بدلًا من القيام بنشاطات كسر الجليد، يمكن للميسّرين تقديم أنشطة تشجِّع المشاركين على إقامة روابط حقيقيّة مع بعضهم.
بقلم كين شيلتون
8 تمّوز/ يوليو 2024
من المقرّر عقد اجتماع أو ورشة عمل، يتمحور الغرض العامّ منها حول بناء الفريق، أو بناء الثقافة وفق بعض الاختلافات. يهيّئ الميسِّر الأجواء بقوله: "حسنًا، لكي نتعرّف إلى بعضنا بعضًا تعرّفًا أفضل، سنقوم بنشاط كسر الجليد". في هذه اللحظة، قد تواجه أنت والمجموعة طوفانًا من المشاعر تتراوح بين الحماس، واللامبالاة، والكآبة، أو حتّى القلق.
غالبًا ما يظهر هذا الشعور الأخير، القلق، بطرائق مثل التردّد في المشاركة، أو ما هو أسوأ، في موقف تكون فيه "متطوّعًا" (من دون خيار) بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، كون مشاركتك مطلوبة. نظرًا إلى أنّني مررت بكلّ ما سبق مرّات أكثر ممّا أودّ أن أحصي، فقد قرّرت، منذ عدّة سنوات، ألّا أقود أيّ نشاط كسر جليد في عملي. أدّى ذلك إلى تحوّل واضح من تكسير الجليد إلى بناء المجتمع.
نشاط كسر الجليد، غالبًا، لا يحقِّق المرجوّ
يُعرَّف كسر الجليد عامّةً بأنّه أنشطة أو ألعاب مصمَّمة لبثّ جوّ من الدفء بين المشاركين في الاجتماع، أو ورشة العمل، أو مناسَبة معيّنة. هدفه الأساسيّ تخفيف التوتّر الأوّليّ أو الإحراج بين المشاركين الذين قد لا يعرفون بعضهم، أو لإضفاء الحيويّة إلى المجموعة.
لكن، غالبًا ما يحيد كسر الجليد عن مساره. وسألقي نظرة على كيفيّة حدوث ذلك، أو لماذا اخترت عدم القيام بذلك.
- - الوقت: غالبًا ما تكون الأنشطة مختصرة جدًّا من حيث البنية والشكل، حيث تُتّبَع مجموعة محدّدة من القواعد والمهمّات التي لا بدّ أن تناسب فترة زمنيّة قصيرة.
- - المشاركة: نظرًا إلى أنّ الأنشطة، في كثيرٍ من الأحيان، تخلق شيئًا مثل أخلاقيّات تأثير العربة، فتكون المشاركة - غالبًا - سطحيّة. بل يكمن الخطر في كون المشاركات استعراضيّة والعلاقات الناتجة غير جدّيّة، بدلًا من السماح للروابط بأن تتطوّر تطوّرًا عضويًّا.
- - التفاعل: في أغلب الأحيان، لا يكون مستوى التفاعل ذا صلة بهدف التجمّع. ويشكّل هذا خطرًا حقيقيًّا يتمثّل بإثارة قلق الانطوائيّين والأعضاء الأكثر تحفّظًا في المجموعة. وبصراحة، أن يُجبر الأفراد على كشف تفاصيل دواخلهم قد يتطلّب مستوى أعلى من الإجهاد العاطفيّ بالنسبة إليهم، مقارنةً بمعظم الأشخاص الآخرين.
- - حركة المرّة الواحدة: عادةً ما يُجرَى كسر الجليد في بداية التجمّع، ونظرًا إلى العوامل المذكورة أعلاه، نادرًا ما يؤدّي إلى أيّ ديناميكيّة جماعيّة ذات معنى تتجاوز النشاط نفسه.
التركيز على السمات التي تبني المجتمع
أُفضّل الانخراط في الأنشطة التي تبني المجتمع. تهدف هذه الأنشطة المصمّمة بعناية ودقّة إلى تنظيم معنى أعمق للرابط المشترك بيننا والغرض من التجمّع، وخلق التماسك الجماعيّ، وتعزيز روح الدعم الحقيقيّة.
- - الهدف المتعمّد والموجَّه: لكلّ نشاط هدف واضح يتوافق مع أهداف تجمّعنا التي صُمِّمت لتكون متاحة، وشاملة، وتراعي الفروقات الفرديّة في الغرفة.
- - التفاعل الهادف والمقصود: يُشجِّع بناة المجتمع المشاركين على الانخراط في مناقشات هادفة وأكثر إبداعًا، إلى جانب التعاون الهادف، لكن بمشاركة طوعيّة (وهذا أمر أساسيّ). من جانب آخر، عادةً ما يكون التعاون أفضل عندما يكون طوعيًّا، وحين تُصمَّم التفاعلات للسماح بدرجات متفاوتة من مشاركة الخبرات الشخصيّة، والخواطر، والأفكار، وأهداف النشاط.
- - المشاركة: صُمِّمت الأنشطة لتأخذ المشاركين إلى تفاعلات هادفة تتماشى مع استثمار / ملكيّة التعلّم ضمن النشاط. غالبًا ما يُشار إلى هذه الديناميكيّة بالوكالة.
- - المرونة والإبداع: يجب أن تتمتّع الأنشطة التي تنفّذها دائمًا بالمرونة والإبداع. كذلك، عند تصميم النشاط، من المهمّ أن يكون النشاط غير محكوم بالرأي، أي خاليًا من أيّ تقييم متحيّز، أو أخلاقيّ، أو إبداعيّ، أو معياريّ مقصود. هذا النشاط موجَّه نحو الفعل، وهو غاية بحدّ ذاته.
