في الواقع، يسأل الأطفال كثيرًا عن معظم الأمور التي تجري من حولهم، ويُعدّ ذلك بمثابة وسيلة للتعلّم والاكتشاف والتواصل مع محيطهم الخارجيّ. إلّا أنّ المبالغة في الطلب تتطلّب تدخّلًا من الوالدين للسيطرة عليه وإدارته.
يتناول هذا المقال، كيفيّة التعامل مع الطفل الذي يريد كلّ شيء، ويقدِّم بعض النصائح والتوجيهات المفيدة التي من شأنها أن تُساعِد على تهذيب الطفل وتدريبه، للحدّ من طلباته المستمرّة، بغضّ النظر عمّا إذا كانت تلك الطلبات سيّئة أم جيّدة.
الطريقة الأنسب لقبول ما يريده الطفل
إذا كان الأبوان موافقين على الطلب الذي يريده الطفل، فعليهما اتّباع التوجيهات الآتية للتعبير عن ذلك:
- -الاستماع إليه: من المفيد الاستماع جيدًا إلى الطفل، والانتظار قليلًا للتفكير في طلبه قبل إجابته؛ إذ من المرجِّح أن يقبل الطفل الإجابة عندها. كما يمكن أن يساعد ذلك على إظهار بعض التعاطف، حتّى لو لم تكن نيّة الأهل القبول.
- -التوقّف قليلًا واتّخاذ القرار: يساعد التمهّل في اتّخاذ القرار على منح فرصة للتفكير في طلب الطفل. كما أنّه يوحي إلى الطفل بأنّ الوالدين لا يزالان يُفكِّران في طلبه.
- -الإجابة وفق أسلوب الطفل في طلبه: إذا كان أسلوب الطفل لبِقًا ومهذّبًا في طلبه، يُنصَح بمدح أخلاقه الحميدة، ممّا يُشجِّع الطفل على استخدام هذا الأسلوب دائمًا في طلباته.
الطريقة الأنسب لرفض ما يريده الطفل
ثمّة عدد من الأساليب والنصائح التي قد تساعد على رفض ما يريده الطفل. أهمّها:
- -برّر الرفض: إذا قرّرت الرفض، فإنّ إبداء السبب يساعد الطفل على فهم القرار. ويُنصَح بإبداء سبب واضح ومُختصَر.
- -التزم بالقرار: تغيير القرار بعد إبداء الجواب يعلِّم الطفل أنّ الرفض ليس جوابًا نهائيًّا، وأنّ الأمر يستحقّ الجدل. لذا، إذا استسلم الأهل عندما يلحّ الطفل على طلبه ويبدي انزعاجه من الرفض، فسيلجأ دائمًا إلى ذلك للحصول على ما يريد.
- -قدّم خيارات بديلة إن أمكن: مثال ذلك، يمكن استبدال "لا يمكنني شراء هذا لك لأنّه مكلف للغاية"، بـ"دعنا نذهب إلى المنزل ونفكّر بأشياء أخرى نقدر على أن نشتريها".
- -امنح الطفل ملاحظاتٍ هادفة: إذا قبل الطفل الرفض، يُنصَح بالثناء عليه لما أبداه من تصرّف.
نصائح لتدريب الطفل الذي يريد كلّ شيء وتهذيبه
نعرض هنا بعض النصائح المفيدة في كيفيّة التعامل مع الطفل الذي يريد كلّ شيء، وتدريبه على أن يصبح أقلّ تطلبًّا، وأكثر تهذيبًا عندما يريد شيئًا ما:
- -اجلس مع الطفل، وناقش الفرق بين السلوك الذي يتّبعه في طلبه، والأسلوب الذي ينبغي اتّباعه. مع ضرورة إرشاده وتوجيهه إلى تعديل صياغة نبرة صوته عند طلب شيءٍ ما.
- -دع الطفل يعرف أنّه سيحصل على بعض طلباته التي قُبِلت، وتقبُّل الرفض لبعض طلباته الأخرى.
- -علّم الطفل آداب الحديث والتواصل مع الآخرين، بما في ذلك قول "من فضلك" و "شكرًا".
- -لا تستسلم إلى مطالب الطفل المستمِّرة أبدًا.
- -تجاهل السلوكيّات غير المقبولة التي يظهرها الطفل أثناء طلبه، واستجب لطلباته التي يطلبها بتهذيب. لأنّ ذلك يُعزِّز لديه السلوك المهذَّب للحصول على ما يريد.
- -دع الطفل يشعر بأنّه يجذب انتباهك عندما يتصرّف تصرّفًا مناسبًا.
- -ابقَ هادئًا، ولا تستخدم القوّة الجسديّة كردّة فعل لمطالب الطفل، إذ يمكن أن يؤثِّر ذلك في سلوك الطفل مع مرور الوقت.
- -علّم الطفل كيف يميّز الصواب من الخطأ بالكلمات والأفعال الهادئة، واسرد له عددًا من النماذج السلوكيّة الهادفة التي توّد أن يمارسها.
