إنعام الفقيه- معلّمة مادّة العلوم- لبنان
إنعام الفقيه- معلّمة مادّة العلوم- لبنان
2023/02/09

برأيكِ، ما هو دور سياسات المدرسة وإدارتها في خلق الجوّ الملائم لتكامل العمليّة التعليميّة؟

سياسات المدرسة وإدارتها لها الدور الأساسيّ في رسم مسار العمليّة التعليميّة. خلال عشرين عامًا من التعليم في مدارس القطاعين الخاص والرسميّ، خضعت لإدارات متنوّعة وطبّقت سياسات تربويّة مختلفة كان المرجع الأساس فيها موافقة مدير المدرسة وتوقيعه. بالنسبة إليّ، بتُّ أعتقد بقوّة بمعادلة: المدرسة تساوي مديرًا. انتقلت مؤخّرًا، بسبب تغيير السكن، إلى العمل في إحدى المدارس الرسميّة التي تُعرف لدى أهل المنطقة باسم مديرتها، أكثر ممّا تشتهر باسمها كمتوسّطة رسميّة.

 

بالعودة إلى التعليم الوجاهيّ، ما الممارسات والتقنيّات التي استعملتها في التعليم من بُعد وأبقيتِ عليها الآن؟

التواصل عبر الواتساب؛ فبعد أن كان ممنوعًا علينا أن نتواصل مع المتعلّمين والأهل عبر مجموعات المدرسة، قرّرت أن أُنشئ مجموعات خاصّة لأكون على تواصل دائم معهم.

 

كيف تخاطِبين الاهتمامات المتعدّدة للمتعلّمين، لا سيّما الشغوفون منهم بالفنّ والموسيقى والرياضة؟

يكاد لا يخلو درس أو حصّة أو هدف معيّن من توظيف الفنّ والموسيقى والرياضة أو غير ذلك من الأنواع الأدبيّة، في العمليّة التعليميّة- التعلّميّة. وبغير ذلك تكون عمليّةً جافّة وثقيلة على مشاعر المتعلّمين، ومملّة بالنسبة إلى المعلم/ المعلّمة.

 

هل متابعة مستجدات علوم التربية شرط وحيد للمعلّم الناجح؟ لماذا؟

متابعة مستجدّات علوم التربية شرطٌ للمعلم الناجح، لكنّه ليس الشرط الوحيد؛ إذ يبقى لكلّ معلّم/ المعلّمة بصمته في الخلق والابتكار وسرعة البديهة عند مواجهة المواقف التربويّة الطارئة.

 

ما التغيّرات التي لحظتها عند الطلبة بعد تجربة التعليم عن بعد؟ وكيف تستثمرين هذا التغيّر في تجديد مقاربتك التعليميّة؟

يسهم تمكّن المعلّم/ المعلّمة من استخدام التكنولوجيا والتنويع في التطبيقات المستخدمة، بجذب التلاميذ. وعلى المعلّم أحيانًا، أن يتحوّل إلى نصف خبير تكنولوجيّ، بعد أن صار ذلك من أساسيّات إعداد المعلّم الناجح. لكن، ومن خلال تجربتي الخاصّة، فإنّ استخدام العديد من الألعاب المسلّيّة أثناء الحصّة، لم يزد أعداد الشغوفين بالتعلّم أثناء التعليم عن بعد، كون التكنولوجيا باتت هي أداة التعلّم، لا أداتهُ التكميليّة.

من هُنا، أعتقد أنّ على التعليم الوجاهيّ والتعليم عن بُعد أن يتكاملا، دون أن يكون الأخير مرتبطًا بالأزمات، فيتآلف التلاميذ مع نموذجين من التعلّم. وبالطبع من الصعب تحقيق هذا التكامل، إلّا بتوافر شروط مُختلفة، منها اقتصاديّة أو اجتماعيّة. ولكن، وحسب تجربتي الخاصّة، هُناك حلول مخارج وحيل يُمكن استغلالها لتحقيق النموذج، بالشّراكةِ مع الأهل والمتعلّمين.  

 

من هو الطالب الشغوف بالتعلّم؟ وكيف توظّفين هذا الشغف في مادّتك أو الحصّة الدراسيّة؟

تشكّل التصوّرات المسبقة عن التعلّم، وعن المدرسة ما قبل ذهاب المتعلّم إلى المدرسة، دورًا أساسًا في تحويل المتعلّم إلى متعلّم شغوف. يساعد في ذلك التمكّنُ من اللغات في المراحل العمريّة المبكّرة، لأنّها تُسهم في تعزيز التعلّم الذاتيّ وبناء المعرفة الذاتيّة. ولا شكّ في أنّ المعلّم الناجح له دور أيضًا في رفع منسوب الشغف لدى المتعلّم؛ فالمعلّم الفرح والمتيقّظ والمستعدّ والشغوف ينظر إلى متعلّميه نظرته إلى ذاته. وبالتالي سيتحوّل متعلّموه إلى شغوفين بالبحث والاكتشاف.

 

ما رأيك في ارتداء الطلّاب الزيّ الموحّد؟

تسنّى لي التعرّف إلى إحدى المدارس في التعليم الخاصّ التي لا تعتمد الزيّ الموحّد، تماشيًا مع رؤيتها التربويّة الحديثة في احترام التنوّع والاختلاف، وتحقيق شرطَي الحرّيّة والديمقراطيّة للمتعلّمين.

ومع أنّ النقاش مُهمّ وعميق، إلّا أنّني كنتُ يومذاك معلّمة في مدرسة رسميّة تتبع الزيّ الموحّد للمتعلّمات والمتعلّمين، واكتشفت أنّ غياب الزيّ الموحّد يوضّحُ فروقًا فرديّة قد تكون قاسية لبعض الطلبة، ويُمكن تجاوزها باعتماده. ومن هُنا، بتُّ أميل إلى اعتمادِ زيٍّ موحّد.

 

ما مُمارساتك اليوميّة التي توظّفينها لتحقيق الرفاه المدرسي؟

أمزّق دفتر التحضير القديم، وأقوم بتحضير يوميّ جديد. وصباح كلّ يوم تعليميّ، أحاول أن ألجَ مدخل المدرسة ببوّابته الرئيسة متخفّفة من كلّ الضغوطات الحياتيّة، ولا سيّما التي تخرج أحيانًا عن السيطرة. وأحاول أن أجنّب الأطفال، قدر المستطاع، ما يتعلّق بحياتي الخاصة، كي أتمكّن من تطبيق رؤيتي عن التعليم والتعلّم بفرح.  

 

ما مجالات التطوير المهنيّ التي تطمحين إلى أن تشاركي بها؟ لماذا؟ 

التقييم التربويّ والتغذية الراجعة أو الاستجابة، لأنّ ما يشغل بال المتعلّمين/ المتعلّمات والأهل والإدارة والمؤسّسة هو العلامة وليس مدى تحقيق الهدف من كلّ العمليّة التعليميّة- التعلّميّة. كما اهتمّ بالاتّجاهات الحديثة في التربية، ولا سيّما المدارس الديمقراطيّة في العالم، ومجالات الدعم النفسيّ الانفعاليّ، والتعلّم المتمايز أو الفارقيّ.

 

بماذا تنصحين شخصًا يريد أن يصبح معلّمًا؟ 

أن يبقى/ تبقى في وضعيّة المتعلّم/ المتعلّمة الدائم/ الدائمة.