برأيك، ما هو دور سياسات المدرسة وإدارتها في خلق الجوّ الملائم لتكامل العمليّة التعليميّة؟
لكي تقوم إدارة المدرسة بإنجاح سعيها لإنجاح العمليّة التعليميّة، عليها أن تبادر إلى تحقيق مجموعة من العمليّات: التخطيط والتنظيم والتنسيق والاتّصال والتقويم، وإلى تفعيل دور التفاعل النشط المتبادل بين الإدارة والمعلّمين بشكل خاصّ، وبين المعلّمين والطلّاب بشكل عامّ.
بالعودة إلى التعليم الوجاهيّ، ما الممارسات والتقنيّات التي استعملتها في التعليم عن بُعد وأبقيت عليها الآن؟
محاولة إشراك جميع المتفاعلين في الحصّة قدر الإمكان، وترك وقت محدّد للأسئلة والمناقشات، واعتماد الفيديوهات التفاعليّة.
كيف تخاطِب الاهتمامات المتعدّدة للمتعلّمين، لا سيّما الشغوفون منهم بالفنّ والموسيقى والرياضة؟
الاهتمام المبالغ فيه، أحيانًا، بالأمور الجانبيّة يؤثّر بشكل سلبيّ وواضح في الأهداف الأساسيّة والمهمّة، لكن على الرغم من أنّ بعض الأمور لا تكون من صلب العمليّة التعليميّة، إلّا أنّ ذلك لا يمنع من اعتبارها منفسًا للمتعلّم من الضغوط التي قد يواجهها في حياته اليوميّة.
بهذا المعنى هي مهمّة، وكما ذكرت فهي تعتبر منفسًا للمتعلّم، مع الانتباه إلى أدائها في الأوقات المناسبة التي لا تتعارض مع السعي لتحقيق الأهداف. ذكرت ذلك لتجربة حدثت معي عندما كنت طالبًا في الصفّ الثالث المتوسّط، حيث أبديت اهتمامًا كبيرًا حينها بلعب كرة القدم ومشاهدتها، فكان لذلك أثر سلبيّ واضح في دراستي، وتدنّي مستواي الدراسيّ.
هل متابعة مستجدات علوم التربية شرط وحيد للمعلّم الناجح؟ لماذا؟
لا ليست الشرط الوحيد، بل هنالك أمور أخرى تجعل المعلّم ناجحًا، من غير أن نقلّل من أهمّيّة متابعة مستجدّات التربية. المعلّم الناجح يبحث عمّا هو جديد، فهو يحاول تطوير نفسه من خلال البحث والكشف عن أساليب جديدة تساعده في نجاح مهامه وتفعيل دوره. والمعلّم الناجح يكون مثقّفًا ملمًّا بالكثير من الأمور، فلا يكفي أن يكون معلّمًا للرياضيّات، وجاهلًا كلّ ما يحدث من حوله؛ قراءة الجرائد، وتصفّح المواقع الإخباريّة، والاطلاع على المستجدّات التكنولوجيّة أضحت واجبًا على كلّ معلّم.
ما التغيّرات التي لحظتها عند الطلبة بعد تجربة التعليم عن بعد؟ وكيف تستثمر هذا التغيّر في تجديد مقاربتك التعليميّة؟
قد لاحظت على الطلّاب الذين يعانون من الرهاب الاجتماعيّ، أو صعوبة تكوين الصداقات في فترة التعليم الحضوريّ، تغيّرًا إيجابيًّا كبيرًا في سلوكهم؛ فقد أثّر ابتعادهم عن الضغط الاجتماعيّ، وانعدام ملاحظات المقرّبين إليهم في مستوياتهم التي تقدّمت بشكل مستمرّ. وبات دورنا تعزيز هذا التقدّم، والمحافظة عليه باستخدام طرق تدريس أو تقنيّات تعليم تساعدهم في المشاركة في العمليّة التعليميّة التي تقدّم لهم مساحة للتعبير والشرح، من دون خوف أو مراقبة من حولهم.