- -ضع قواعد واضحة ومتّسقة يمكن للطفل اتّباعها بسهولة، وتأكّد من شرح هذه القواعد بمصطلحات تناسب عمره، كي يفهمها ويستوعبها.
- -اشرح بهدوء وحزم العواقب الناتجة عن تصرّف الطفل غير المتّسق. على سبيل المثال، أخبره أنّه إذا لم يجمع ألعابه، فسيُحرم منها لبضعة أيّام.
- -خصّص وقتاً للاختلاء بالطفل. ويُفضّل التركيز عليه أثناء اختلائك به، والابتعاد عمّا يشتّت انتباهك مثل التلفاز والهاتف الشخصيّ. فضلًا عن ضرورة التحدّث معه بما يلائم مستواه وتفكيره.
- -ابتكر بعض الأساليب لإلهاء الطفل الذي يريد كلّ شيء. اجعله ينخرط في نشاطات أكثر إيجابيّة، والتي تهدف إلى صرف طاقته في مجالات أكثر نفعًا وفائدة.
- -تجاهل السلوك الخاطئ للطفل، طالما أنّه لا يفعل شيئًا خطيرًا، وامنحه اهتمامًا كبيًرا عندما يبدي سلوكًا جيّدًا؛ إذ إنّ تجاهل السلوك الخاطئ يمكن أن يكون وسيلة فعّالة لإيقافه، ولتعليم الأطفال العواقب المُحتملَة لأفعالهم.
- -اثنِ على أفعال الطفل الحميدة؛ إذ إنّ الثناء والمدح يزيد من حبّه والديه، كما يشعر بأنّه مميّز عندهم، والذي بدوره يُحفِّز السلوكيّات الحميدة لديه، ويُقلّل من الحاجة إلى اللجوء إلى معاقبته، إن تصرَّف تصرّفًا غير لائق.
- -استمع جيّدًا إلى الطفل واجعله يشعر بانتباهك وتركيزك في كلّ ما يقوله، قبل المساعدة في حلّ المشكلة، مع ضرورة الانتباه للأوقات التي يمتاز فيها السلوك السيّئ بنمط معيّن. إذا كان الطفل يشعر بالغيرة، مثلًا، لا بدّ من التحدّث معه حول هذا الأمر، بدلًا من فرض العواقب.
نصائح إضافيّة حول كيفيّة التعامل مع الطفل الذي يريد كلّ شيء
بالإضافة إلى ما سبق، هناك بعض النصائح والتوجيهات المفيدة في التعامل مع الطفل الذي يريد كلّ شيء:
- -تزويد الطفل بالتنبيهات: إذا كنتَ لا تخطّط لشراء طعام من الخارج للطفل، على سبيل المثال، يجب إخباره مُسبقًا وتنبيهه إلى ذلك.
- -المحافظة على الهدوء: يُعزِّز فقدان الطفل الهدوء قدرته على الإزعاج ليحصل على كلّ ما يريد، فكلّما زاد إحباط الأب أو الأم زادت احتماليّة غضبهما أو قول شيء قد يندمان عليه. لذا، من الجيّد أخذ أنفاس عميقة أو الابتعاد قليلًا للحفاظ على الهدوء عندما يسيء الطفل التصرّف.
- -عدم الاستسلام للطفل: يميل معظم الأطفال منذ صغرهم إلى إزعاج والديهم للحصول على كلّ ما يريدون. ففي كلّ مرّة يستجيب فيها الأبوان لإصرار الطفل على تلبية طلباته، يزيد اقتناع الطفل بأنّ المضايقة طريقة جيّدة للحصول على ما يريد.
- -التسوّق من دون الطفل: يمكن أن يكون تجنّب الذهاب إلى السوق مع الطفل الذي يريد كلّ شيء مُناسبًا في بعض الأحيان.
- -مكافأة الطفل بالنشاطات وليس بالأشياء: يُنصَح بمكافأة الطفل الذي يريد كلّ شيء بمكافآتٍ معنويّة، بما في ذلك قصص ما قبل النوم، أو رحلة إلى المنتزه، بدلاً من الأشياء المادّيّة.
- -تعليم الطفل طرق صحّيّة للتعامل مع المشاعر: في كثير من الأحيان يُضايِق الأطفال والديهم رغبةً في اكتشاف طريقهم بمفردهم، أو تنفيسًا لشعور سيّئ اعتراهم. الأمر الذي يدفعهم إلى مضايقة والديهم للحصول على ما يريدون، محاولين تجنّب الشعور بالحزن أو خيبة الأمل. وبالتالي، يقع على عاتق الوالدين تعليم الطفل كيفيّة التعامل مع المشاعر غير المريحة، بما في ذلك القلق والحزن والغضب.
اقرأ أيضًا
كيفيّة التعامل مع الطفل العنيد | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)
معالجة التنمّر عند الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)
المراجع
https://www.unicef.org/parenting/child-care/how-discipline-your-child-smart-and-healthy-way
https://www.whattoexpect.com/toddler/ask-heidi/greedy-kids.aspx
https://www.verywellfamily.com/stop-your-child-from-pestering-1094978