كيفيّة تصميم نشاط مفيد لبناء المجتمع
إذا كنت ميسّرًا، ابدأ الأمر بالمقصد: ما الذي ترغب في أن يشعر به المشاركون؟ ما الذي ترغب في أن يحقّقه المشاركون؟ كيف يرتبط هذا الإنجاز بالسبب وراء تجمّع المجموعة في المقام الأوّل؟ بمجرّد الإجابة عن هذه الأسئلة التصميميّة، تتكوّن الأسئلة اللاحقة: هل يمكن للجميع الوصول إلى النشاط؟ هل اتّبعت نهجًا وتصميمًا أشمل وأوعى؟ ما العوائق التي يمكن أن أتوقّعها، وبالتالي أضعها في الاعتبار قبل النشاط؟ هل تعوق القدرة، أو العرق، أو الجنس، أو الخلفيّة الشخصيّة، النشاطَ؟
بعد ذلك، من المهمّ التواصل بشأن الهدف وروح التجمّع، مع التركيز على أهمّيّة الاستماع والتواصل النشط. كثيرًا ما أشارك أنّنا في مساحاتنا نحمل تجاربنا في حقيبة غير مرئيّة، وهدفنا منح أنفسنا والآخرين النعمةَ.
إحدى الطرائق الهادفة للقيام بذلك، تشجيع الأسئلة المفتوحة التي تدعو إلى إجابات متأمّلة، وتسمح للمشاركين باستخدام وكالتهم، ومشاركة وجهات نظرهم إلى الحدّ الذي يرغبون فيه. أمّا آخر ما تجب مراعاته فهو العنصر التواصليّ الأساسيّ للتغذية الراجعة. في هذا السّياق، أفضل مميّزات عندي هي الضحك والابتسامات. في كثيرٍ من الأحيان، تكون التغذية الراجعة أفضل في ما تلاحظه، بدلًا ممّا يُقال لك.
إذًا، كيف يبدو كلّ هذا على أرض الواقع؟ على الرغم من أنّني صمّمت العديد من الأنشطة المختلفة، إلّا أنّ أحد الأنشطة المفضّلة لديّ مهمّةُ تصميم "الميم" (Meme).
الإعداد
أُعِدّ مجموعة من الشرائح القابلة للمشاركة التي تمثّل مسار النشاط، أُضمّن العديد من الشرائح التي تعرض "الميم" الشائعة، وكيف يبدو تصميم "الميم"، وأنواع الصور الأكثر استخدامًا فيها، وشريحة فارغة يمكن استخدامها، وبضع شرائح تحتوي على صور يمكن استخدامها كخيار. وأخيرًا، شريحة تحتوي على روابط عدّة مواقع إلكترونيّة تحتوي على قوالب "الميم". الهدف الأساسيّ هنا تقديم التوجيه، وإزالة أيّ عوائق استباقيّة للبدء. يُشجَّع المشاركون على العمل في أزواج أو مجموعات، من غير أن يكونوا ملزمين بذلك.
في هذا الإعداد، كثيرًا ما يسألني الأشخاص عن الموضوع الذي يجب عليهم اختياره. ولكي ينجح هذا النشاط على أكمل وجه، أنصحهم دائمًا باختيار موضوع يتردّد صداه معهم أو يُلهم إبداعهم.
التعليمات
الغرض من النشاط استكشاف الإبداع قدر الإمكان. نعم، من المحتمل أن يكون هناك الكثير من المحادثات، والضحك، والأفكار المتبادلة. ولكن في هذا النشاط، تُزال الحواجز التي تحول دون الإبداع، وتُتاح الديناميّات الطبيعيّة للمجموعة من دون تدخّل، والاختيار متروك للأفراد أن يكونوا جزءًا من زوج أو مجموعة. وهذا يقلّل من احتماليّة حدوث القلق.
يستغرق النشاط عادةً حوالي 20-25 دقيقة، وبمجرّد اكتمال التصميم، يقدِّم الأفراد والمجموعات تصميماتهم في معرض، حيث يمكن للجميع مشاهدتها.
النتيجة والتأمّل
عندما يكون ذلك ممكنًا، نناقش العمليّة ونشارك أيضًا ردود الفعل على "الميم" الموجودة في المعرض. أثناء فترات الاستراحة في ورش العمل، غالبًا ما أضع معرض "الميم" على الشاشة تلقائيًّا، ليكون بمثابة تذكير بالوقت الذي قضيناه معًا.
* * *
عندما نركّز على بناء المجتمع، نتمكّن من معالجة الكثير من الأمور التي غالبًا ما نغفل عنها عندما يتعلّق الأمر بتجمّعاتنا. يمكننا بالتصميم، دعم صحّة المجموعة الاجتماعيّة والعاطفيّة، والتأكّد من الترحيب بكلّ فرد، باعتباره جزءًا من المجموعة، وتعزيز التحوّل من المشاركة السطحيّة إلى الاستثمار والملكيّة، واستدعاء المرح واللّعب في وقتنا.
Originally published (July 8, 2024) on Edutopia.org. [Building Authentic Community During Meetings] was translated with the permission of Edutopia. While this translation has been prepared with the consent of Edutopia, it has not been approved by Edutopia and may therefore differ from the authentic text. In cases of doubt the authentic text should be consulted and will prevail in the event of conflict.