لو اختفى المعلّمون والمتخصّصون التربويّون من العالم، فإلى من يجب أن توكل مهمّة التعليم؟ لماذا؟ كيف سيكون شكل المدرسة لو تحقّق ذلك؟
أوّلًا كيف سيختفي المعلّمون؟
لكن لو افترضنا ذلك، فإنّ أوّل بديل ستكون الأسرة؛ سيكون عليها عبء التعليم والتربية.
ثمّ لدينا التعليم الإلكترونيّ، وهذا قد يغطّي جانب العلم، لكنّه لن يغطّي جانب الشعور والسلوك للمتعلّم، لأنّه في كثير من الأحيان يكون سبب فهم الطالب أو استيعابه شيء نفسيّ أو خلل سلوكيّ، وهذا تصحيحه لا يتأتى إلّا بوجود معلّم يُلامس حاجات الطالب النفسيّة والشعوريّة.
لو ملكت القدرة على محو أشياء من ذاكرتك إلى الأبد، ما الذي تودّ محوه؟ وما الموقف الذي تخشى أن يُمحى؟
أُسلوبي القديم في التدريس، الذي كان قائمًا على العُنف وعلى أنّ الطالب آلة استماع.
أمّا ما أتمنى ألّا تنمحي هي اللَّحظات الأولى التي قابلت بها معلّمين ومعلّمات؛ كلّ يوم أتعلم منهم الكثير، وطالبات وطلّاب كلّ يوم أفتخر بتعليمهم وحبّهم.
ما هي أكثر عشر كلمات تتكرّر على مسمعك يوميًّا بوصفك معلمًا؟
الخطّة، الحصّة خلصت يا أُستاذ، أنتَ فاضي متى؟، تقارير الطلّاب، ليه ما توقّع على دفتر المتابعة، الله عليك، مسرع خلصّت الحصّة، متى تكمل القصّة.
لديك القدرة على التخفّي ليوم واحد، ماذا ستفعل؟
أجوبُ بين الطلّاب حتّى أرى حالهم الذين لا يستطيعون إظهاره خجلًا من زملائهم، علّي أُصلح لهم حالهم وأحلّ مشاكلهم.
كيف تردّ على تلميذ يظلّ يطلب منك مزيدًا من الشرح؟
أتمنّى وجود هذا الطالب.
أُحاول إشباع رغبته بالمعلومة المطلوبة، ثمّ أجلس معهُ جلسات فرديّة لأعرف سبب عدم استيعابه، فقد يكون السبب نفسيًّا أو ضعفًا في التأسيس.
ما شخصيّة الرواية أو الفيلم أو المسرحيّة التي تحبها؟ لماذا؟
شخصيّة باتريك جين، الذي قام بدوره الممثّل الأسترالي سيمون بيكر، في مسلسل الوسيط الروحيّ.
لقدرته على التحليل والتفكير خارج الصندوق.
ما هي مواصفات الصفّ الذي ترغب بتدريسه؟
الصّفّ الفوضويّ ذو النزعة المتمرّدة.
أقصد بالمتمرّدين هُم الطلّاب ذوي النزعة المشاغبة الناتجة عن محيط، لم يأخذوا فرصة التعبير العقلانيّ فيحاولون لفت الأنظار إليهم عبر القيام بأعمال تُصنّف على أنّها فوضويّة أو مزعجة، وكثيرًا ما يتهرّب المعلّمون ويستاؤون من هؤلاء الطلّاب، بحجّة أنّهم لا ينصتون أو لا ينضبطون.
ما هي أغرب نصيحة سمعتها من زميل عمل؟ ماذا كان الموقف؟
اتبع قلبك فهو لن يخذلك.
ربّما لكوني أستاذًا ذا شخصيّة عاطفيّة، فأنا كثيرًا ما أهتمّ بالطالب شعورًا وسلوكًا، وكثيرًا ما أستهلك من وقت الحصّة في إشباع حاجة الطالب العاطفيّة، والنفسيّة وتصحيح السلوك الخاطئ.
وللأسف كنت أصطدم بالمشرفين والموجّهين نتيجةً لتأخّري في المنهج 😅، لدرجة أني احترتُ كثيرًا وأصبحت لا أُحسن التوفيق بينهما. فأخبرني زميل لي اتبع قلبك؛ أي أستمرّ بأسلوبي هذا، كون الواقع يتطلّب هذا الأسلوب. والحمد لله وفّقت فيه وحاولت أن أُسدّد وأقارب في المنهج.
عندما كنت طالبًا في المدرسة، كيف كان يرى المعلّمون جيلكم؟
كانوا يرون أنّه جيل فاشل ولا أمل فيه، للأسف.
والسبب كان ربّما انعكاسًا لتفاعلنا معهم. وللأسف، إذ كُنّا، وبكلّ صراحة، لا نعطي أيّ اهتمام للتعليم المدرسيّ الحكوميّ، كان عدد الطلّاب في الصفّ الواحد ١٠٠ طالب.
وعندما يوازي هذا الحالة المادّيّة الصعبة للمُعلّم، فإنّ حالته النفسيّة تكون أضيق من خرم الإبرة؛ وهذا يعني أنّ هُناك أكثر من عاملٍ أدّى إلى هذه النظرة.
وربّما، أيضًا، لأنّه في جيلنا وسائل المعرفة والانفتاح على العالم كانت محصورة جدًّا، فأصبح المُعلّم لا يستقي أساليبه إلّا من الكتب، التي كانت نوعًا ما، شحيحة.
ما عنوان آخر كتاب قرأته؟ وعن ماذا يتحدّث؟
نظريّة الفستق الجزء الثاني، ويتحدث عن تنمية الذات. وكتاب الموطّأ للإمام مالك، وهو كتاب أحاديث الأحكام.