كيف تتخيّل شكل التّعليم لو لم يكن هُناك مدارس؟ وما هو مستقبل المدرسة كمكانٍ، خصوصًا بعد تجربة التّعليم عن بُعد؟
لربما حضر التعليم كنشاط معرفيّ مارسه الإنسان، قبل وجود المدارس، كما أنّ المدارس، بشكلها الحاليّ، وجدت نتيجة للتطوّر البشريّ، وفي اعتقادي أنّ هذا التطوّر بإمكانه أن يحسم حاجة وجود أو عدم وجود المدرسة. ولا أظن أنّ تجربة التعليم عن بُعد يمكن أن تؤثّر على مستقبل المدرسة كمكان؛ حسابات الإنسان وأولوياته هي من يتحكّم في المعادلة، لأنّ التعليم عن بُعد، باعتباره خيارًا بيداغوجيًّا كان متوفّرًا قبل الجائحة، فعلًا أنّ الأخيرة أتاحت إمكانيّات كثيرة للتأكّد من نجاعته، لكن مرّة أُخرى، الذي يقرّر هو الإنسان، من خلال حساباته وترتيباته القادمة.
ما هي أوّل نصيحة تنصح بها مُعلمًا جديدًا؟ لماذا؟
لا أحب أن أنصح، ولو حدث، فستكون: ارتكب ما استطعتَ من أخطاء؛ بحذر ومبدئيّة في التجويد، لصناعة الأفضل دومًا.
ما هو تعريفك للدهشة؟ وكيف وصلت إلى هذا التّعريف؟
نشوة هائلة. ما يدهشنا حقًّا، هو ما يغمرنا بمنسوب كافٍ من النشوة الماتعة. أتصوّر أن هذا يحدث مع كل انفعال (إيجابيّ) جميل، ففي الانفعال السلبيّ لا تحصل، لي على الأقلّ، دهشة، قد أستشعر اشمئزازًا أو خوفًا. هكذا، تنقل الدهشة صاحبها من وضع وجدانيّ عاديّ مستقرّ، إلى وضعٍ عالٍ من الانفعال الجميل. في السياق التعليميّ، تدهشني كل عبارة جميلة في النصّ، أو صورة لافتة تذيل فقرة، إجابة أو سؤال متقن من متعلّم يمكن أن يدهش بشكلٍ قويّ.
ما هي مصادر الإلهام في مسيرتك التعليميّة؟ لماذا؟
أساتذتي العظماء، من درّسوني أو من قرأت لهم وعنهم، كلّ عبقريّ في التاريخ أتصوره مدرّسًا ناجحًا حتى ولو لم يُمَكّن من قسمٍ وطلّاب. والعوالم حولي في فضاء القسم مصدر إلهام كريم، كلّ تفصيل صغير في القسم وحوله، يمكن أن يخلق داخلي هزّات كبيرة ويصرفني لإشراقات كثيفة (النصوص، الإجابات، الملامح، التفاعلات، الجمادات)، أحرص كثيرًا على لفت انتباه طلّابي لهذا، وكثيرًا ما يستغربون: ما يثيرك يا أستاذ في تلك النبتة؟ أو لماذا تلوح لغروب الشمس من النافذة؟ مع المدّة يألفون سلوكي الغريب ذاك، في استمداد الإلهام من كل شيء حولي.
من هو الطّالب المُتميّز برأيك؟ لماذا؟
الحكيم لا الناجح، المتحمّس لا المتقدّم، المحاول لا المُصيب. أحتفي أكثر بالعناصر التي تعيش في المنطقة الرماديّة في القسم.
حسب معاييرك، كيف تصف المُعلّم المُلهم؟
مُعلّم بعيد عن النمطيّة ميّالٌ للمغايرة والاختلاف، يقرأ كثيرًا، ويبدع أكثر، يبدع في كل شيء باستثنائيّة ذاتيّة خاصّة، في كل تماسٍّ مع طلّابه يلمس هؤلاء فيه تميّزًا وفرادة وإبداعًا.
ما هو الموقف الذي تندم عليه في مسيرتك التعليميّة؟
كلّ جملة نطقتُ بها ولم تكن ذات وقعٍ مفيدٍ على سامعيها من طلّابي.
برأيك، كيف تؤثّر علاقة الإدارة بالمُعلّم على مسيرتهِ؟
المدرسة ورشة إبداع نسقيّ، كلّما كان الأداء منسجمًا كانت النتيجة جيّدة، والعكس يمكن أن يكون صحيحًا.
ما الذي تُريد أن تمحوهُ من طريقة التّدريس والتّقييم في مدارس اليوم؟
الكتابة الكثيرة في السبورة، الحشو الممل، الإملاء.
ما هو الكِتاب الذي لهُ تأثير كبير عليك وعلى تجربتك في الحياة؟
قد يكون ديوان أحمد بن الحسين، أبي الطيّب المتنبّي.