كيف تتخيّل شكل التّعليم لو لم يكن هُناك مدارس؟ وما هو مستقبل المدرسة كمكانٍ، خصوصًا بعد تجربة التّعليم عن بُعد؟
بالنسبة للشقّ الأول من السؤال، تصوّري أن يكون شكل التعليم في الطبيعة وتضاريسها؛ لأنّها تساعد الطالب على التساؤل والاستقصاء والخيال والتجريب والابتكار، ولا تحدّ حواسه بل تمنحه الاستقلاليّة والمتعة والتجدّد.
أمّا عن مستقبل المدرسة في الوقت الراهن ومع بقاء جائحة كورونا، فباعتقادي هو بقاء التعليم الهجين، أو ما يُسمّى بالمدمج، بشكليه الوجاهيّ وعن بُعد في معظم مدارس العالم.
ما هي أوّل نصيحة تنصح بها مُعلمًا جديدًا؟ لماذا؟
أوّل نصيحة أقدّمها لمعلّمٍ جديدٍ هي أن يضع لنفسه فلسفة تعليم خاصّة به، وهذه الفلسفة يجب أن تكون منبثقة ومبنيّة على أهداف شخصيّة يختارها بنفسه وبعناية فائقة، آخذًا بعين الاعتبار المرحلة العمريّة التي سيعلّمها والمادّة العلميّة وبيئة العمل وطرائق التعليم وغيرها.
ما هو تعريفك للدهشة؟ وكيف وصلت إلى هذا التّعريف؟
الدهشة مفرد "دهشات" وهو ما يعتري أو يصيب الإنسان من شعور عندما يحدث له أمر غريب أو غير متوقع أو مفاجئ أو ربما لا يجد له تفسيرًا واضحًا كالحيرة والذهول، وباعتقادي الدهشة هي نتاج خوف أو استغراب أو تعجّب من أمرٍ ما. وصلتُ بشكلٍ أوضح لتعريف الدهشة عندما كنتُ أرى طلبتي يوظّفون مهاراتهم الشخصيّة في البحث في إشكاليّة ما والوصول إلى حلول لم أكن أتوقّعها بهذا الشكل الملفت، علاوة على ذلك، عندما ينخرط طلبة الدعم مع بقيّة الطلبة ويحظون بنفس طريقة البحث والتساؤل بشكل يصعب عليك تميزهم عن باقي الطلبة، وهُنا أعلم جيّدًا أنهم طلبة مُلهمون.
ما هي مصادر الإلهام في مسيرتك التعليميّة؟ لماذا؟
بالطبع طلبتي هُم ملهمي بالدرجة الأولى؛ لأنهم محرّك التغيير فيّ، وهم من يمنحوني الفرصة، يوميًّا، أن أجد ذاتي فيهم، وهم الشرارة الأولى التي تشعل فيّ فتيل التطوّر والتقدّم لأغيّر وأؤثّر بهم وأمنحهم الإبداع والاستقلاليّة التي يستحقونها، وهم من لديهم القدرة على توليد الطاقة المتجدّدة فيّ كمعلّمٍ وإنسان.
من هو الطّالب المُتميّز برأيك؟ لماذا؟
الطالب المتميّز هو من لديه مهارات حياتيّة خاصّة يتمتع بها وتميّزه عن الآخرين، وهو القادر على إيجاد الحلول المناسبة له بطريقةٍ مستقلّة، كما يجب أن يتحلّى بالتحدّي والثقة والتخطيط والتطلّعات إلى الغد، كلّ هذه الصفات تجعل من الطالب مُتميّزًا بين أقرانه.
حسب معاييرك، كيف تصف المُعلّم المُلهم؟
المُعلّم المُلهم هو الذي يمتلك التغيير في طلبته عاطفيًّا أو فكريًّا أو حياتيًّا وغيرها، فالمعلّم المتعاطف هو الذي يملك علاقة رائعة مع طلبته ويكتشف ويعرف مشاعرهم جيّدًا، فيبتسم ويضحك معهم ويحزن معهم، بل ويساعدهم أيضًا في حلّ مشاكلهم المدرسيّة أو الشخصيّة إن أمكن، ويقدم لهم النصيحة والإيجابيّة بل ويشعرهم بالأمان وأنهم محطّ اهتمامه، وباعتقادي هنا تظهر إنسانيّة المُعلّم.
ما هو الموقف الذي تندم عليه في مسيرتك التعليميّة؟
لم أندم بحياتي على مواقفي خلال مسيرتي التعليميّة التي تمتدّ أكثر من 15 عامًا؛ لأنها، باعتقادي، كلّها تجارب وخبرات ودروس حقيقيّة تجتمع سويًّا، وأستفيد منها بل اعتبرها جانبًا أطوّر نفسي وشخصيتي خلال مسيرتي.
برأيك، كيف تؤثّر علاقة الإدارة بالمُعلّم على مسيرتهِ؟
لا أعرف، عندما أسمع كلمة إدارة يتبادر لذهني مباشرة كلمة القيادة، فإدارة أيّ مدرسة ناجحة هي المناخ الصحيح الذي من خلاله يستطيع المُعلّم أن يحققّ أهدافه التي يطمح لها وتفتح له أبواب الفاعليّة والعطاء النفسيّ والجسديّ والمهنيّ وغيرها، مقرونًا ذلك بالبيئة العادلة والآمنة إلى حدّ ما.
ما الذي تُريد أن تمحوهُ من طريقة التّدريس والتّقييم في مدارس اليوم؟
أريد أن أمحو طريقة التعلّم التقليديّة وهي أن يأخذ المُعلّم دور الريادة في التعليم وهو الملقّن فقط، وبذلك يحرم طلبته من أبسط حقوقهم في التعلّم ألا وهو التفكير والبحث والإبداع والاستقلاليّة، وهُنا يعتبر القضاء على جوهر التعليم بحدِّ ذاته، أما بالنسبة للتقييم فقد كُتِب مقالًا في منهجيّات العدد الأول عن التقييم وطرائقه الحديثة، فأنا أؤمن كثيرًا أن أدوات التقييم الفاعلة هي التي تقود الطالب إلى التساؤل والاستقصاء والخيال والتجريب والابتكار والإبداع، إذ يكون التقييم قائم على توظيف مهارات الطالب التي تساعده على البحث في المشكلة وحلّها، وعليه أنا أرفض تمامًا أن ينهج المُعلّم آلية تقييم تستند على أدوات التقييم التقليديّة فقط، بل عليه أيضًا أن يواكب متغيّرات الواقع ومهارات الطلبة المعاصرة من خلال أدوات التقييم الحديثة التي تراعي كلّ ما سبق.
ما هو الكِتاب الذي لهُ تأثير كبير عليك وعلى تجربتك في الحياة؟
في الحقيقة هناك كتب كثيرة أثّرت وغيّرت في منظوري للحياة بكل تفاصيلها، وآخر كتاب أوشكُ أن أفرغ من قراءته وكان له تأثير واضح في شخصيّتي هو "أيقظ العملاق الذي بداخلك" لأنتوني روبنز، في الحقيقة هذا الكتاب له طابع خاصّ عن بقيّة كتب التنمية البشريّة على جميع الأصعدة، فهو يدرّبك من خلال استراتيجيّات وأفكار رائعة على التأمّل والتفكير في حياتك، وأنّك تمتلك كنزًا ثمينًا في شخصيّتك عليك أن تبحث في ذاتك جيّدًا فهي أساس قوّتك ونجاحك.