لو اختفى المعلّمون والمتخصّصون التربويّون من العالم، فإلى من يجب أن توكل مهمّة التعليم؟ لماذا؟ كيف سيكون شكل المدرسة لو تحقّق ذلك؟
التّعليم جواز سفر الإنسان لحياة استشرافيّة راقية، ذلك أنّه السّلاح الوحيد الذي يمكننا من خلاله تغيير البشرية إلى الأفضل، ومن أجل ذلك، وجب على السّلطة الوصيّة إعداد أشخاص ذوي كفاءة لأداء هذه المهمّة النّبيلة وهم المعلمون والتربويّون، وإن كان بُدّ من وضع بديل لذلك، فأرى بدرجة أولى رجال الدّين والعلماء، فهم أقرب النّاس لإرساء المعارف وتحصيلها للنّاشئة فقد قال عليه الصّلاة والسّلام: "إنّ العلماء ورثة الأنبياء، وإنّ الأنبياء لم يورّثوا دينارًا ولا درهمًا وإنّما ورّثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافر".
وبدرجة ثانية الأم التي قال فيها شاعر النّيل حافظ إبراهيم:
الأم مـدرسة إذا أعـْـدَدْتـها
أعددت شعبا طيّب الأعراق
الأم روْض إن تَعَهّده الحيا
بالــرّي أوْرق أيّــمـا إيــراق
الأم أستاذ الأساتذة الأولى
شــغلت مآثــرُها مدى الآفــاق.
إنّ الهدف من التّعليم والمدرسة ليس تحصيل درجات عالية، إنّما هو إنتاج تفكير عالٍ يبني للوطنِ مجده، فلمثل هذه المدارس نعمل ونأمل.
لو ملكت القدرة على محو أشياء من ذاكرتك إلى الأبد، ما الذي تودّ محوه؟ وما الموقف الذي تخشى أن يُمحى؟
الحياة مثل آلة البيانو تمثّل فيه الأزرار البيضاء السّعادة والفرح، والأزرار السّوداء الحزن والألم والعثرات التي قد تواجه الإنسان، لكن لابُدّ من هذه الثنائيّة لعزف لحن معيّن، كذلك هي حياة الإنسان عبارة عن مسرح أبطاله مواقف مختلفة، منها ما نتمنّى محْوه، كمواقف الضّعف والانكسار والحزن، ومنها ما نتمنّى ألاّ يُمحى من الذّاكرة أبدًا، كمواقف القوّة والإنجاز والنّجاحات.
ما هي أكثر عشر كلمات تتكرّر على مسمعك يوميًّا بوصفك معلمًا؟
يلعب المُعلّم دورًا هامًّا وفعّالًا في العمليّة التّعليميّة التعلّميّة، فهو الموجّه الأوّل للمتعلّم لتحقيق الأهداف المنشودة، والتي تحتاج إلى علاقة قويّة بينهما وأسلوب تواصل مرن قوامه اللّغة التي هي مجموعة كلمات متداولة بين المعلّم والمتعلّم، فمن أكثر العبارات التي يكرّرها المتعلّم على مسامع المعلّم:
يا أستاذ. السّلام عليكم. كيف حالك؟ ماذا ندرس اليوم؟ لم أفهم هذا العنصر. لم أحضر الكرّاس أو الكتاب. أذهب إلى القسم الآخر لأستعير كتابًا. أذهب إلى المرحاض. أذهب أشرب. أرمِ في السلّة.
لديك القدرة على التخفّي ليوم واحد، ماذا ستفعل؟
يشعر الإنسان أحيانًا برغبة شديدة في امتلاك عصا سحريّة يستطيع من خلالها الاختفاء من الواقع الذي يعيشه بحثًا عن الرّاحة النّفسية التي يجدها في السّفر، والذي ينقل النّفس من شعور إلى شعور آخر، إذ يقول الإمام الشّافعي:
ما في المقام لذي عقل وذي نسب
من راحة فـدع الأوطان واغترب
سافر تـجد عِـوضًا عمـّن تـفارقـه
وانصب فإنّ لذيذ العيش في النّصَب.
أو القراءة والمطالعة التي يعبر من خلالها القارات والمحيطات، والتي يتحدّث من خلالها مع المفكّرين والعلماء.
