يؤدّي التواصل العائليّ دورًا حيويًّا في تعزيز العلاقات الصحّيّة والمتناغمة داخل الأسرة. ويساعد التواصل الفعّال في فهم أفراد العائلة مشكلات بعضهم فهمًا أفضل، وحلّ المشكلات معًا، والحفاظ على روابط عائليّة قويّة.
فوائد التواصل العائليّ
تكمن أهمّيّة التواصل العائليّ الصحّيّ في بناء علاقة صحّيّة ومتينة بين أفراد العائلة، وتشمل بعض فوائد هذا التواصل:
- - حلّ المشكلات: يساعد التواصل الجيّد على حلّ الخلافات وسوء الفهم بتوضيح المواقف وإيجاد أرضيّة مشتركة.
- - تعميق الروابط: تعزِّز مناقشة الآراء الروابط العائليّة، وذلك بالسماح لكلّ فرد من أفراد العائلة فهمَ وجهات النظر المختلفة وتقديرها.
- - الدعم القويّ: عندما يكون التواصل جيّدًا، يشعر أفراد العائلة بثقة أكبر في مشاركة المشكلات الشخصيّة؛ ممّا قد يؤدّي إلى حصول الفرد على دعم عائليّ قويّ والوصول إلى حلول مشتركة.
- - الثقة بالنفس: يخلق التواصل الصحّيّ داخل العائلة جوًّا من الأمن والأمان؛ ممّا يجعل جميع الأعضاء يشعرون بالتقدير ويزيد ثقتهم بأنفسهم.
أنواع التواصل العائليّ
لا يقتصر التواصل بين أفراد العائلة الواحدة على الكلام والحديث في ما بينهم، إذ يُصنِّف المختصّون التواصل العائليّ إلى ثلاثة أنواع:
- - الاتّصال اللفظيّ: تبادل الأحاديث بالمحادثات المنطوقة، سواء وجهًا لوجه أم بالمكالمات، إن لم تكن العائلة مجتمعة في المكان نفسه.
- - الاتّصال الكتابيّ: نقل المعلومات باللغة المكتوبة، مثل الرسائل عن طريق تطبيقات التواصل الاجتماعيّ.
- - التواصل غير اللفظيّ: التعبير عن الذات بإيماءات اليد، وتعبيرات الوجه، ووضع الجسم، وحركات العين.
نصائح لتحسين التواصل العائليّ
مفتاح التواصل العائليّ الصحّيّ جعلُ التواصل أولويّة، وخلق بيئة من التفاهم المتبادل، وممارسة الاستماع النشط والتعبير الواضح عن المشاعر. ويمكن أن يساعد تنفيذ الاستراتيجيّات الآتية على تعزيز العلاقات العائليّة:
الاستماع الجيّد
- - التركيز مع الفرد المتحدّث، والمحافظة على التواصل البصريّ لإظهار الاهتمام بالحديث.
- - إعادة صياغة ما قاله المتحدّث لإظهار الفهم.
- - تجنّب المشتّتات أثناء الحديث مثل الهواتف أو التلفاز.
التعبير عن المشاعر والاحتياجات بوضوح
- - استخدام ضمير المتكلّم، مثل "أنا أشعر أنّه كذا.."، عوضًا عن إلقاء اللوم على أفراد العائلة الآخرين.
- - تجنّب وضع افتراضات مسبقة حول أفكار أفراد العائلة الآخرين ومشاعرهم.
حلّ النزاعات حلًّا صحيًّا
- - السماح لأفراد العائلة بالتناوب على التحدّث من دون مقاطعة.
- - التركيز على إيجاد الحلول، بدلًا من لوم الآخرين.
خلق فرص للمحادثة
- - زيادة وقت التواجد في المنزل، لتوفير وقت للتواصل مع أفراد العائلة.
- - تناول وجبات عائليّة منتظمة يجتمع فيها أفراد العائلة مع بعضهم.
- - جدولة وقت معيّن لمناقشة قضايا عائليّة.
استخدام التكنولوجيا لتعزيز التواصل العائليّ
- - إنشاء مجموعة عائليّة على تطبيقات الدردشة الإلكترونيّة.
- - إرسال رسائل مشجِّعة أو تسجيل صوتيّ.
إنشاء تقاليد وطقوس عائليّة
- - تطوير الروتين والأنشطة المنتظمة التي تجمع الأسرة معًا.
