الذكاء العاطفيّ في إدارة المدارس: تجربة مدير مدرسة
الذكاء العاطفيّ في إدارة المدارس: تجربة مدير مدرسة
2024/06/23
ياسمين حسن | مدرب التخطيط الاستراتيجي-مصر

يؤثّر دور المدير في إدارة المدرسة بشكلٍ كبير، وفي البيئة التعليميّة وأداء الطلّاب والمعلّمين. كما تسهم مهارات الذكاء العاطفيّ لدى مديري المدارس في تعزيز العمليّة التعليميّة، وتحقيق النجاح المؤسّسيّ. وفي ما يلي، أقدّم من تجربتي كنائب لمدير التعليم، مجموعة حلول للتعامل مع المشكلات اليوميّة التي يواجهها مديرو المدارس، بتوظيفِ مهارات الذكاء العاطفيّ.

 

المشكلة الأولى: نقص التواصل الفعّال

تعدّ مهارة التواصل وسيلة لتبادل الأفكار والمعلومات بين المدير وأطراف العمليّة التعليميّة، وقد يكون هناك خلل في فعاليّة تلك المهارة لدى مدير المدرسة، ما يؤثّر في علاقته بكلٍ من المعلّمين والطلّاب وأولياء الأمور. الأمر الذي يعمّق نقص احتياجاتهم، ويكرّر مشكلاتهم الشخصيّة والأكاديميّة بصفة دوريّة. لذا، نقدّم بعض الحلول التي تعتمد على مهارات الذكاء العاطفيّ:

1. تعزيز التواصل غير اللفظيّ، من خلال التدريب على فهم لغة الجسد، وتعزيز الفهم والتواصل مع أطراف العمليّة التعليميّة.

2. تطوير مهارات الاستماع الفعّال، والتركيز على المتحدّث، وتجنّب التشتّت، والإنصات من دون انقطاع.

3. تنمية مهارات التواصل العاطفيّ، من خلال تعزيز مهارات التعبير عن المشاعر والاحتياجات، ومهارات الحوار المفتوح.

4. تعزيز ثقافة التعاون والتواصل بين أعضاء الفريق المدرسيّ، من خلال تنظيم ورش وندوات حول التواصل الفعّال، ومهارات الذكاء العاطفيّ، والمشاركة في أنشطة تعزّز التواصل والتفاعل الإيجابيّ.

5. استخدام وسائل التواصل الحديثة، مثل: البريد الإلكترونيّ، والدردشة عبر الإنترنت، ومنصّات التواصل الاجتماعيّ، للتعبير عن الأفكار والاحتياجات.

6. توفير برامج تدريبيّة للتعامل مع صعوبات التواصل، وتحسين القدرة على فهم المشاعر ومعالجتها.

7. إنشاء بيئة مدرسيّة تشجع على التواصل الفعّال، من خلال إنشاء جلسات حواريّة، وتنظيم أنشطة اجتماعيّة، وفعاليّات مدرسيّة.

 

المشكلة الثانية: ضعف التوازن العاطفيّ

يشير التوازن العاطفيّ إلى قدرة المدير على التعامل مع المشاعر والانفعالات بشكل مناسب وفعّال، وتحقيق التوازن بين العواطف المختلفة. ولكن في بعض الأحيان، قد تؤثّر كثرة أعباء العمل والضغوط الإداريّة سلبًا في أدائه. ولذا، على المدير تنمية ذكائه العاطفيّ الشخصيّ، وتعزيز قدراته، من خلال اتّباع الطرق الآتية:

1. العمل على تحقيق التوازن الصحّيّ بين الحياة الشخصيّة والعمليّة، من خلال تحديد أولويّات العمل، وتنظيم الوقت بشكل فعّال، وإعطاء أهمّيّة للراحة والاسترخاء، والأنشطة التي تسهم في استعادة النشاط الذهنيّ والبدنيّ.

2. تعزيز الاستدامة العاطفيّة بممارسة الرعاية الذاتيّة، والاهتمام بالصحّة العقليّة والبدنيّة، مثل: ممارسة الرياضة، والتأمّل، وتناول وجبات صحّيّة، والحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.

3. تعزيز مهارات إدارة الضغوط، والتوتّر العاطفيّ، من خلال تعلّم استراتيجيّات التحكّم في التوتّر، والتنفّس العميق، والتأمّل، والتخطيط الجيّد للمهامّ.

4. بناء شبكة دعم اجتماعيّة، من خلال التواصل مع المعلّمين، والطلّاب، وأولياء الأمور، والاستفادة من خبراتهم، ومشاركة تجاربهم، وتبادل الأفكار.

5. استخدام العواطف بشكل إيجابيّ للتكيّف مع التحدّيات، وحلّ المشكلات، من خلال تطوير قدرات التفكير الإيجابيّ، والمرونة العاطفيّة، واستخدام العواطف للتحفيز، وتحقيق التغيير.

 

المشكلة الثالثة: مقاومة التغيير

تعتمد إدارة التغيير على تخطيط التحوّلات وتنفيذها في الهياكل التنظيميّة، من خلال التعديل في التسلسل الإداريّ، والأدوار القياديّة، وتوزيع المسؤوليّات، وتنظيم الأقسام المختلفة. أمّا عن تغيير العمليّات الإداريّة، فتشمل مراجعة المهامّ، أو إعادة تصميم سير العمل، والإجراءات الإداريّة لتبسيط تلك العمليّات، وتقليل البيروقراطيّة. كما يهدف التغيير إلى تحسين كفاءة المدرسة، وتعزيز التعاون والتآزر بين أطراف العمليّة التعليميّة، والقدرة على التكيّف مع التحدّيات التعليميّة المتطوّرة. وقد يتعرّض المدير إلى مقاومة هذا التغيير من أطراف العمليّة التعليميّة، لذا يمكن تخفيف حِدّة تلك المقاومة من خلال اتّباع الحلول الآتية:

1. إدراك الأسباب التي أدّت إلى رفض بعض أطراف العمليّة التعليميّة للتغيير وفهمها، وقد تكون ناتجة عن القلق، والخوف من المجهول، وتأثير التغيير في الوضع الحاليّ. ويمكن التعامل مع تلك الأسباب بشكلٍ أفضل، وتوجيهها بطريقة إيجابيّة، من خلال فهم العواطف المرتبطة برفض التغيير.

2. بناء الثقة، والتواصل الفعّال بين المدير وأعضاء الفريق المدرسيّ، بتوضيح رؤية التغيير وأهدافه، من خلال الحوار المفتوح، والاستماع إلى مخاوفهم وملاحظاتهم، وإشراكهم في وضع خطط لتنفيذ التغيير.

3. التحفيز على التغيير بوجهة نظر إيجابيّة، وتوضيح فوائده، مثل: تحسين جودة التعليم، وتعزيز فرص للنموّ الشخصيّ والمهنيّ للمعلّم، واستخدام التحفيز العاطفيّ، مثل: الثناء على المعلّم الذي يتبنّى التغيير وتقديره، ويتعاون بنشاط في تحقيقه.

4. تطوير قدرات التكيّف والمرونة مع التغيير، من خلال تعلّم مهارات التحليل، والتخطيط، والتنظيم، والتفكير الإيجابيّ، والتفكير الإبداعيّ لمواجهة التحدّيات المختلفة التي تطرأ أثناء عمليّة التغيير.

5. التشجيع على الاستمرار في تطوير المهارات، وتعلّم استراتيجيّات جديدة للتعامل مع التغيير، وتنظيم ورش عمل، ودورات تدريب لتوسيع المعارف، وتعزيز القدرات في مجال التغيير.