لو اختفى المعلّمون والمتخصّصون التربويّون من العالم، فإلى من يجب أن توكل مهمّة التعليم؟ لماذا؟ كيف سيكون شكل المدرسة لو تحقّق ذلك؟
أتصوّر أنّ اختفاء المعلّمين سيجعل الحياة شاقّة على الأجيال القادمة لأعوام طويلة، لغياب دور الموجّه والمُرشد التربويّ، وسوف يخطئ المتعلّمون أكثر من أن يُصيبوا، سوف يتعلّمون بالتجربة والخطأ، وقد تكلّف هذه الأخطاء الكثير. ولكنّ الأكيد أنّهم سيحتاجون إلى جهد مضاعف عمّا نبذله اليوم. سيكون المتعلّم مُعلّمًا لنفسه؛ يحتمل أن يكون معلّمًا بارعًا أو العكس تمامًا.
لو ملكت القدرة على محو أشياء من ذاكرتك إلى الأبد، ما الذي تودّين محوه؟ وما الموقف الذي تخشين أن يُمحى؟
صدقًا لن أمحو شيئًا. ذكرياتي في الأربعة والثلاثين عامًا المنصرمة عشتُ خلالها أحداثًا جميلة الأثر مع الطيبين الذين تركوا بصمات إيجابيّة في حياتي، منهم من أثمر معه الخير؛ ازداد حُبّي لهم. ومنهم من لم يثمر معه شيء؛ تلقنتُ على أيديهم درسًا مهمًّا جعل مني إنسانةً أكثر صلابة وقوة، وأكثر حكمة واتزانًا ممّا مضى.
لديك القدرة على التخفّي ليوم واحد، ماذا ستفعلين؟
سوف أتخلّى عن كافّة مسؤوليّاتي كأمّ، وزوجة، وربّة بيت، ومُعلّمة، سوف أتجرّد من كل الضغوط وأقضي يومي بمفردي، سأسافر، سأشاهد التلفاز، وأقرأ كتبي المُفضّلة، سأفعل كل ما أحبّ وحيدةً دون رفقة.
كيف تردّين على تلميذ يظلّ يطلب منك مزيدًا من الشرح؟
سيكون ردّي بالفعل لا بالقول، أُجيد هذا النوع من الردّ بدقّةٍ عالية. سوف أُنوّع في أنماط التعليم طبقًا لأخلاق وتنوّع أنماط المتعلّمين، منهم السمعيّ ومنهم البصريّ ومنهم النّفس- حركيّ، وهو الأمر الذي إن تمّ فعلًا، سيُخفّف حاجة المُتعلّمين إلى مزيد من الشرح.
ما شخصيّة الرواية أو الفيلم أو المسرحيّة التي تحبينها؟
أحبّ، في الحياة، شخصيّة المرأة القويّة، ذات الروح القياديّة، الجميلة في عطائها واحتوائها.
أحبّ، في الأدب، شخصيّة الرجل الحكيم كبير السِّنّ، في رواية "The Old Man and the Sea".
ما هي مواصفات الصفّ الذي ترغبين بتدريسه؟
أرغب في غرفة ذات تصميم هندسيّ مريح، جدرانها مرتّبة بتصميمات وألوان جذّابة مريحة للعين والنفس. أرغب بغرفةٍ ذات إضاءة قوية، أبيض وأصفر وإضاءة ملوّنة بحيث يمكنني استخدامها في العديد من الأنشطة التفاعليّة. أرغب بترتيب جلوس الطلّاب والطالبات على طاولة واحدة، كبيرة بيضاويّة الشكل في منتصف الفصل، أرغب بأن تكون الغرفة مزوّدة بكافّة الأدوات الرقميّة اللّازمة للمعلّم ويتوفّر بها إنترنت. عدد الطلّبة فيها لا يتجاوز خمسة عشر طالبًا من المرحلة العمريّة المتوسّطة، التي عملت في فهم حاجاتهم وخصائصهم.
ما هي أغرب نصيحة سمعتها من زميل عمل؟ ماذا كان الموقف؟
"كُفِّ عن توثيق عملك" بعد أي نجاح أحققه في مسيرتي التعليميّة، والأغرب أنّ النصيحة تكرّرت. وبعد استمراري في توثيق لحظات جميلة جمعتني بطالباتي وزملاء العمل من كافة دول العالم، أدركت حينها أنّ النجاح له ضريبة، وأنّه لا بدَّ من وجود عقبات جمّة في الطريق إلى تحقيق الذات. أيقنت أكثر أنّ القدرة على إلهام الآخرين لا يمكن تحقيقها داخل أربعة جدران حبيسة داخل أسوار المدرسة، أدركت أنّ المعلّم الموثّق لعمله بحرفيّة هو المعلّم الملهم صانع التغيير نحو الأفضل. تعلمت أنّ الصورة أحيانًا تكفي عن ألف كلمة، وأنّ فيديو قصير قد يبعث الأمل في قلب معلّم ما في بلد ما في هذا العالم الصغير بفضل التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعيّ، والذي يُمكنُ أن ينتقل إلى قلوب أطفال في أماكن مختلفة حول العالم.
ومن هذه التّجربة، النصيحة التي أستطيع مُشاركتها مع المعلّمين جميعًا هي؛ عليكم أن تؤمنوا برسالة التّعليم وأنْ تفعلوا ما تؤمنون بهِ دائمًا، لذا شعاري دائمًا هو "We Grow Together".
عندما كنت طالبة في المدرسة، كيف كان يرى المعلّمون جيلكم؟
أكثر ما كان يردّده المعلّمون آنذاك هو: "كنّا نغير طريقنا إن قابلنا معلّمينا في الطريق"، ذلك كنايةً عن شدّة الاحترام حسب زعمهم. كانوا يردّدون أيضًا: "عندما كان يخرج المعلّم من الصفّ لأمرٍ ما، يحسب كلّ من مرّ من جانب فصلنا أنّ المعلّم موجود"، كناية عن اهتمامهم بالعلم وقيامهم بدور المعلّم أثناء غيابه.
وفي هذا وصف لجيلنا أنّه جريء جرأة غير مُحبّبة، وأنّنا مشاكسون ولا نقدّر قيمة العلم. ألا ليتهم عاصروا الأجيال التي تلت جيلنا المُخضرم.
ما عنوان آخر كتاب قرأته؟ وعن ماذا يتحدّث؟
كتاب "تصرّفي كسيّدة، وفكّري كرجل"، يتحدّث الكاتب ستيف هارفي عن نصائح مُقدّمة للسيّدات وكيف يتعاملن بذكاء مع المواقف الحياتيّة بعقل الرجل وعلى طريقة السيّدة في التنفيذ. المحتوى أكثر من أن يُلخَّص حقيقةً، وأنصح جميع السيّدات بقراءته.