كيف يمكن للتواصل غير اللفظيّ أن يعزِّز الترابط العائليّ
يمكن للتواصل غير اللفظيّ أن يعزِّز الترابط والتواصل العائليّ بالطرق الآتية:
- - الاتّصال العاطفيّ: يمكن للإشارات غير اللفظيّة، مثل التواصل البصريّ، وتعبيرات الوجه، ولغة الجسد أن تنقل المشاعر. وهذا التواصل مهمّ في تعزيز الروابط العاطفيّة وتعميقها بين أفراد العائلة.
- - تعزيز العلاقات: يساعد الاهتمام بالتواصل غير اللفظيّ أفراد العائلة على فهم مشاعر بعضهم واحتياجاتهم فهمًا أفضل؛ ممّا يؤدّي إلى علاقات أكثر تعاطفًا، وبالتالي علاقات داعمة وقويّة.
- - حلّ النزاعات: يمكن أن يوفِّر التواصل غير اللفظيّ سياقًا وفروقًا دقيقة مهمّة أثناء النقاشات العائليّة؛ ممّا يساعد على حلّ المشكلات حلًّا فعّالًا، بالكشف عن المشاعر الكامنة والأحاسيس غير المعلنة.
- - زيادة الترابط: يمكن للتفاعلات غير اللفظيّة البسيطة، مثل العناق ومسك الأيدي واللمسات اللطيفة أن تخلق لحظات من العلاقة الحميميّة، والتي تقوّي الروابط بين أفراد العائلة.
- - سدّ فجوات التواصل: بالنسبة إلى أفراد العائلة الذين قد يواجهون صعوبة في التعبير عن أنفسهم لفظيًّا، يمكن أن يكون التواصل غير اللفظيّ طريقة بديلة للتواصل ونقل الأفكار والمشاعر.
- - نمذجة السلوك الإيجابيّ: يمكن للوالدين اللذَين يظهران تواصلًا إيجابيًّا غير لفظيّ، مثل الحفاظ على التواصل البصريّ واستخدام لغة الجسد، أن يكونا مثالًا يحتذي به أطفالهما؛ ممّا يعزِّز أنماط التواصل العائليّ الصحّيّة.
بالاهتمام بالتواصل غير اللفظيّ ودمجه بالتفاعلات العائليّة، يمكن للعائلات تعزيز شعور أعمق بالفهم والثقة والتقارب بين أفراد العائلة؛ ممّا يعزِّز في النهاية الجودة العامّة للعلاقات العائليّة.
أمثلة على التواصل الأسريّ الفعّال
هنا الكثير من الأمثلة على التواصل الصحّيّ والفعّال بين أفراد العائلة، سواء أكان ذلك بين الوالدين وأبنائهما، أو بين الأخوة والأخوات. ومن الأمثلة على التواصل العائليّ الصحّيّ:
- - سامية وابنتها: تسأل سامية ابنتها لماذا لا تريد العودة إلى المدرسة، وتكتشف أنّها خائفة من طفل آخر. وتكمن أهمّيّة هذا التواصل في العمل معًا على إيجاد حلّ المشكلة.
- - سليم وأبناؤه: يتحدّث سليم مع أبنائه عن أهمّيّة الحفاظ على روابط عائليّة قوّيّة بينهم؛ ممّا يجعلهم يشعرون بالراحة والاطمئنان لوجود العائلة الداعمة.
- - عائشة وأختها الصغرى: تطلب الأخت الصغرى من أختها الجامعيّة مساعدتها في الواجب المنزليّ، ونتيجة هذه المساعدة، تشعر الأخت الصغرى أنّ هناك من يدعمها وتزيد ثقتها بنفسها.
* * *
باختصار، التواصل العائليّ ضروريّ لفهم أفراد العائلة بعضهم بعضًا، وحلّ النزاعات، والحفاظ على علاقات قويّة ومتينة. فبممارسة التواصل الجيّد، ووضع استراتيجيّات للتحسين، يمكن للعائلات بناء ثقافة الدعم والثقة بالنفس والأمان.
المراجع
https://wellbeingmagazine.com/the-importance-of-family-communication/
https://theserenity.org/the-power-of-communication-building-stronger-family-bonds/
https://plantationrelationshipcounseling.com/power-of-non-verbal-communication/