كيف تردّ على تلميذ يظلّ يطلب منك مزيدًا من الشرح؟
من أهم العوامل المؤثّرة على التّحصيل الدّراسي الفوارق الفرديّة بين المتعلّمين، فمنهم من هو سريع البديهة والفهم، ومنهم من يجد صعوبات في فهم المعارف التعليميّة، ففي الكثير من الأحيان نُصادف ذلك التّلميذ الذي يطلب من المعلّم إعادة الشّرح أكثر من مرّة، وفي هذه الحالة يلجأ الأستاذ إلى توجيهه إلى كتب خارجيّة تُساعده على الفهم أو إنجاز تمارين صفّيّة أو غير صفّيّة بحيث يستثمرها التّلميذ ليفهم هذا العنصر بنفسه.
ما شخصيّة الرواية أو الفيلم أو المسرحيّة التي تحبها؟ لماذا؟
للنّتاج الأدبيّ أشكال متنوّعة ومختلفة، منها الرّواية التي تسحر القارئ بأسلوبها الخيالي الذي يتلاعب باللّغة وتصوير الأحداث وأبطالها: من أجمل الشّخصيّات التي رسمتها الرّوايات شخصيّة زينب في رواية "زينب" لمحمّد حسين هيكل، وهي أوّل رواية عربية كُتبت بالمقاييس الحقيقية للرّواية، والتي تظهر فيها زينب رمزًا للمرأة الرّيفية البسيطة المحافظة.
ما هي مواصفات الصفّ الذي ترغب بتدريسه؟ لماذا؟
تحتاج العمليّة التعليميّة التعلّميّة شروطًا معيّنة لأداء المهمّة المنوطة لها، ولعلّ أهمّها إعداد متعلّم صالح يعمل لأجل وطنه، ولضمان ذلك، وجب توفير مجموعة من العوامل للصّف المدرسيّ، منها: ألاّ يتجاوز عدد التّلاميذ 15 تلميذًا كأقصى تقدير، وتوفير وسائل التّدريس، وعدم وجود تباين كبير في الفروقات الفردية، وأن يحتكم القسم للشروط البيداغوجيّة من حيث التّصميم، وغيرها.
ما هي أغرب نصيحة سمعتها من زميل عمل؟ ماذا كان الموقف؟
الحياة مواقف وأحداث ومشاكل يحتاج فيها الإنسان لمن يأخذ بيده ويُبصّر طريقه ويساعده على توضيح أهدافه، وقد أرشدنا ديننا الحنيف إلى الوسيلة، ألا وهي المشورة وطلب النّصيحة، وقد قال في ذلك بشّار بن برد:
إذا بلغ الرّأي المشورة فاستعن
برأي نصيح أو نصيحة حازم.
وقد يحصل وأن يصادف الإنسان نصائح غريبة، وهو ما حدث معي في أوّل عام لي في ميدان التّعليم إذ قال لي زميلي: "التّعليم أسوأ مهنة فلا تُدِعْ كلّ جهدك فيها لن يقدّم لك سوى التّعب"، فما كان منّي إلاّ أن قلت له: " هذا الأمر صحيح بالنّسبة لك أمّا أنا فاتركني للميدان، فأشرف شيء يبنيه الإنسان هو العقول النّيّرة".
عندما كنت طالبًا في المدرسة، كيف كان يرى المعلّمون جيلكم؟
إنّ الهدف من المدرسة إعداد متعلّم قيادي قادر على قيادة دولته، ففي كل سنة تُخرّج الطّبيب والمُعلّم والمهندس والفيزيائيّ، وبذلك يمرّ على المعلّم أجيال مختلفة يختلف كلّ منها عن الآخر بجملةٍ من الصّفات والميّزات، إذ أذكر جيّدًا مُعلّمي عندما قال لنا: "أتوسّم فيكم خيرًا"، والبسمة بادية على مُحيّاه، وبدأ يقول لكل شخص منّا ما يتوقّعه منه.
ما عنوان آخر كتاب قرأته؟ وعن ماذا يتحدّث؟
كتاب "كم حياة ستعيش"، لكاتبه كريم الشّاذلي.
يُقدّم الكتاب مجموعة من القصص الواقعيّة، والّتي من خلالها نتبيّن السّبل الّتي تمكّننا من الحياة السّويّة، فقد كان عنوانًا لافتًا، فإن كنّا سنعيش حياة واحدة، فلتكن سعيدة.