بين الاستراتيجيّات التي تجاوب معها طلّابي بشكل كبير، استراتيجيّة  XO؛ فقد استخدمتها في الصفّ الثاني الثانويّ مع الطلّاب والطالبات. صمّمت لوحة خاصّة تحتوي على بعض الأسئلة خلف بطاقات XO لتطبيقها على الدرس بعد الانتهاء منه، وقد لاقت استحسان الطلاب، وسارعوا إلى المشاركة فيها.

أيضًا، من الاستراتيجيّات التي أثّرت في صفّي، وساعدت الطلّاب على الثقة بالنفس واستيعاب المعلومات بطريقة جديدة، استراتيجيّة لعب الأدوار. كثيرًا ما كنت بعد الانتهاء من شرح الدرس، أنتدب بعض طلّابي لتقمّص شخصيّة المعلّم ونتبادل الأدوار. كانت هذه الاستراتيجيّة محبّبة عند نفوس طلّابي، وكانوا يتنافسون على القيام بدور المعلّم، وإدارة الصفّ، وتوزيع المهام بين الطلّاب الآخرين.

 

كيف توازنين بين توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ، والحفاظ على الجوانب الإنسانيّة والتفاعل الشخصيّ في التعليم؟

من الضروري للمعلّم الناجح مواكبة العصر، فنحن في زمن التكنولوجيا. لذلك، حرصت على استخدامها بشكل منضبط وعادل في العمليّة التعليميّة، من خلال العروض التقديميّة وألعاب "الباوربوينت"، وطلبت من طلّابي إجراء بعض الأبحاث باستخدام الإنترنت والذكاء الاصطناعيّ. ومع ذلك، حرصت على ألّا يطغى هذا على شخصيّتي في الصفّ وتفاعلي مع الطلّاب. فالحصّة تسير بشكلها الطبيعيّ، بدءًا من تهيئة الطالب لموضوع الدرس وجعله يستكشف القاعدة بنفسه.

استخدامي للتكنولوجيا ليس إلّا أداة لتعزيز تعلّم الطلّاب؛ فهي وسيلة وليست غاية.

 

في بداية المسار المهنيّ في التعليم، يكتشف المعلّمون ممارسة خطأ يرتكبونها عن حسن نيّة، فماذا اكتشفت؟ وماذا فعلت في ذلك؟

خبرتي في التدريس تجاوزت عشر سنوات، وبالتأكيد إذا قارنت بين شخصيتي المهنيّة والتربويّة الآن وما كانت عليه قبل عشر سنوات، سأجد اختلافًا كبيرًا وبونًا واسعًا. على سبيل المثال، كنت أظنّ في الماضي، أنّ المعلّم يصبح ناجحًا بمجرّد توصيله للمعلومة بطريقة صحيحة، وأن يكون شرحه ممتعًا فقط، وكأنّ الهدف هو التفوّق في الجانب التعليميّ والمادّة الدراسيّة. لكنّني أدركت الآن أن هذه فكرة خاطئة عن المنظومة التعليميّة.

هدفي الآن تخريج طلّاب أسوياء نفسيًّا ونافعين مجتمعيًّا، وأن أترك أثرًا ملموسًا وعلامة واضحة وفارقة في شخصيّاتهم.

 

افترضي أنّك تقوم بإعداد ورشة عمل للمعلّمين، ما الموضوعات التي تشعرين بأهمّيّتها لتطوير مهاراتهم التعليميّة، والتفاعل مع الطلّاب؟

إذا قمت بإعداد ورشة تفاعليّة للمعلّمين، فإن هناك موضوعات عدّة أودّ تناولها، منها:

  • - ورشة تدريب للتدريس الإبداعيّ.
  • - مهارات إدارة الصفّ والتفاعل مع الطلّاب.
  • - استخدام الذكاء الاصطناعيّ في مهنة التعليم.
  • - إعداد برنامج تأهيلي للمعلّمين الجدد.
  • - استخدام استراتيجيّات التعلّم النشط في التدريس.

