كيف تتخيّلين شكل التعليم لو لم يكن هُناك مدارس؟ وما هو مستقبل المدرسة كمكانٍ، خصوصًا بعد تجربة التعليم عن بُعد؟
إذا لم تكن هُناك مدارس فلن يكون هُناك تعلّيم موجّه ولا خارطة طريق واضحة لحياة الفرد الذي ينشد التعليم، حيث إنّ المدرسة تُمثّل مجالًا لاكتشاف الميول والهوايات ويبقى الفرد في الحياة، في سنّ صغير، بحاجة لمن يوجّهه ويأخذ بيده وإلّا سيتحوّل عالم التعليم إلى ضوضاء.
مكانة المدرسة، خصوصًا بعد تجربة التّعليم عن بُعد، عظيمة، ولا يمكن التخلّي عنها، ربما من الممكن التخلّي عن بعض الشيء من نظامها، مثل العدد الكبير في الفصول التعليميّة التي تحوي أعدادًا هائلة وخاصّة في الدول النامية، فيمكن، في هذه الحالة، استخدام التعلّم المدمج بحيث يتناوب الطُّلابُ الحضور؛ لأننا كلّنا نُجمع على أنَّ الطفلَ في سنّهِ المبكّرة لا يرغب في أيّ عمل بمفرده، فالمدرسة من أهم وأعظم البيوت العلميّة، حيث تنشئ طفلّا يبني علاقات اجتماعيّة بين أفراد جيله وهكذا مع جميع الأعمار فلا يجوز أن تُلغى كمكانٍ لتجمع الفئات العمريّة قبل سنّ الشباب ولكي يُستفاد من التجربة.
ما هي أوّل نصيحة تنصحين بها مُعلّمًا جديدًا؟ لماذا؟
نصيحة أوجّهها للمعلّم في كلّ زمان ومكان: أن يستمتع بكلّ لحظة يقضيها في ساحة العقول، لأنّ ما يتركه من أثرٍ باقٍ.
ما هو تعريفكِ للدهشة؟ وكيف وصلتِ إلى هذا التّعريف؟
الدهشة هي شعور داخليّ وملامح خارجيّة أمام الظواهر الغريبة النادرة من أجل فهمها.
توصلت إلى هذا التعريف من خلال ما يحدث في فترة الطفولة في الأشهر الأولى؛ كل شيء حول الطّفل مثير للدهشة وبعد ما تنتهي هذه المرحلة تنتهي الدهشة ويختفي العجب بالنسبة له، وهكذا حالنا في التعليم الآن في حال دهشة لما يحدث، وبعد ذلك ستنجلي الدهشة ونستفيد منه في حلّ الكثير من المشاكل.
ما هي مصادر الإلهام في مسيرتكِ التعليميّة؟ لماذا؟
مصادر الإلهام في مسيرتي التعليميّة نشاط العقل في البحث عن المجهول للوصول بالفضول العلميّ للمعرفة والمهارة المراد تبسيطها وتيسيرها لتصل للمتعلّم، لأنّ المهارة لا يمكن إكسابها للآخر دون تمكّن صاحبها منها.
من هو الطالب المُتميّز برأيكِ؟ لماذا؟
القادر على حلّ كل إشكاليّة بخطوات منظّمة.
عندها ستكون لديه قدرة على القيادة بحكمة في المستقبل سواء على المستوى الخاصّ أو العام على حدٍّ سواء.
حسب معاييرك، كيف تصفين المُعلّم المُلهِم؟
الذي يكتسب ودّ وحبّ كل من يخاطب عقولهم.
ما هو الموقف الذي تندمين عليه في مسيرتك التعليميّة؟
في يوم ما قبل أن تقرّر وتعمّم وزارة التعليم عدم الضرب كنا نضرب المُقصِّر، وهذا كان من أسوأ أساليب التعليم.
برأيكِ، كيف تؤثّر علاقة الإدارة بالمُعلّم على مسيرتهِ؟
المناخ المدرسيّ الإيجابيّ له عظيم الأثر في رفع الناحية المعنويّة لدى المعلّم بما يقدّم من مادّة علميّة؛ بسبب شعوره بالاطمئنان في عمله مع الإدارة المدرسيّة، ما يساعد على التقليل من المشاكل داخل الصرح التعليميّ، فالعلاقة الطيّبة بين الإدارة والمعلّم تُعدُّ عاملًا وقائيًّا هامًّا يتيح فرصة تعلّم صحّيّة وسليمة بين المعلّم وزملائه خالية من الفتن التي تدمّر العمليّة التعليميّة، وتمنع من انتشار سلوك معادٍ للمجتمع المدرسيّ.
ما الذي تُريدين محوه من طريقة التّدريس والتّقييم في مدارس اليوم؟
دور المعلّم الكبير في التعليم خلال الحصّة يجب أن يقلّل منه ليتمحور دوره حول الطالب، ونصل بذلك لاستقلاليّة المتعلّم، ونغرس في نفسه حرّيته الذاتيّة من خلال تسليمه مسؤوليّة مسار التعلّم. لها الأمر فوائد من جانب تمكين المتعلّم من المهارات والأساسيّات اللازمة لمعرفة كيفيّة تعلّم موضوع معيّن لتلبية الاحتياجات التي تُسهّل له التعلّم مدى الحياة، وتُطوّر مهارة حلّ المشكلات، ما يُفكّك مفهوم التعليم التقليديّ الذي يُسمى أيضًا بـ "التعلّم المتمركز حول المعلّم".
ما هو الكِتاب الذي لهُ تأثير كبير عليكِ وعلى تجربتكِ في الحياة؟
بصراحة لا أعتقد أنّه هُناك كتابًا واحدًا قد غيّر مجرى حياتي كلّيًّا، ولا أؤمن شخصيًّا بقدرة كتاب واحد على التأثير بي لهذه الدرجة، فغالبًا ما أجد نفسي التقط من كلّ كتاب بضع معلومات وفوائد تغيّر من طريقة تفكيري من طرف، وطريقة تعاملي مع الحياة من طرف آخر.
بشكلٍ عامّ، أستمع للدكتور إبراهيم الفقي (تنمية بشريّة).