أثناء تطوير مهارات طفلك اللغويّة والكلاميّة، من الطبيعيّ نشوء العيوب التي تُعدّ جزءًا من تطوّر اللغة الأنموذجيّ. تُعدّ اللثغات من أكثر اضطرابات الكلام التي يمكن أن تحدث في فترة تطوّر الكلام عند طفلك، وفي كثير من الحالات، تكون لثغة الطفل مجرّد مرحلة عابرة في رحلة تطوير اللغة، تُصحَّح بمرور الوقت تصحيحًا طبيعيًّا. يطرح الآباء عادةً السؤال الآتي: "هل تختفي اللثغة من تلقاء نفسها أم يجب التصرّف حيالها؟"، ويشعر العديد من الأهالي بالقلق من استمراريّة اللثغة لدى أبنائهم بما يؤثِّر في ثقتهم بأنفسهم واحترامهم ذواتهم.

ما الذي يسبّب لثغة الطفل؟ 

تحدث لثغة الطفل، مثل لثغة الراء أو السين أو غيرها، بسبب وضع اللسان غير الصحيح في الفم، ممّا يمكن أن يعوق تدفّق الهواء عند التحدّث، مسبِّبًا أخطاءً في نطق الطفل الكلمات والمقاطع. تحدث اللثغة الأكثر شيوعًا عندما يصدر شخص ما صوتًا، الثاء مثلًا، عند محاولة نطق صوت آخر، مثل السين. من الأسباب الرئيسة لحدوث اللثغة:  

• - التصاق اللسان (اللسان المربوط).
• - مشكلات في محاذاة الفكّين.
• - تعلّم نطق الصوت تعلّمًا خاطئًا.

لماذا يجب إيلاء لثغة الطفل أهمّيّة؟ 

يجد معظمنا أنّه أمر لطيف عندما يخطئ أطفالنا في نطق كلمات نطقًا مختلفًا ومميّزًا عند محاولتهم التحدّث للمرّة الأولى، بينما في معظم الحالات، تتطلّب لثغة الطفل تدخّلًا في نهاية المطاف، لأنّها قد لا تختفي من تلقاء نفسها. كلّما تأخّرت في علاجها، كان من الصعب تصحيحها. 

كيف يمكنك أن تتصرّف حيال لثغة طفلك؟ 

عند التعامل مع لثغة طفلك حاول مساعدته على نطق الحروف بالطريقة الصحيحة وفق الخطوات الآتية:

التأكّد من سلامة الجهاز التنفّسيّ 

علاج ما يعانيه طفلك من حساسيّة أو مشكلات في الجيوب الأنفيّة، حتّى يتمكّن من التنفّس بأنفه، لأنّ التنفّس من الفم المفتوح يمكن أن يتسبّب في تمدّد اللسان بشكل غير صحيح، ممّا يصعِّب نطق مخارج الحروف نطقًا سليمًا.  

منعه من مصّ إبهامه  

منع طفلك من مصّ إبهامه قدر الإمكان، لأنّ مصّ الأصابع يمكن أن يسهم في نشوء اللثغة، إذ يغيّر من شكل الأسنان الأماميّة.  

جعله يستخدم القشّة عند الشرب 

يعزّز استخدام طفلك القشّة عندما يتناول مشروباته القوّة الحركيّة الفمويّة الجيّدة، ممّا يسهِم في تطوير لغته.  

شجّعه على ممارسة الأنشطة الترفيهيّة المرتبطة بالفم 

تشجيع طفلك على تأدية الأنشطة الترفيهيّة التي يمكن أن تحسّن قوّة الفم الحركيّة، مثل نفخ الفقّاعات.

درّبه على النطق أمام المرآة 

تدرُّب طفلك على نطق صوت السين، مثلًا، أمام المرآة يساعده على تذكّر إبقاء لسانه خلف أسنانه. 

كيف تؤثِّر لثغة طفلك فيه اجتماعيًّا؟ 

عادةً لا يلاحظ طفلك اختلاف نطقه الحروف، أو قد لا يعتقد أنّ هذا الخطأ يجب تصحيحه، إلّا عندما يبدأ محيطه بلفت نظره إلى هذا الخطأ، بالضحك أو المفاجأة أو التنبيه الصريح. عندما يبدأ طفلك بملاحظة خطئه في النطق إمّا أن يراه أمرًا مميّزًا للفت انتباه من حوله، أو يراه نقصًا يخجل منه.  

كيف تشجِّع طفلك على تصحيح نطقه؟ 

يمكن لتشجيع طفلك على تحسين نطقه أن يكون مفيدًا كثيرًا في كسر الحواجز التي يشعر بها، سواء أكان متقبّلًا خطأه في النطق أم خجِلًا منه. فيما يلي بعض النصائح التي يمكن للأهل والمعلّمين اتّباعها لتشجيع الطفل على تصحيح نطقه الكلمات: 

التواصل الإيجابيّ مع الطفل 

يجب أن يتحلّى الأهل والمعلّمون بالصبر والتفهّم عندما يخطئ الطفل في النطق، وعدم انتقاده أو الضغط عليه. يجب أن يعرضوا عليه الكلمة الصحيحة بطريقة لطيفة وإيجابيّة، ويحثّونه على تكرارها بصوت عالٍ. 

استخدام الألعاب التعليميّة 

يمكن استخدام الألعاب التعليميّة التي تساعد الطفل على تحسين نطقه، مثل لعبة تركيب الكلمات، واللعب بالألفاظ التي تحتوي على الأصوات التي يجب على الطفل تعلّمها. 

التحدّث بوضوح

يجب أن يتحدّث الأهل والمعلّمون بطريقة واضحة وبطيئة، ويستخدموا الكلمات التي يمكن للطفل تكرارها بسهولة. 

تشجيع الطفل على الاستماع 

ترتبط حاسّة السمع ارتباطًا وثيقًا بمهارة الكلام. لذلك، يحفِّز تشجيع طفلك على الاستماع لنصوص سمعيّة متعدّدة المصادر الجزء المسؤول في الدماغ عن تعلّم اللغة، ممّا يوفِّر عليه بعض الجهد لتعلّم النطق السليم. 

مراجعة طبيب نطق 

يساعد أخصّائي أمراض النطق بتقييم نوع اللثغة التي يعانيها طفلك، وبالتالي تحديد نوع العلاج والتمرين الذي يساعد على تصحيح النطق.  

* * *

في النهاية، عليك أن تدرك أنّ لثغة الطفل شكل طبيعيّ للتطوّر اللغويّ في حياته، ومن المهمّ جدًّا التعامل مع هذه المرحلة بلين، ومن دون أن تضغط على طفلك لينطق الأصوات نطقًا صحيحًا. كن صبورًا مع طفلك وامنحه وقته في التعلّم والمحاولة والإخفاق والإصابة.  

أقرأ أيضًا:

أهمّ مراحل نموّ الطفل الاجتماعيّ   | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)

دور اللعب في تنمية شخصيّة الطفل وتطوير مهاراته | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)

المراجع

https://www.webmd.com/children/what-is-a-lisp  

https://jamaicahospital.org/newsletter/when-is-it-time-to-address-your-childs-lisp/