 

هل ترين أنّ التشبيك والحوار بين المعلّمات والمعلّمين في العالم العربيّ مهمّ في خضمّ ما يمرّ بهِ التعليم من أزمات؟ وهل تقترحين مبادرةً لتحقيق التشبيك بينهم؟

نعم، بالطبع، يتطوّر الفرد من خلال تجارب الآخرين، لا سيما في العمليّة التعليميّة. التعليم في العالم العربيّ ما زال متأخّرًا نسبيًّا مقارنةً بالدول الأوروبّيّة. ما يعزّز كفاءته هو الاطلاع على التجارب المختلفة، ومعرفة نقاط الضعف والقوّة، وقراءة تجارب العمليّة التعليميّة في مختلف الأقطار العربيّة. وهذا ما نلاحظه بشكل ملموس في المنهجيات التي نقلت إلينا رؤى المعلّمين من مختلف الدول العربيّة.

 

كيف تتعاملين مع أولياء الأمور وتشجّعيهم على المشاركة في تعليم أطفالهم؟

يجب علينا توعية ولي الأمر بدوره في العمليّة التعليميّة، والتعاون معه في مساعدة الطلبة على الارتقاء بمستواهم التعليميّ وحلّ مشكلاتهم.

في البداية، كمعلّمة، إذا واجهت مشكلة مع الطلبة وحاولت التغلّب عليها بمفردي من دون أن أجد حلًّا جذريًّا، فإنّني أتّصل بولي الأمر وأعرض عليه المشكلة لنتعاون معًا على حلّها.

على سبيل المثال، كنت أعاني مع أحد طلّابي في المرحلة الثانويّة مشكلةَ النوم أثناء الحصّة. في البداية، كنت أجعله يخرج ويغسل وجهه ثمّ يعود إلى الصفّ، ولكن من دون جدوى. وعندما تواصلت مع والدته وأخبرتها المشكلة، تبيّن أنّه كان يسهر مع هاتفه طوال الليل. بدأت الأمّ بحل المشكلة في المنزل، وبالفعل، أصبح الطالب يأتي إلى الصفّ منتبّهًا بعد أن حُلّت المشكلة من البيت.

 

كيف تُحافظين على عافيتك وصحّتك النفسيّة في ظلّ التحدّيات المستمرّة؟

المعلّم من أكثر الفئات المجتمعيّة استهلاكًا، صحّيًّا ونفسيًّا. حيث يتعرّض إلى الإجهاد النفسيّ والعصبيّ بشكل كبير. ولكن إذا تعاملت مع التدريس على أنّه رسالة وليس مجرّد مهنة، فإنّ الأمور تصبح أكثر هدوءًا.

من الضروريّ الاهتمام بجوانب الحياة المختلفة مثل الأسرة، وتخصيص وقت للأنشطة الرياضيّة. كما تجب الاستفادة من الإجازة الصيفيّة، لأخذ فترة استجمام وفصل مؤقّت من العمليّة التعليميّة، واستغلالها أيضًا لتطوير الذات.

 

ما استراتيجيّاتك الشخصيّة لتنظيم الوقت عند تغطية الأعباء المتزايدة؟

أوّلًا، يجب تحديد الأولويات، أي ما هو الأهمّ ثمّ المهمّ، ووضع أهداف للأعباء المطلوبة. أحاول أخذ استراحة بين المهام الموكلة إليّ، وأضع جدولًا زمنيًّا محدّدًا لانتهاء هذه الأعمال.

 

اذكري أثرًا إيجابيًّا لمهنة التعليم في حياتك الشخصيّة، وآخر سلبيًّا.

الأثر الإيجابيّ هو شعوري بأنّ حياتي ومهنتي لهما هدف سامٍ، وأنّني أسهم في بناء الأشخاص وأحتسب عملي لله. أمّا الأثر السلبيّ، فهو بالتأكيد في الصحّة العامّة، ويشمل الصداع وغيره من الأمراض المصاحبة للتدريس.

 

ما أطرف حادثة حصلت معك في مسيرتك التعليميّة؟

بعد تخرّجي، وفي أوّل عمل لي، كنت أرتدي عباءة زرقاء، ولم أفطن إلى أنّ هذا الزيّ ليس مناسبًا لأنظمة المدرسة الرسميّة للفتيات. بينما كنت أقف في فناء المدرسة، فوجئت بمعلّم يصرخ في وجهي طالبًا منّي بسرعة التوجّه إلى فصلي. حاولت أن أردّ عليه، لكنّه لم يعطني الفرصة. عندما صعدت إلى مكتبي، تفاجأ المعلّم أنّني زميلته، وظلّ يعتذر لي لمدّة طويلة.