أثر الأزمات المتفاقمة في لبنان في جاهزيّة طلّاب الصفّ الثاني عشر للامتحانات الرسميّة في 2024
أثر الأزمات المتفاقمة في لبنان في جاهزيّة طلّاب الصفّ الثاني عشر للامتحانات الرسميّة في 2024

صدر تقرير "أثر الأزمات المتفاقمة في لبنان في جاهزيّة طلّاب الصفّ الثاني عشر للامتحانات الرسميّة في 2024"، عن مركز الدراسات اللبنانيّة في حزيران/ يونيو لسنة 2024. يهدف هذا التقرير إلى تقييم تأثير الأزمات المتعدّدة التي يعانيها لبنان، في استعداد طلّاب الصفّ الثاني عشر لخوض الامتحانات الرسميّة لسنة 2024. ويسلّط الضوء على الفاقد التعليميّ الذي تعرضّ إليه الطلّاب نتيجة تلك الأزمات المستمرّة، مثل الأزمة الاقتصاديّة والاجتماعيّة، والعدوان الإسرائيليّ. ويحدّد مدى تأثير تلك العوامل في جودة التعليم وأداء الطلّاب الأكاديميّ. كما يقدّم التقرير مقترحات علاجيّة لمشكلة الفاقد التعليميّ، وتحسين جودة التعليم، وتوفير دعم الطلّاب النفسيّ والاجتماعيّ. 

 

الفاقد التعليميّ وتأثير الأزمات في لبنان 

يشير الفاقد التعليميّ إلى تراجع تحصيل الطلّاب الأكاديميّ والمعرفيّ، نتيجة الأزمات المستمرّة في لبنان. ويرصد التقرير عدّة عوامل نتيجة الأزمات، وهي من مسبّبات الفاقد التعليميّ أيضًا: 

  • - فقدان الأيّام الدراسيّة: خسر الطلّاب في لبنان حوالي 700 يوم دراسيّ على مدار السنوات الستّة الماضية إثر الأزمات المتعاقبة. 
  • - تدهور جودة التعليم: تدهورت جودة التعليم في المدارس العامّة والخاصّة بنسبة 39% في المدارس العامّة، و52% في المدارس الخاصّة؛ ممّا أثّر سلبًا في أداء الطلّاب الأكاديميّ.
  • - انخفاض مستوى الأداء الأكاديميّ: يشعر طلّاب الصفّ الثاني عشر بعدم قدرتهم على الاستعداد لأداء الامتحانات الرسميّة بنسبة 17% من طلّاب المدارس العامّة، و27% من طلّاب المدارس الخاصّة. كما تراجعت نسبة الطلّاب الذين يعتقدون أنّ المعرفة والمهارات التي اكتسبوها خلال السنوات الثلاثة الماضية تمكّنهم من مواصلة تعليمهم، من 21% السنة الماضية إلى 19% هذه السنة.
  • - التأثير النفسيّ والاجتماعيّ: تأثّرت حالة الطلّاب النفسيّة كثيرًا بسبب سوء الأوضاع في لبنان، حيث أبلغ 44% من طلّاب الصفّ الثاني عشر عن سوء حالتهم النفسيّة. 
  • - التحديّات الأمنيّة: أدّت هجمات العدوان الإسرائيليّ على لبنان إلى نزوح 36% من طلّاب الصفّ الثاني عشر في المناطق المتضرّرة، سواء جزئيًّا أم كليًّا، إذ ذكر 38% من الطلّاب أنّ مدارسهم قد أغلقت مؤقّتًا، وذكر 30% منهم أنّها أغلقت تمامًا؛ ممّا أجبرهم على اللجوء إلى التعلّم عن بُعد، فضلًا عن تعطيل العمليّة التعليميّة لـ 60% منهم. 

 

مقترحات علاج الفاقد التعليميّ 

يقدّم التقرير عدّة مقترحات علاجيّة لمواجهة الفاقد التعليميّ وتحسين جودة التعليم في لبنان في ظلّ الأزمات المستمرّة. تشمل هذه المقترحات: 

  • - وضع خطّة وطنيّة شاملة: تشمل تطوير خطّة وطنيّة شاملة تتضمّن برامج تعليميّة تكميليّة وفعّالة، لمساعدة الطلّاب على تعويض الفاقد التعليميّ. 
  • - تدريب المعلّمين: تدريب المعلّمين في المدارس العامّة والخاصّة على تقنيّات تعليميّة مبتكرة ومحدّثة تتناسب مع التحدّيات الحاليّة، وتعزّز جودة التعليم.
  • - تقديم الدعم النفسيّ والاجتماعيّ: إتاحة دعم الطلّاب النفسيّ والاجتماعيّ، لتعزيز حالتهم النفسيّة، وقدراتهم على التعلّم والتحصيل الأكاديميّ. 
  • - مراعاة الظروف الاستثنائيّة في الامتحانات الرسميّة: النظر إلى الظروف الصعبة التي يواجهها الطلّاب، ولا سيّما في الجنوب وبعلبك. وضمان أن تكون الامتحانات الرسميّة عادلة، وتعكس قدرات الطلّاب، وما تعلّموه في ظلّ هذه الظروف الاستثنائيّة. 
  • - التدخّل المبكّر والفعّال: تطبيق التدخّلات المبكّرة والفعّالة، ليس للطلّاب الذين يستعدّون لأداء الامتحانات الرسميّة فحسب، بل لطلّاب مراحل تعليميّة أخرى، لضمان عدم تفاقم الفاقد التعليميّ مستقبلًا. 

 

* * *

وأخيرًا، في ظلّ الأزمات المتعاقبة التي تعصف بلبنان، يعكس هذا التقرير واقعًا مؤلمًا لتأثير هذه الأزمات في القطاع التعليميّ. فالفاقد التعليميّ الكبير الذي يواجهه طلّابنا اليوم يتطلّب منّا جميعًا، مسؤولين ومعلّمين وأولياء أمور، الوقوف معًا لإيجاد حلول فعّالة ومستدامة تُعيد الأمل إلى نفوس الطلّاب، وتعيد بناء منظومة تعليميّة قويّة تضمن لهم مستقبلًا أفضل.