وكذلك الأمر مع الطلّاب ذوي النشاط الزائد، والذيم كان يصعب ضبطهم في الحصص أيّام التعليم الحضوريّ، لوجودهم برفقة زملائهم. فقد لحظتُ تغيّرًا كبيرًا وإيجابيًّا في سلوكهم خلال التعليم عن بعد؛ فبقاؤهم بمفردهم كان له الأثر الأكبر في زيادة إنتاجيّتهم من دون تشتيت من زملائهم المقرّبين.
إلّا أنّ مجموعة من الطلّاب انخفضت مستوياتهم كثيرًا خلال فترة التعليم عن بعد، مقارنة بفترة التعليم الحضوريّ. ويكمن السبب في أنّ هذه المجموعة ترتفع مستوياتهم خلال التعليم التعاونيّ برفقة زملائهم في الفصل. لذا، تجب مراعاة هذا الجانب، وتقديم بعض الأنشطة الجماعيّة، واعتماد غرف التعليم التعاونيّ المصغّرة لمساعدتهم.
من هو الطالب الشغوف بالتعلّم؟ وكيف توظّف هذا الشغف في مادّتك أو الحصّة الدراسيّة؟
الطالب الشغوف بالتعلّم هو الطالب المحبّ للمادّة أو الحصّة بشكل خاصّ، والطالب الطموح صاحب الأهداف التي يريد تحقيقها بشكل عامّ. يوظَّف هذا الشغف في الحصّة لإثارة دافعيّة الطلّاب الآخرين.
ما رأيك في ارتداء الطلّاب الزيّ الموحّد؟
الزيّ الموحّد:
- - يساعد في التركيز على الدرس وعدم الانشغال بالاهتمام بالمظهر الخارجيّ أمام الزملاء.
- - يقلّل من التنمّر والفوارق الاجتماعيّة، حيث يولّد اهتمام بعض الطلّاب بالمظهر الخارجيّ الفوارق الطبقيّة بينهم وبين زملائهم.
- - يعزّز المسؤوليّة الاجتماعيّة تجاه المدرسة؛ التشابه في الزيّ يجعلهم في بيئة من الاهتمام والاحترام، ويزيد من ثقتهم، ما يجعلهم يحملون مسؤوليّة اجتماعيّة تجاه المدرسة.
- - يجعل الطلبة أكثر انضباطًا والتزامًا بالقواعد، ليس فقط في المدرسة بل خارجها أيضًا.
ما مُمارساتك اليوميّة التي توظّفها لتحقيق الرفاه المدرسيّ؟
تبادل الحديث والآراء مع المعلّمين، وفتح نافذة حوار مع التلاميذ للتخفيف عن ضغوطاتهم النفسيّة.
ما مجالات التطوير المهنيّ التي تطمح أن تشارك بها؟ لماذا؟
أنا كمعلّم أسعى كي أكون ناجحًا. من هنا أطمح إلى اكتساب مهارات وخبرات جديدة في العمل، وأن أشارك في ندوات وورش، وأسعى للمُشاركة في دورات تدريبيّة عن تطوير المهارات العمليّة، ومتابعة برامج متخصّصة. وبالإضافة إلى ذلك، أرغب في اتِّباع دورات لتطوير مهاراتي الحياتيّة، من أجل تحسين قدرتي على حلّ المشكلات، وقدرتي على التواصل مع الآخرين، وتحسين مهاراتي القياديّة لتطوير قدرتي على اتِّخاذ القرارات الصحيحة في مجال عملي.
بماذا تنصح شخصًا يريد أن يصبح معلّمًا؟
تتطلّب مهنة المعلّم الحبّ والحماس، وأن تتّخذ منها هوايتك المفضلة قبل أن تكون مهنتك. وفي التدريس كن أنت الطالب والمعلّم، إذ تتطلّب هذه المهنة التحلّي بالصبر والمثابرة، والسعي الدؤوب والمستمرّ إلى تطوير نفسك.